الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مستعجلة ومتأخرة إلى بان كيمون

محمد جمول

2007 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


أنا مواطن من العربة الأخيرة في قطار العالم الثالث الذي منح هذه المرتبة لعدم وجود مرتبة أدنى، أكتب لك هذه الرسالة العاجلة بعدما شعرت فجأة بالذهول والصدمة من حجم جهلي بسعة صدركم وفيض حنانكم وحرصكم على سلامة أي فرد أو شاة أو نملة أو دولة في غابات وصحاري بلدان العالم الثالث وما بينهما. أكتب لك ليس بصفتك شخصا، وإنما كممثل لكل شعوب العالم. وأنا كمواطن، في إحدى دول هذا العالم الذي تمثله أنت، اعتدت أن أصدق وأثق بكل ما أراه مكتوبا، وخصوصا إن كان صادرا عن جهة محترمة كالتي تمثلونها. وللعلم كان يمكن أن أكتب هذه الرسالة قبل عشرين أو أربعين سنة لو توافر لي ما أحس به الآن من احترام وإعجاب بنزاهة وعدالة مؤسستكم المحترمة التي قلما مرت على بلد إلا وتركت وراءها بصمة الأقوياء وصفعاتهم على وجوه الضعفاء. وبالتالي، كان يمكن لهذه الرسالة أن توجه لكوفي أنان أو بطرس غالي أو من سبقهما.

أشعر، كمواطن لا يعرفه حتى مختار الحي الذي يسكنه، بشديد الامتنان للجهود التي تبذلونها لتطبيق القرار 1559 المتعلق بلبنان من خلال مبعوثكم الخاص تيري ريد لارسون المكلف متابعة تنفيذ هذا القرار. ولكن لي سؤال ـ أرجو أن تعتبروه بريئا إلى درجة السذاجة أو البلاهة ـ هل هو القرار الوحيد الصادر عن منظمتكم المحترمة؟ ولكني مع ذلك، وبحكم عمري، سمعت بأكثر من قرار وعايشت صدور العشرات منها التي لم يعين أحد لمتابعة تنفيذها أو حتى تقديم واجب العزاء عند دفنها بعد دقائق من صدورها على عتبة مبنى منظمتكم العتيدة. والمفجع في هذا الأمر، بالنسبة لكم على ما أعتقد وليس مفاجئا لي بأي شكل، هو أن أبناء المنطقة التي أعيش فيها لم يعرفوا ما هي منظمتكم العتيدة ولم يعرفوا مهماتها إلا بعد أن شغلتهم جولات مبعوثكم الخاص بمتابعة تنفيذ القرار المذكور. وبالمناسبة سأذكركم بالقرار 242 والقرار332، وللتذكير يطالب هذان القراران بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة والقرار 194الذي يطالب بحق العودة لشعب بكامله إلى وطنه الذي ساهمت منظمتكم المبجلة جدا برعاية حرمانه من هذا الوطن وإضفاء صفة الشرعية التي تكاد تصل حد التقديس لهذا الحرمان. وهناك قرارات كثيرة تعرفونها بالتأكيد أكثر من غيركم لم تحظ حتى بالتذكير بأنها لم تنفذ على الرغم من مرور عشرات السنوات على صدورها. فما السر في القرار1559 ؟ هل ولد في يوم سعد الأمم المتحدة ، بينما ولدت كل القرارات الأخرى في أيام نحس الدول والشعوب المعنية بها؟
على كل حال أتمنى أن تحظى رسالتي بلحظة من اهتمامكم. ولا أطالبكم بالرد، فلم يسبق أن تلقيت ردا من أحد على تساؤلاتي. ولم يسبق لي أن طرحت أسئلتي على أحد أو تظلمت قبل الآن. وكل ما أرجوه أن لا تفاجئكم أسئلتي مثلما يفاجئني ما تقومون به في هذا العالم من الاكتفاء بإزالة الأوساخ التي يخلفها الكبار وراءهم أو بالتغطية على ما يخلفونه من ويلات وأشياء أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ