الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعوب غير مؤهلة للديمقراطية

جورج فايق

2007 / 6 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أعلم أن عنوان مقالي قد يجعلني أتهم بمناصرة الديكتاتورية و قمع حرية الشعب و تزيف إرادته الشعب في اختيار من يمثله أو يحكمه و لكن ليس هذا ما أقصد
أنا أعلم الديمقراطية حق و ضرورة لكافة الشعوب و الأجناس وان تداول الحكم عن طريقة الانتخابات الحرة النزيهة التي يختار فيها الشعب من يحكمه أو يمثله هو ضرورة لتقدم البلاد و تحضرها لأنها تجعل هناك انتخابات كل فترة يستطيع الشعب فيها إن يبقى على حكومته إن وجده منها حرص على مصالحه و رفعته أو إقصاءها أنه وجد منها فساد أو تهاون
كذلك الديمقراطية ضرورة حتى يعرف من يحكم أو يمثل الشعب أنه ليس مؤبد في منصبه و إن هناك انتخابات كل فترة قد تطيح به من منصبه أن تهاون أو فسد و تجعله يعلم أن بقاءه في منصبه مرهون برضي الشعب عن ما قدمه لهم
لذلك الديمقراطية ليست ترف سياسي و لكنها ضرورة ملحة و مهمة جداً للأي شعب لكن هل كل الشعوب تستحق الديمقراطية ؟
نظرياً نعم إن كل شعب من حقه أن يمارس الديمقراطية و يحتار حكومته
و لكن عمليا هناك شعوب لا تستحق الديمقراطية لأن هذه الشعوب غير مؤهلة عقلياً و عقائدياً لممارسة الديمقراطية و تقسم الشعب إلى أغلبية و أقلية و ليت هذا التقسيم بناء على اختلاف سياسي و لكن للأسف على أساس ديني و مذهبي أو عرقي هذه هناك شعوب تعتقد أن الديمقراطية هي حكم الأغلبية الدينية أو المذهبية للأقليات في بلادهم و قمعهم و سلبهم حقوق مواطنتهم و أحياناً سلبهم حياتهم بأكملها
هناك شعوب تقحم دينها بشكل مستفز في كل شيء و خاصة السياسة و يفترضون إن الخلاص من الفساد أو غيره من المشاكل في العودة إلى شريعة الدين هذه الشعوب لديها هوس مرضي أسمه الدين و ليس خفي على أحد أن هذه الشعوب تتركز في منطقة الشرق الكريه أو الشرق العفن المعروف ضمناً بالشرق الأوسط
بمنتهى الصراحة أي انتخابات في هذه المنطقة الموبوءة النصرة محسوم للتيار الديني بلا أدنى شك لأنه يدغدغ مشاعر المصابين بالهوس الديني والتشدد و هم الأغلبية الساحقة من شعوب هذه المنطقة
أني أشفق على مصير أي دولة في هذا الشرق يدعوها المجتمع الدولي لأجراء انتخابات نزيهة لأن النتيجة معروفة مسبقاً إلا وهي انتصار التشدد و السلفية في بيئة يسودها الجهل و التخلف و يختلط فيها السياسة و الدين بطريقة بشعة فهناك أحزاب تمثل الله و رسوله و بالطبع هؤلاء المهووسون لن يسمحوا بهزيمة دينهم في أي انتخابات و كيف يسمحون ذلك ؟ فلابد من مناصرة إخوانهم و ان لا يعطوا أصواتهم لأعداء الله و رسوله الكافرين وحتى أن كانوا مسلمين و لكن ا لا يتبعون جماعتهم الموقرة
و أن فاز تيارهم الديني الذي مبدأه أن حل كل المشكلات في الرجوع للإسلام و شريعته و بالطبع إن وصلوا للحكم وطبقوا شريعتهم كاملة و لم تحل أي مشكلة كما يتوهمون ؟ هل سوف يقرون بفشل دينهم في حل المشاكل؟
بالطبع لا و لذلك فلابد أن تنتهي الديمقراطية الكافرة بوصولهم للحكم و نأتي مرحلة ضرب المخالفين بالجزم و قمع الأقليات الشاهدة على فشلهم
و لذلك هذه الشعوب غير مؤهلة لممارسة الديمقراطية و إن أردوا تطبيق الديمقراطية لابد من أن تمر بفترة انتقالية سوف تستمر عقود يتم فيها تأهيل هذه الشعوب علمياً و سياسياُ و فكرياً وترسيخ حقوق المواطنة و فصل الدين عن الدولة و اقتصار الأديان على الجانب الروحي فقط هذا بالطبع أن كان للدين جانب روحي
لابد أن تتعلم هذه الشعوب الاعتراف بأحقية الأقليات في العيش و المشاركة في حكم بلادهم و سياستها و يجب إن تقر هذه الشعوب بالفعل و ليس بالقول إن مواطنة الأقليات غير منقوصة بسبب دينهم أو مذهبهم
و بدون هذه المرحلة الانتقالية سوف تصبح الديمقراطية سبب خراب البلاد فالديمقراطية ليست لشعوب تسودها أخلاق القبيلة و تحكمها الأحكام العرفية و لعل ما يحدث في فلسطين خير شاهد على كلامي و كان الغرب الذي طالما طالب بالديمقراطية في هذه المنطقة هو أول من رفض التعامل مع حكومة حماس التي وصلت إلى الحكم عن طريق انتخابات حرة أختارهم الشعب بكامل أرادته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30