الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حان الوقت لعقد كونفرانس قومي كردستاني؟؟؟!

شيار محمد صالح

2007 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


تشهد الساحة الكردستانية بمختلف أجزائها تطورات أمنية وعسكرية ذات شأ ن كبير، ربما سيكون لها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على الوضع الشرق أوسطي بشكل عام من كافة النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى الجغرافية منها إذا استمرت هذه المشادات بين الأطراف المتصارعة في راهننا. فمن جهة تستمر الحكومة التركية بحشد قواتها العسكرية بمختلف أصنافها وعتادها الحربي الفتاك على حدود جنوب كردستان بغية غزو واجتياح هذا الأقليم ذو الولادة الحديثة العهد بما يحمل معه من انجازات ومكتسبات غير قليلة بالنسبة للكرد عامة، ومن جهة أخرى تعزف الحكومة الايرانية على نفس الوتر الذي يضرب عليه جنرالات الجسش التركي بأحذيته الردئة ويقومون بحملات مشتركة ضد الكرد في جنوب كردستان لنشر عدم الاستقرار والأمان في هذا الاقليم تحت مسميات عدة ليس لها أي أساس من الصحة والمعقولية. ففي الايام القليلة الماضية وحسب ما تتوارده وسائل الإعلام عن قيام هاتين الدولتين بإعطاء جيوشهما الضوء الأخضر بقصف المناطق الحدودية من جنوب كردستان بشكل مكثف وبدون توقف أدى بالنتيجة إلى خسائر مادية كبيرة وإلحاق الأذى بممتلكات الكرد القاطنين في تلك القرى من حرق قراهم وممتلكاتهم وكل ما يملكونه وتركهم لمناطقهم بحثاً عن الأمان وبعيداً عن المناطق الساخنة التي باتت تشهد تطورات عسكرية من قبل بعض دول الجوار بغية بث الرعب والهلع في نفوس المواطنين ودق طبول الحرب عشية الغزو المحتمل لهذا الجزء من تراب كردستان الحبيبة التي لم تعرف معنى الاستقرار والطمأنينة منذ عقود من الزمن على يد الدول الحاكمة على كردستان (تركيا، ايران وفي عهد النظام السابق لصدام حسين الدكتاتوري).
هذه التطورات المتسارعة أدت إلى ردود أفعال مختلفة من قبل المجتمع الدولي والأقليمي والمحلي بدءاً من منظمة الأمم المتحدة التي رفضت استقبال المبعوث التركي وتنبيه الحكومة التركية إلى عدم اجتياح جنوب كردستان وكذلك الاتحاد الاوروبي الذي ما زال يرفض فكرة هذا الاجتياح التي تصرّ عليه الحكومة التركية والقادة الكرد في محتلف أجزاء كردستان وتنديدهم بالتحشدات التركية على حدود هذا الاقليم. وفي يوم أمس صرح الرئيس (مام) جلال الطالباني رئيس العراق الفدرالي والسيد (كاك) مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان من خلال مؤتمر صحفي تم عقده في جنوب كردستان رفضا بشكل قاطع الشروط التركية التي تفرضها لمحارية أنصار العمال الكرستاني في جنوب كردستان وكذلك دعا الحكومة التركية للتحكم إلى العقل وحل القضية الكردية في شمال كردستان بالطرق السلمية بعيدأ عن العنف هذا من جهة، ومن جهة أخرى دعا اتحاد منظومات المجتمع الكردي (العمال الكردستاني) في مؤتمر الخامس الاخير الحكومة التركية إلى نبذ العنف وحل القضية الكردية بالوسائل السلمية والديمقراطية بالرغم من استمرارهم في إعلان وقف إطلاق النار منذ تشرين الاول من العام المنصرم وحتى هذه اللحظة. إلا أن الجيش التركي والحكومة التركية التي يترأسها السيد أردوغان لم تنصت ولم تعير أي اهتمام لهذه النداءات بل ازدادت تصريحاتهم همجية وعنجهية وقابلوا اليد الكردية الممدودة للسلام والعدالة بالسلاح والنار وهددوها بالقطع والبتر ونعتوا السيد مسعود البرزاني يزعيم قبيلة وعشيرة وأنهم من المستحيلات التفاوض معه. هذه التقربات غير الاخلاقية واللامسؤولة من جانب الحكومة والجيش التركي يوضحان بشكل لا لبس فيه أن التعنت والإصرار على إنكار الكرد أينما وجدوا ما زال أسير العقلية الطورانية التركية المستندة إلى حذاء الجنرالات العسكرية والتي لا تفهم سوى لغة العنف والدماء. ليس هناك أي خلاف بين التيارات السياسية التركية بشقيها العلماني والاسلامي من جهة واليميني واليساري من جهة أخرى الكل متفقون ومتعاضدون على معاداة الكرد والقضاء عليهم.
العقلية الطورانية التركية المتغذية على شعارات "كم أنا سعيد لأنني تركي" و"تركي واحد يساوي العالم كله" ووو الخ، من دغدغات عاطفية قوموية شوفينية انخدع بها الشعب التركي، هي عقلية استعلائية ومتكبرة ولا ترى غير نفسها في هذه المعمورة والكل بدون استثناء من غير الترك ما هم سوى عبيد وأقزام عليهم خدمة الترك، هذه هي العقلية التي تربى عليها الجيش التركي والحكومة التركية وتراهم إلى الآن يحنون إلى الماضي العثماني وينفخون في ذات البوق كلما أرادوا دغدغة مشاعر التركي الوطنية. فهاهو السيد بيوكانت ينفخ في نفس البوق القوموي الشوفيني ويحث الشعب التركي على معاداة الكرد وضربهم في كل مكان يتواجدون فيه عبر تصريحاته الاخيرة التي تم بثها من قبل بعض وسائل الاعلام أخذين مصدرها من موقع القيادة العامة للجيش التركي الذي يشرف عليه السيد بيوكانت مباشرة.
أمام هذه التحديات الخطيرة والتاريخية تقع مسؤوليات جسام على كاهل القادة الكرد بمختلف أفكاراهم واتجاهاتهم إن كان في جنوب كردستان والمتمثلة في السيدين مسعود البرزاني وجلال الطالباني وباقي الاحزاب الكردية وكذلك في شمال كردستان المتمثل بالعمال الكردستاني، بالرغم من أ، هذا الاخير قد دعا في مؤتمره الخامس إلى عقد مثل هذا الكونفرانس وعليهم عدم تضييع هذه الفرصة التاريخية لعقد كونفرانس قومي وطني كردستاني تشارك فيه كافة الأحزاب الكردية ومن كافة ألأجزاء كي يضعوا الاسس التاريخية للتصدي لهذه الهجمات التي يتعرض لها الشعب الكردي من كافة الحكام الدكتاتوريين المتسلطين على إرادة الكرد.
وكذلك تقع المهمة الأولى على عاتق المثقفين الكرد أينما كانوا لحث القادة الكرد أينما كانوا على عقد هذا الكونفرانس القومي الوطني الكردستاني وتوضيح ما يحمل هذا الكونفرانس من أهمية حياتية وتاريخية للشعب الكردستاني في كل مكان وايصال الرسائل الواضحة لكل من يقف ضد رغبات وتوجهات الكرد بأن للكرد أيضا إرادة وايمان لا يمكن أن تتزعزع وأن ايمانهم بكردستانيتهم لا يمكن التفاوض عليها من قِبل أحد وأنهم سيقررون ويحددون إرادتهم السياسية والثقافية بالرغم من كافة العقبات التي يمكن أن تواجههم مهما كانت مصدرها.
جملة من التحديات تفرض على الكرد عقد الكونفرانس القومي الوطني الكردستاني ولا يمكن غض النظر عن هذه التحديات والتهديدات التي يتعرض لها الكرد في كافة الاجزاء، وأنه أقل ما يقع على عاتق المثقفين والقادة الكرد في هذه المرحلة هو الانصياع للتاريخ وعدم اضاعة هذه الفرصة كي يدونوا تاريخهم المشرف من جديد، وإلا أن التاريخ لن يرحمهم أبداً بعد ذلك. وحينها سيكون لكل حادث حديث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|