الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسالة الاولى من فوق الانقاض

صباح سعيد الزبيدي

2007 / 6 / 17
حقوق الانسان


اخي العزيز ..

تحية اخوية مفعمة بحرارة رمال الفرات وبنعومة نسمات دجلة المسكين ..

لااعرف كيف ابدا رسالتي هذه وانا في لحظات المرارة والالم لما يجري في وطننا الغالي وبحق شعبنا المظلوم .. وكذلك لااستطيع ان اعبر عن ما يجول في قلبي لان الكلمات لاتسعفني .. ولي من الاحزان مايثقل كاهلي الذي اتعبته غربتي الطويلة وحنيني للوطن والاهل .

ومن صومعتي ومن هذه الغربة القاسية بعيدا عن الوطن والاهل والاصدقاء والاحباء اوجه لك جزيل شكري وتقديري على رسالتك التي توجتها بعنوان " الرسالة الاولى من تحت الانقاض " وما تناثر بين ثناياها من كلمات رائعة وصادقة .. وشكرا من الاعماق على المشاعر الطيبة والنبيلة التي غمرتني بها وعلى صدق الكلمات ودفئها.. وكذلك الوفاء للعراق بلاد الرافدين العظيم الذي شهد فجر حضارة الانسان وجدارته السياسية والعمرانية .. حيث اسست اضخم الامبراطوريات في التاريخ وبنيت المدن والتي اتخذت مركزا للنهوض الحضاري واعتبرت بحق مفاخر كبرى لأهل بلاد الرافدين . . وشكرا على تواصلك الاخوي معي واود ان اقول ان كل رياحين الاخوة والمحبة التي نمت بيننا سوف احافظ عليها الى يوم اللقاء .

لقد جندت نفسي ووطنتها على حب العراق المقدس .. وطن الرسالات والحضارة الانسانية .. وافخر اني عراقي الذي يتحمل مسئولياته الجسام والتي عليه ان يجتاز ثقل أمانتها بأمان واخلاص وحب.. لان الحب ياصديقي أعمق نضال ويسمو بحياتنا لأن نكون أهلا للصبر ..

لقد اقسمنا ياصديقي ان نواجه الصعاب بالحب وليس كل مانعانيه جاء اعتباطا .. لكل ذلك اسبابه التي نحتاج الى ان نذكر بعضنا ضرورة توخي الصبر الجميل بكل مايفرضه علينا الزمن من قسوة ولاننسى ان نغني اغانينا حتى وان كانت تفيض حزنا .. لا اريد ان اثقل عليك .. بأختصار : الانسان الحقيقي لا ييئس.

اما انت ياصديقي فهذا ليس غريبا عن اهل باقوفا الكرام .. مابقي منا ياصديقي هو مابقي من منيف حين ترك الجسر .. لقد سرقوا الشرق المتوسط فينا واودعوا الحب لزمن الكوليرا وحطموا مرآة دزدمونة بخيانة مفترضه..

لقد قتلو ديك فيروز وما عاد للصبح من صوت لفيروز..

صديقي الفاضل ..

ان كل ماكتبته جميل وانساني ونبيل وصادق .. وانا معك فيما وصفته بما يجري في وطننا الغالي وبحق شعبنا وبكل مكوناته واقوامه واديانه وحضاراته ورغم ضغوط الواقع المريض فأنت وانا وكل الزملاء الكتاب لنا مسئولياتنا الجسام ومتاعبنا اللامنتهية على ما يبدو من اجل السمو بالكلمة المباركة التي ترتفع بالانسان الى اعلى ذرى انسانيته وتعلمه كيف يمجد الحرية والسلام والمحبة ونعمل باخلاص من اجل نشر الكلمة النبيلة الحرة والصادقة ونقف بوجه غدارات ومدافع الغدر وإرهاب السوقه لمحاربة الكلمات المتسترة ببراقع الزيف التي تحاول ان تنتقم منا بغرض اغاضتنا وتخويفنا وكسر اقلامنا.. وان مايحدث الان في عراقنا الغالي من غياب السلطة والانفلات الامني والتخلف الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والسياسي ومايشهده يوميا من احداث دموية وجرائم بشعة وانتهاكات جسيمة تتعارض مع العقل الانساني السليم واغراقه في دوامة الفوضى والدماء والتخريب والدمار وتمزيق وحدته الوطنية وتدمير حضارته .. جاء نتيجة لفشل سياسة الادارة الامريكية في بناء الديمقراطية في العراق .. وان الاعمال الارهابية الجبانة تنفذها عصابات وحشية من تابعي أزلام الطاغية او من عصابات القتل والفتنة والظلم والشر والارهاب والعدوان التي جاءت من خارج العراق او من الذين يستظلون تحت عمامة من العمائم لغرض اناني او مصلحة شخصية واتخذوا من الدين غطاء لتصرفاتهم واعمالهم الشريرة الخالية من الرحمة والانسانية وكل القيم الحضارية والمبادئ الدنيوية والسماوية .

اخي الطيب ..

ان عراقنا اليوم يربو لضياء شمس ولكن غيوم الحرائق والبارود تحجبها .. وشعبنا يتطلع ليوم تذوب فيه الفوارق والخلافات التي تسببها انانية الجهلاء والشريرين من منتفعين ونفاجين وغلاة ممن تلطخت ايديهم بدماء الابرياء .. يوم يصدق رجال السياسة والدين فيسمون على نفعيتهم ويحترموا حقا لشعبهم .. يوم نتعرف على بلدنا شماله وجنوبه ونتزاور ونتبادل جميل الكلمات.

فلك ايها العراقي الجميل بكل تراثك وآمالك واحزانك المغناة والتي لم تغنى بعد .. طيب الأهل وموقد عامر بالشاي المهيل .. والسمك المسقوف عند دجلة والفرات .

وسوف نستمر في الدفاع عن الحق وقول الحقيقة والدفاع عن القيم الانسانية والديمقراطية ومواصلة العمل من اجل بناء عراق حر وديمقراطي انساني متحضر.

وتقبل تحياتي الصادقة مرة اخرى وسلمتم وكنتم دوما في مواضع السؤدد والتوفيق لصالح حقوق شعبنا المظلوم.







اخوكم

صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي

بلغراد – صربيا

09/06/2007

[email protected]

******************



* عزيزي القارئ الكريم يرجى التفضل بالاطلاع على الرابط التالي :

http://sabahalzubeidi.friendsofdemocracy.net/default.asp?item=260932

**************************************










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | أعمال الإنقاذ والإغاثة تتواصل بعد العدوان الإسر


.. Kesaria should still be alive ??




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - اليونيسيف: إرتفاع عدد النازحين بق


.. لعبة إلكترونية في ألمانيا تشجع على ترحيل المهاجرين!




.. الأمم المتحدة تطالب بإنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية