الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرّت عين عكرمة لإنتصارات أحفاده المجاهدين!

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2007 / 6 / 17
القضية الفلسطينية


يبدو أن السيناريو الأشد قتامة جاري تحقيقه بعد أن كشرت حماس عكرمة عن أنيابها وبانت للعالم أهدافها، و تفاقمت من جرائمها ، وتفننت فيها ، من قتل الأسرى وذبحهم ، و قذف شاب فلسطيني من الطابق ال 15 لبناية .
إن ما يحدث في فلسطين ما هو إلا الوجه الحقيقي للطبيعة الهمجية لأحفاد عكرمة . هذه الطبيعة التي لن يغيرها النفط ، ولا العمالة ، ولا فنون الواوا ، بل بالعكس أنها اشتدت ضراوة ووحشية.
فبعد أكثر من 14 قرنا على فتوحاته في العراق والشام و فارس ، مبروك لعكرمة و أتباعه الذين بقوا أوفياء لمبادئه وعهدته ، حكم حماس ، وجرائمهم ، و الذين سيحكمون أهالي غزة بالقرآن والسنة، الذين يجب أن لا يهمهم الاقتصاد ، لأنه مثلما قال الإمام الخميني إنه للحمير ، و أنه عند السنة بدعة لم تأت في القرآن، ولا عليهم أن تقلقهم أمور المعيشة والحياة فهذه أيضا لم تأت في السنة ، وكل ما عليهم هو أن يهتموا فقط بالموت في سبيل الله فهو أسمى أمنيات حماس ، والجهاد ، فدائيي عكرمة. وهذا دليل آخر على
نجاح القاعدة والإخوان المسلمين ، أحباء عكرمة في تربية الجيل العربي السنّي الجديد على حب الموت، وسفك الدماء ، وسبي نساء العالمين،و إبادة العراقيين ، و نسف مراقد أئمتهم. .
لقد كان واضحا أن الهدف الوحيد لحماس ومنذ انطلاقها هو الاستيلاء على السلطة وإنهاء مشروع التحرر الوطني، و قمع كل صوت تقدمي مناصر لحقوق الجماهير المحرومة. و منذ توليها السلطة أغرقت حماس الشعب الفلسطيني في بحر من الفقر والدماء والدمار والتخلف الثقافي والاجتماعي.

أمريكا وإسرائيل يتحملان المسؤولية الرئيسية بقتلهما فرص السلام ، و رفضهما تشكيل دولة فلسطينية مستقلة ، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني . فهذه حرب أهلية مترافقة مع الجوع و الحرمان واليأس نتيجة المقاطعة الاقتصادية ، و سياسة القمع الإسرائيلية والعسكرة القاعدية السنّية للمجتمع.
فقد أكملت أمريكا وإسرائيل ، و الإرهاب الإسلامي المتمثل بأحفاد عكرمة تدمير المجتمع الفلسطيني، وذلك بعدم اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة ، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي ب، بتسليط الجماعات الإسلامية المسلحة وغير الإسلامية على رقاب الشعب الفلسطيني.
الحرب الحالية التي حطمت ما تبقى من أسس الحياة المدنية، و نشرت أجواء الرعب والإرهاب في غزة ما هي إلا نتيجة استمرار سياسة الاحتلال الإسرائيلي، والسياسة اليمينية الأمريكية في حماية الاحتلال، والتعاطي مع القوى الرجعية لمحاربة القوى التقدمية واليسارية.
وقد كان ظهور حماس في فلسطين هو أيضا النتيجة المباشرة للاحتلال والقمع الإسرائيليين، وإن هذه الحرب الأهلية نقلت مصير الشعب الفلسطيني تماما في محاق كامل، ومجهول.
إن الجمهورية الإسلامية، بدعمها لحماس والجهاد الإرهابيتين تشارك مباشرة في خلق السيناريو القاتم، وتنفيذه.
وقد بات واضحا للجميع أن من يود أن يعجل بنهاية حياة إنسانية لمجتمعه فليعط الزمام لحكومة دينية فهي الأقدر على افتعال المشاكل في كل الاتجاهات، لعدم قدرتها على تطويع الدين للعبة السياسة، واستعدادها لارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية.
وقد أثبتت الأحداث أنه حيثما ظهرت التيارات الإسلامية في أي مجتمع، توفرت أسباب الحرب الأهلية، وحطب النيران لإحراق أسس المجتمع المدني وتفكيكه، وأن العراق وأفغانستان والصومال والسودان، وأخيرا غزة، أمثلة حية لذلك.
إن الحل يكمن في قيام دولة فلسطينية مستقلة يعترف بها المجتمع الدولي، وفي مقدمته إسرائيل وأمريكا، و حل الميليشيات الإرهابية ، و تكليف قوات من الأمم المتحدة لإقرار الأمن والاستقرار في غزة حتى تشكيل قوات أمن قادرة على أداء مهامها في حفظ الأمن والاستقرار بدلا عن القوات الدولية.

إعدام الناس في الشوارع وقصف المنازل وإلقاء الناس من فوق الأبراج وإعدام الجرحى في المستشفيات والتمثيل بجثث ضحاياهم هذا ما يسميه أحفاد عكرمة بتكريم الله للإنسان و باحترام حقوقه . إن الإمبريالية الأمريكية والغربية ، وإسرائيل تترك القوى الإرهابية السنيّة والوهابية تسيطر على أي منطقة من البلاد الإسلامية ، لأنها خبرتهم ، هي على يقين أن الإسلاميين بإرهابهم ووحشيتهم سينهون وجود أية قضية عادلة للشعوب ، بالإضافة إلى أنهم يشكلون رأس الحربة في مواجهة القوى التقدمية والعلمانية واليسارية ، أعداء الإمبريالية و النظام العالمي الأمريكي الجديد ، والدليل هو ما فعله الإسلاميون الإرهابيون في أفغانستان وفي العراق وفي كل مكان يحكمون أو سيحكمون فيه، من تدمير وتكفير وتحليل لدماء الناس الأبرياء.

جماعة فتح أيضا يتحملون مسؤولية سيطرة الإرهابيين على غزة ، بعدما فسدوا وأفسدوا ، و هرولوا بعد رحيل عرفات ليكبوا إلى خزائنهم أموال الشعب الفلسطيني التي ذهبت إلى البنوك الغربية ، ولم تستخدم لأجل إنشاء المشاريع التي وعدوا بها ، والتي جاءت الأموال أصلا لهذا الهدف , وبقدرة قادر يصبح لهذا المسئول في الجهاز الأمني جيشا من الفيلات والشقق والسيارات من أين نعلم؟ كل هذا استغلها أحفاد عكرمة ، و تصيدوا في الماء العكر ، وضللوا به الناس حتى استولوا على السلطة .

فإن الإشتباكات المستمرة في فلسطين، إنما هي جزء من الحرب الإرهابية للإسلام السياسي الإخواني المتمثل بمنظمة حماس المصنفة على الإرهاب ، و التي تبغي إقامة حكم إسلامي في فلسطين. و في الحقيقة فإن خطر حماس على الجماهير وقضيتها العادلة اكبر بكثير من خطر إسرائيل لأنه في حال سيطرتها على فلسطين سيدوس على كرامة وشعور الجماهير كما يفرض العبودية على المرأة. وفي هذه الحالة تكون حياة الفلسطينيين تحت حكم إسرائيل اشرف بكثير من حياتهم في ظل منظمة حماس الإسلامية الإرهابية.
2007-06-16








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين وفريدة.. قصة حب وتفاصيل مضحكة بسبب فروق عادات الجزائر و


.. التصق جلده بعظمه.. والدة طفل يعاني من الجوع في غزة: أفقد ابن




.. إسرائيل وإيران.. حلقات التوتر


.. تقارير: إسرائيل ستبقي جيشها في قطاع غزة لأشهر حتى العثور على




.. احتدام المعارك في ولاية -سنار- بين الجيش السوداني و-قوات الد