الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطوات منطقية(3)

عصام شعبان عامر

2011 / 4 / 29
المجتمع المدني


هل الفراغ يولد طاقة ؟ كيف؟ وإذا كان فلماذا نفسر نشأة الكون بالإنفجار الكبير . هل الكون فعلا يتكون من عشرة أبعاد؟ ام اكثر؟تساؤلات عديدة ومثيرة ولا إجابة إلا من خلال العلم والتجارب . العلم وحده كفيل بالإجابة عن مثل هذه التساؤلات من أين وجدنا وكيف جاء هذا العالم .
لكن تظل المشكلة فينا نحن لأننا لا نمل التساؤل ونظل نلح فيه والسبب سؤالنا لا عن مصدر وجودنا هو إرادتنا فى معرفة سبب هذا الوجود وهذه هى المعضلة الكبرى . لقد وجد الإنسان فى هذا العالم لكى يكون خالدا ولكنه يموت ويندثر وهذه خلقت بداخله حلقه من الصراع النفسى والرهاب الابوى لا لأنه يكره الموت بل لأنه على يقين بانه خلق لا ليموت ويندثر فالبتالى أخذ يبحث عن خلود ولو خلود من نوع آخر فى مخيلته وذاتيته الإرادية ولم يجدأنسب من الأديان يضع فيها هذا الهاجس الملح إذ أنها لا تحتاج إلى تبرير نظرى أو عقلى فقط تبير أخلاقى .
ولأننا نظل فى هذا العالم نبحث عن معرفة الخلود بل عن الخلود نفسه نظل نسأل أنفسنا لماذا؟ لماذا . وهى إسئلة يصعب إجابتها بطريقة مباشرة لأنها سؤال عن السبب وتظل إجاباتنا عن مثل هذا النوع من الأسئلة قاصرة مضطربة وتحتاج إلى مزيد من المعرفة .
أما أن نسال كيف ؟ كيف ؟ فهى إجابة لما نحاول أن نسأل عنه بلماذا نحن نسال عن الكينونة والسببية وهذه إحدى معضلاتنا الكبرى نحن فقط لا نبحث عن الأشياء نحن نبحث عن ما وراء الأشياء نحن فقط لا نبحث عن المادة نحن نبحث عن ما وراء المادة (الميتافيزيقيا) نحن فقط لا نبحث عن المعرفة نحن ايضا وبإصرار نبحث عن ما وراء المعرفة
وهذه هى معضلتنا الكبرى هذا الفصام الأبله الذى يحولنا إلى حطام يجعلنا ندور فى حلقة مفرغة نظل ندور وندور ثم إلى لا شئ فلا نحن عرفنا المعرفة ولا الذات ولا الكينونة ولا السببية .
ونتسأل لما كل هذا التشاؤم ألا يعد ذالك إثراء للتجربة البشرية أليس هكذا يكون الإنسان أليس سعيدا فى سعيه المتخبط يسعى جاهدا ليصل إلى بر فلا يجد إلا بحر ما المشكلة إذا فليفعل الإنسان ما يحلو له طالما انه يشعر بالنشوة والفخار لما حققه ولما أنجزه .
ولأن إجاباتنا لن تكون منطقية بل هى معتمدة على ميولنا الشعورية ونزعاتنا الوجدانية المبنية على تصوراتنا الذهنية .
وتصوراتنا الذهنية تحتاج إلى واقع يتحقق بإدراك الوعى فأنت إذا أمام مثلث يتمثل فى :-
1- واقع .
2- وعى .
3- تصور.
الأول يمثل كينونة الأشياء من حيث الصحة فى الوجود والعدم والاشياء موجودة بذاتها سواء أأقررنا ذالك أم أنكرناه .
الثانى يمثل ذاتيتنا الواعية وانا أقصد به الإدراك الواعى المريد الحر الغير مقيد والذىيمثل وسيطا بين الواقع والتصور .
الثالث يمثل إنعكاس كينونة الأشياء على الوعى ومقارنتها به حتى بلوغ حد التصور وهو ما يولده من أفكار وأوهام حول الواقع فهو جزء تخيلى وبرسم الصورة يتضح أننا نرى العالم بواسطة هذا المثلث وبمعكوسه فكما أنه هناك مثلث للتصور هناك مثلث أيضا للاتصور ويتمثل فى:-
1- لاواقع .
2- لاوعى .
3- لاتصور.
الاول يمثل لا كينونة الأشياء وهى صفة سلب الكينونة وبالتالى سحب الواقع من دائرة الوجود إلى دائرة اللاموجود.
الثانى يمثل ذاتيتنا اللاواعية وانا أقصد به الإدراك اللاوعى المسلوب الإرادة المقيد والذى هو إنعكاس لحالة اللاوجود واللاتصور .
والثالث إنعكاس اللاكينونة فى اللاوعى إذ يفرغ الإنعكاس كينونتنا فى إتجاه حتى بلوغ حد اللاتصور
ولمزيد من الفهم لا بد ان نعى جيدا أن هناك ترابط بين مرحلتين التصور الواعى بالواقع واللاتصور اللاواعى باللاواقع وبينهما حدود مشتركة .
فى المقال القادم مراحل تطور الوعى البشرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة