الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكمة مبارك

سعاد أبو ختلة

2011 / 5 / 18
المجتمع المدني


محاكمة مبارك
لطالما عشنا الحالة المصرية فمنذ أن فتحنا أعيننا ونحن نعيش في كنفها من القنوات التلفزيونية والمنهج الدراسي في غزة وأصبحنا نعيش وجعها وفرحها لذلك وجدت نفسي بلا رقابة أهتاج لما أرى وأسمع و أقرأ حول محاكمة مبارك وسوزان وولديهما و كأن الحياة في مصر لن تسير عقارب الساعة فيها ولن تبزغ شمس أو يأتي ليل دون محاكمتهم بل والتنكيل بهم و كأن الشعب المصري كله وضع كل سلبياته في هذه العائلة ويريد أن يلقي بمساوئه والتخلص منها من خلال التخلص منهم ولفظهم كشياطين مصر الوحيدون الذين ستصبح مصر بعدهم دولة من الملائكة والطيبين الذين لا يكذبون ، لا يأكلون حقوق الغير والأهم لا يعبدون الحكام ، آخر الفراعنة بل آخر أسرة فرعونية سيفيض في غيابها النيل بالخير الوفير فلا جوعى ولا مشردين دون مأوى ، وسينام المصريون وبيوتهم و محلاتهم مفتوحة فلا لصوص أو بلطجية ...
على قدر ما سعدنا بالثورة المصرية والروح التي سادت من التعاضد والتكاثف في حب الوطن والآمال الكبيرة التي أشعرتنا بعنفوان العربي وروعته بدأنا نخاف على مصر العظيمة من ديمقراطية سائبة كل يريد ولا يريد تظاهروا ضد احمد شفيق لأنه كان حازماً وحاسماً وقفز عن التمجيد بالثورة ورجالها وحكايات الميدان التي كان الشعب منتشياً بها ويريد أن يلوكها أكثر في أمسياته وأصبح الميدان رجل المستحيل والأبطال الخمسة والشياطين الثلاثة عشر .. وفكرة نريد هذا لا نريد ذلك أرضت عنفوان الشباب المكبوت في ظل النظام السابق وأصبح يريد أن يدلي بدلوه في كل صغيرة وكبيرة ولا يحترم رأي الكبار بل يوسمهم بوسم النظام السابق والسؤال الذي يطرح نفسه من لم يكن في عهد النظام السابق .. الشعب كله تغنى بمبارك الريس وألهه وتمسح بنجليه وتقرب من حرمه هل يسقط الشعب ...؟؟!
المقولة الشهيرة للسادات " الديمقراطية لها انياب " وأنياب الديمقراطية السائبة في مصر ستنهش مقومات الدولة وتسمح للراغبين في خرابها ان يندسوا لتفتيت عضد شعبها ويظهر هذا جلياً في ملف الطائفية والقضايا المتشعبة التي أفردت لها المقالات والتحليلات والدراسات لتدس السم وتغذي الانقسام والانكفاء على الذات لتمضي العقود والبيت الداخلي في تصدع يتعافى قليلاً ويضمد جراحه قليلاً دون أن تكون له مساحته المفردة كونه بلداً كبيراً يحيك خيوط اللعب في الشرق الأوسط بيد من حديد ...
وعود لمحاكمة مبارك ، تنحى ، خلع أي كان المسمى فهو خارج المنظومة الآن والحديث عن فساده وإفساده هو خارج إطار البناء وليس حلم المصري في العشوائيات التنكيل به أو تجريسه في مصر واللف به على حمار ورجمه وعائلته بما تيسر ، توقعت من هذا الشعب الكبير الطيب أن يتعالى على هذه المشاعر ويستقرئ ما تخبئه الأيام وعندنا مثل شامي يقول " بدك العنب ولا بدك تقاتل الناطور " والشعب المصري يبحث عن العنب عن ثمرة ثورته وفي كل الأحوال الناطور لم يعد يقف بباب كرم العنب فالأجدى نروي العنب ونحافظ عليه كي يؤتي أكله ..
ما نتمناه للمصريين أن يستوعبوا تجربتهم ويوقنوا أن الحاكم الفاسد تقسده رعية فاسدة وبطانة سوء تزين له الشر وتحبب له ظلم شعبه و يجب أن يقف كل مصري أمام نفسه ويعترف فيم أخطئ وكيف يصحح خطئه كيف يحب وطنه كما يجب ويكون عنصر بناء ضمن منظومة متكاملة فالنجاحات الفردية لا تظهر إلا في ظل نجاح متكامل وطن مزدهر، ويطوي صفحة الماضي المرير بكل تبعاتها لأنها تنسحب على الكل ... الجميع قصر والجميع ساهم في تغول الغول فلتكن بداية جديدة وليترك مبارك لملاقاة حساب من لا يضيع عنده حساب وتتعافى مصر لتواجه مستقبلها بتكاثف ووحدة وروح طيبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع


.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: أميركا عليها أن تقول لإس




.. الشارع الدبلوماسي | مقابلة خاصة مع الأمين العام للأمم المتحد


.. اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني




.. الحكم بإعدام مغني إيراني بتهمة «الإفساد في الأرض»