الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تتلاقى الأهداف …. يصبح لمصر اليد الطولى

أحمد أبو بكر جاد الحق

2012 / 1 / 6
المجتمع المدني


في بداية عام جديد قد تتلاقى فيه الذكريات الحافلة لعام انقضى بالفعل … لتتجدد فيه ذكريات ثورة من أروع الثورات العالمية حتى الآن بسلميتها … وقدرتها الفائقة على الإدهاش والإبهار الذي قد يستمر لسنوات طويلة تالية …. إنها ذكرى ثورة 25 يناير 2011م، بأفراحها وأحزانها …. بتطوراتها ونكباتها …. يحدونا الأمل فيها للحظاتٍ …. وتتواتر علينا فيها لحظات الضياع في عالمٍ مجهولٍ …. يفعل بنا الأفاعيل …. ومازال ….
ولكننا نثق تمام الثقة أننا سنصل إلى تحقيق عالمنا الأمثل بفضل إيماننا بقدرة مطالب ثورتنا على الذيوع والانتشار على الصعيد العالمي …. وبفضل إيماننا العميق بالله … أننا نستحق الكرامة الإنسانية المفقودة حتى الآن …. وعلى يقين بأننا لا نرتكب فعلاً فاضحاً … لأننا طالبنا بالحرية والكرامة والعدل والعدالة مجتمعة معاً من أجل المواطن المصري الذي تتكشف عورته كل يومٍ بفعل الاستبداد والاستعباد.
وإننا على يقين صادق بالله …. أننا سنحقق هدف الثورة المصرية وننقلها إلى واقعنا الأليم …. كما نقلنا واقعنا الافتراضي الثوري عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي إلى واقع الحياة المعاش …. محاولة منا لخلق روح الثورة السلمية المطالبة بكل المطالب الثورية التي لم تتحقق حتى الآن …. فالثورة المصرية هي من كبريات الثورات السلمية التي لم تُرَق فيها إلا دماء الثوار … دماءٌ ذكيةٌ روَّت أرض مصر في سبيل الوصول إلى الكرامة الإنسانية والحرية والعدالة المنشودة …. وهذه المطالب لن تتحقق إلا ما دمتم قائمين عليها …. مرابطين من أجل تحقيقها كما تريدون … لا كما يريد غيركم.
ثورتنا نفخر بأنها ثورةٌ سلميةٌ …. ومن يريد تحويلها إلى ثورةٍ دمويةٍ …. فهو يلعب من أجل بقاء الاستبداد والاستعباد البشري …. هذا الاستعباد البشري الذي أفقد المصريين كرامتهم التي ضاعت بفعل أزمنة الاستبداد والديكتاتورية التي مازالت تتتابع على المصرين كل يومٍ …. ومن هذه الديكتاتوريات: الديكتاتورية الطبقية، والديكتاتورية العسكرية، والديكتاتورية الفكرية، والديكتاتورية الدينية، وعندما تظهر هذه الديكتاتوريات، يستتبع ظهورها ما يتناسب معها من آليات استبداد واستعباد للبشر …. وإليكم الأمثلة:
فعندما تظهر الديكتاتورية الطبقية …. تظهر معها استعباد الطبقة الآرستقراطية العليا للطبقات الآخرى باعتبارها طبقاتٍ دونية لم تخلق إلا لخدمتهم كأسياد.
أما الديكتاتورية العسكرية يظهر معها استعباد العسكر للشعوب في مقابل حمايتهم من أية أخطار خارجية أو داخلية طبقاً للنزعة الإنسانية الأولية الرامية إلى الشعور بالأمن والاستقرار بعد إشباع الحاجات والغرائز الإنسانية الأولية (طعام، وشراب، وغرائز جنسية) طبقاً لهرم ماسلو للحاجات الإنسانية.
وهناك الديكتاتورية الفكرية التي يظهر معها استعبد البشر طبقاً لأيديولوجية فكرية تردي إلى التطرف يميناً ويساراً …. ومازالت معارك اليمين واليسار أكثر تطرفاً حتى الآن، وهذا ما نلحظه في أيديولوجيات الجماعات الفكرية على ساحة المشهد المصري …. حيث أصبح المشهد المصري ساحة لحربٍ فكريةٍ أيديولوجيةٍ …. وقد تكون هذه الحروب مفيدة في مجتمعات كثيرة إلا إذا لامست الديكتاتورية الدينية المتطرفة …. فستصبح في هذا الوقت حرباً دينية …. وليست حرباً فكريةً … حيث سيعلو في هذا الوقت صوت الديكتاتورية الدينية باعتبارها المتحدثة بـ (اسم الله) …. والحارسة للدين، وفي هذه الحالة تتحول الديكتاتورية الدينية إلى أشد الديكتاتوريات خطورة …. وأقواها وطأة وسلطة على رقاب العباد …. فيتحول العباد ساعتئذٍ إلى عبيدٍ …. فكيف لنا نحن ـ العباد ـ أن نناقش ما يقضي به الله على عباده؟؟؟ … وعندئذٍ ستظهر إشكالية (استعباد البشر باسم الدين) … حيث ستصبح طاقات العباد موجهة لخدمة من يوجهونهم باسم الدين …. بينما عائدات هذه الخدمة … هي لا محالة موجهة لخدمة أشخاصٍ يتحدثون باسم الدين … قد يهدفون إلى تحقيق العدالة أو قد يتسمون بالنفاق والمداهنة والجور …. والسمات الأخيرة هي الأقرب للديكتاتوريات الدينية …. علماً بأن الديكتاتورية الدينية هي إحدي الديكتاتوريات الفكرية …. ولكنها تتحدث بمبادئ دينية ترفض الجدال والنقاش في مجال الاستعلاء البشر والعقل البشري الذي ميز الله به الإنسان …. فإن رفض البعض هذا الاستعلاء …. سيصبح هؤلاء الرافضون هم المارقون المضِلّون المضَلّلون الذين يجب معاقبتهم باسم الدين …. وليس طبقاً لأيديولوجية الديكتاتورية الدينية المسيطرة …. حيث قد تختلف الديكتاتورية الدينية من زمنٍ لآخر …. ومن مجتمعٍ لآخر.
نحن الآن بالفعل في مفترق الطرق بين أن نكون مصريين لنا من الكرامة ما يضمن لنا الحرية والعدالة …. وبين أن نصبح عبيداً نساق كالقطعان مرة أخرى إلى ما لا نريد.
أيها المصريون …. أفيقوا …. وحافظوا على ثورتكم سلميةً رغم كيد الكائدين لها …. لتغرق في بحيراتٍ من دماء أبناء مصر …. أفيقوا إلى ثورتكم السلمية …. وهلموا إليها ….مطالبين بالحرية والكرامة والعدالة التي مازلنا نعاني غيابها بعد مرورعامٍ كاملٍ عاني فيه المجتمع المصري حتى طفح به الكيل من تراكمات الفساد والظلم … حتى أننا نرى الآن المصري قد سئم الحياة …. راضياً بالعيش في عبودية البشر …. عن أن يعيش حراً عزيزاً كريمةً نفسه في ظل عبادة الله الذي لا يُعْبَد سواه.
فهل ستكتمل ثورة الشعب المصري على يد شعبها المسالم المخلص لمبادئ الحرية والكرامة والعدالة كابحين جماح التطرف الديني والشره السلطوي لبعض فئات المجتمع المصري؟ أم أنهم سيتركون أبناءهم فريسة لمن يقتلهم ويسحلهم ويمثِّل بهم …. ويكشف عوراتهم في شوارعهم؟ …. لترتفع عبودية البشر على عبودية الله الواحد القهار …. !!!!!

لا تتهموا أبناءكم بالخيانة فإن خونتموهم لن تجدوا بعدهم من يقيكم حادثات الأمور ونوائب الدهور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات واعتقالات في الولايات المتحدة الأمريكية.. حراك جامعي


.. الأمم المتحدة: هناك جماعات معرضة لخطر المجاعة في كل أنحاء ال




.. طلاب معهد الدراسات السياسية المرموق في باريس يتظاهرون دعمًا


.. الأمم المتحدة: الهجوم على الفاشر بالسودان سيكون له عواقب وخي




.. مصر تعرض على إسرائيل عدة أفكار جديدة كقاعدة للتفاوض حول الأس