الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام في أسوء حال مع وصول الإسلاميين للحكم

طارق محمد حجاج

2012 / 3 / 2
المجتمع المدني


قد لا يشاطرني الرأي الكثير من السادة القراء لحاجة ما في نفسه أو لعلم قد تعلمه أو لجرم مازال يرتكبه، فالتستر برداء الإسلام أصبح التجارة الرابحة والطريق القصيرة لتحقيق المآرب من مال وسلطة وشهرة ونفوذ.
فكما الآن ينتقدني البعض منكم للوهلة الأولى، فبذلك هم يصلون إلى مبتغاهم من غيرتنا وحبنا لإسلامنا الحبيب. فبكلمة "الإسلام" تُغشّى العيون وتطمئن القلوب وترتاح العقول، فيتخذوا من ذلك وشاية ليتستروا بها فيصولون ويجولون في الأرض عبثاً وفساداً.
فعندما ننادي بالديمقراطية وتسلسل السلطة والحكم، ننسى أن رئيس رابطة علماء المسلمين الشيخ "يوسف القرضاوي" مازال على رأس هذه الرابطة، بالرغم من كبر سنه وبالرغم من تصريحاته و فتاويه المشكوك في أمرها، والتي تدعوا للشك في تسييسها، هذه التصريحات المؤججة للصراعات والعابثة بأمن وسلامة الشعوب، قد تكون بحسن نية من الشيخ لأنه في مرحلة متأخرة من الشيخوخة فقد لا يكون العقل يدرك ما يقول اللسان.
الإسلام في أسوء حال بوجود شخص على رأس رابطة علماء المسلمين لا يحظى بترحيب الكثير من أبناء وعلماء المسلمين.
الإسلام في أسوء حال لأننا لو قارنا بين الشيخ "القرضاوي" وبابا الفاتيكان "بينيديكتوس" من ناحية المكانة والشأن والاحترام، لوجدنا أن رؤساء العالم يطلبون الإذن للقاء البابا في الفاتيكان -التي أصبحت دولة- ليتباركون منه، فهو إن زار أي بقعة في الأرض يهرع الرؤساء شخصيا لاستقباله، بينما لن يجد القرضاوي في الدول الإسلامية حتى سفيرا لاستقباله. وإن حاول زيارة أي دولة غربية قد يُمنع من الحصول على تأشيرة سفر لدخولها.
فعندما نختار الشخص المناسب والجدير بالاحترام والقبول لدى كافة المسلمين ليتولى رئاسة رابطة علماء المسلمين، ونوفر له المكانة التي تليق بشخصه الكريم، سيكون للمسلمين مكانتهم، ويكون لشيخنا العزيز مكانته، وسيرقى بنا وبالإسلام ليعيده إلى مكانته العظيمة بين الأمم بإذن الله.


الهدف من إيصال الحركات الإسلامية للحكم؟:_

قد لا تكون مصادفة تولي معظم الجماعات الإسلامية للحكم في الدول العربية بعد تجربة تولي حركة حماس لحكم قطاع غزة.
فمن الأهداف المتوقعة وراء إيصال الإسلاميين للحكم هي:_

1- إيقاف اتساع ونمو القاعدة الجماهيرية المتزايدة للحركات الإسلامية في الدول العربية والمسلمة. فبعدما وصلت الحركات الإسلامية للدعم المطلوب لإنجاحها في الانتخابات سلموهم مقاليد الحكم، فحافظوا بذلك على أكبر نسبة معارضة ممكنة ممن لم يؤيدوا وصول الإسلاميين للحكم.
2- إسكات الإسلاميين وخلق معارضة "علمانية" تنادي بالانفتاح والحريات الشخصية، في حين أن المجتمع وفي ظل حكم الإسلاميين مازال يخضع للقوانين العلمانية، و مازال الفساد الأخلاقي متفشي في المجتمع.
3- إشغال القائمين على الدعوة وأهل العلم في الشريعة الإسلامية بالسلطة والجاه والمال، والتحضير لجيل جديد لا يعرف عن إسلامه إلا القليل، جيل مبني على الأفكار والثقافات الغربية.
4- تسليم الحكم للإسلاميين في الوطن العربي، ليتبين للناس مساوئهم ومدى تخلف أفكارهم وجهلهم في الحكم والسياسة، ومن ثم نفور الناس منهم ومعارضة وصولهم للحكم مرة ثانية.
5- الضغط على الحكومات الإسلامية ومحاصرتها، وخلق أزمات داخلية بطرق غير مباشرة أثناء فترة حكمها القانونية، لتظهر عجزها و لتحرجها أمام الشعب، مما يدفع الحكومة لعدم تسليم السلطة، و بهذا الحال وعلى أمل منها أنها لو أخذت فرصة ثانية ستثبت للشعب مقدرتها على إدارة وإصلاح البلاد، وبهذا تكون دخلت ضمن الحكومات الدكتاتورية لعدم تسليمها للسلطة.
فيبقى أمامها خيارين: الخيار الأول هو منع قيام الانتخابات بالقوة وقمع كل من يحاول انتقاد الحكومة، أما الخيار الثاني فهو التعامل والتنسيق مع الدول الغربية بطريقة غير ظاهرة للرأي العام كي يساعدوها في إدارة البلاد وتوفير الدعم المالي المشروط لها.
6- تأجيج المحيط العربي بالاستفزاز لنشوب صراع بين الدول الغربية والحكومات الإسلامية التي ستضطر محرجة أمام المطالبة الجماهيرية بالحرب، وبالتالي سيخسرون الحرب ويعاد استعمارهم وتقسيمهم من جديد، لتعويض الأزمات الاقتصادية العالمية.

المشكلة الحقيقة من تولي الإسلاميين للحكم هي خيبة الأمل التي تسيطر على الشارع العربي والمسلم، في حال استمرار الوضع على ما كان عليه في السابق، أو في حال إن ساء الوضع أكثر مما كان عليه في السابق.
في الواقع فإن الحقيقة أكبر من ذلك بكثير، فالسمعة التي تتركها الحركات الإسلامية أثناء فترة حكمها، تترك انطباع سيئ جدا على الحركات الإسلامية وعلى وصولها للحكم من جديد، وبالتالي إن استطاعوا أن يضيقوا الخناق على الحكومات الإسلامية، لتعجيزها عن تنفيذ مشاريعها وتوفير الحياة الكريمة لشعبها، فقد نجحوا بضمان عدم تسلم الحركات الإسلامية للحكم في المستقبل.
والمشكلة الكبيرة من جراء حكم الإسلاميين بطريقة دكتاتورية هي نظرة المجتمعات الغير المسلمة لنا، فعندما نتكلم عن الإسلام وسماحة الدين الإسلامي وعدالة الإسلام، تخرج علينا حكومات إسلامية تدمر كل ما نشر عن الإسلام من صفات حسنة، وبالتالي يسيئوا لنا كمسلمين قبل أن يسيئوا لنا كشعوب.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا تلوموا القرضاوي
.مريم رمضان ( 2012 / 3 / 2 - 16:44 )
لا تلوموا القرضاوي على تشويه الإسلام فهو مشوه من أول ظهور محمد فهذه تعاليم محمد وإله محمد .لا يقدر إنسان على هذا الوجود أن يأتي بأقبح من هذه التعاليم.
لهم عيون ولا يبصرون ولهم أذان ولا يسمعون ولهم فم ولا يقرأون ولهم عقل ولا يفكرون، لذلك دائما يُبررون القرآن والآحاديث ويعمون أبصارهم عن حقيقته لأنها مخجله .


2 - اعلتني جهلك للملئ يا مريم رمضان
الكاتب طارق محمد حجاج ( 2012 / 3 / 3 - 00:22 )
فمن الواضح انك قبطية مسيحية ولا تعرفين عن الدين الاسلامي سوى الحقد الدفين في قلبك. وجهلك قد ثبت بهذه الخرافات المتخلفة والتي تدل على جهلك بالدين الاسلامي، وانا اتحدى إن كنتي تفقهين شيء، سواء عن الدين الاسلامي او دينك المسيحي، لأنك لو تعمقتي في الدين الاسلامي والدين المسيحي لتركتي دينك وأعلنتي اسلامك.
والدليل على ذلك أن العديد من القسيسين أعلنوا اسلامهم ، ولكن لم تحدث قط أن داعية أو عالم دين اسلامي اصبح مسيحي
فإن كنتي على علم فواجهينا بعلمك ولا تتهجمي على الادين وتثبتي حقدك وتخلفك
الكاتب

اخر الافلام

.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية


.. الأمم المتحدة تحذر من التصعيد في مدينة الفاشر في شمال دارفور




.. تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط قطاع غزة


.. ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟ •




.. نتنياهو: أحكام المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إ