الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زواج المتعة وغرور الذكورة ودونية المرأة

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

2013 / 8 / 18
المجتمع المدني


الفقه الديني الشيعي يرى أن زواج المتعة حلال. هو يستند الى سنة النبي محمد وبعض نصوص قرآنية تشرع لهذا الزواج.
بعض الآراء الدينية أو غير الدينية، ترفض وتنتقد زواج المتعة، وترى أنه زنا مشرعن!
فهل كونه "زنا مشرعنا" ينتقص من قيمته الاجتماعية الأخلاقة؟!
كل قانون اجتماعي يهدف إلى تنظيم اشباع الرغبات الإنسانية. العلاقات الجنسية من أقوى الرغبات الإنسانية وأعنفها.
الزنا ظاهرة اجتماعية منتشرة في السر والعلن بين كل المجتمعات الحاضرة والماضية. نشأت هذه الظاهرة من مشاعية العلاقات الجنسية القديمة، وهي مشاعية لا تزال موجودة في الخريطة الجينية للإنسان.
الزواج الشرعي، بصورته الراهنة، لم يعالج المشكلة الجنسية العائدة للتكوين الجيني.
قوانين المجتمع القامعة للرغبة الجنسية لم تعالج المشكلة الجنسية، وإن كانت قد نجحت في تحويلها، من العلني إلى المكبوت، ما أدى إلى أمراض ومشكلات نفسية واجتماعية.
الزنا المشرعن أو المقنن، أو: زواج المتعة الإسلامي الشيعي، محاولة " لها وجه حضاري"، أسس لها النبي محمد، عندما سمح لجنده، البعيدين عن نسائهم، بممارسة الجنس في إطار "زواج المتعة"، ومع موافقتي على أن زواج المتعة "زنا"، فإني أسجل: هذا تشريع محمدي يستحق الإعجاب!
في الدول المتحضرة، "الزنا" حق فردي، في إطار قانون يحفظ الحقوق الفردية! التشريع المحمدي لزواج المتعة، سابقة قانونية حضارية. لم يكن النبي محمد، أول من أسس لهذا التشريع ذي الوجه الحضاري، فهو مسبوق تاريخيا، لكن موافقته عليه، تشهد بأنه امتلك نضجا في وعيه للمشكلة الجنسية، وفتحها على الأساس الجنسي الجيني، المرتبط بالمشاعية الجنسية القديمة بين الكائنات، بما فيها الإنسان!
لفت نظري، خبر تناقلته وسائل الإعلام، موضوعه: إعلان في إيران، عن أسعار زواج المتعة!
وفقا للإعلان، فإن على الرجل الذي يرغب في زواج المتعة، أن يدفع مالا للمرأة التي يتمتع بها!
في العلاقة الجنسية، الرجل والمرأة يتمتعان. فلماذا على الرجل أن يبذل مالا وجهدا مضنيا لإمتاع المرأة؟!
ولماذا للمرأة، أن تتمتع بالشهوة وبالمال معا، ودون أن تبذل جهدا مضنيا، سوى بعض الغنج الذي قد يكون مفتعلا في كثير من الأحيان، ويكون ممتعا لها، في كل الأحيان، حتى ولو كان مفتعلا: فإذا كان صادقا، فهو ممتع بذاته، وإن كان مفتعلا، فهو ممتع بما يمنح المرأة من شعور بالدونية، في ظاهره، وبالانتصار على كبتها وقهرها، الراجع في أساسه، للذكورة المغرورة بقوتها الزائفة الفارغة البلهاء!
أجل، الذكورة مغرورة بقوتها الفارغة البلهاء، لو لم تكن كذلك، ما كانت تشرع شرعا، مثل زواج المتعة، مدفوع الثمن، جهدا مضنيا ومالا، هو في ظاهره، انتصار للذكورة، وفي حقيقته، هزيمة مذلة لها!
المرأة، تقبل الدونية قبولا ظاهرا، لكنها تقبل بها، قبولا تكتيكيا، وهي لا تنسى في جوهرها الباطن، أن الذكورة المغرورة تستهدف قهر المرأة في تشريعات تفرضها بالقوة، تتصنع المرأة القبول بها، لتحقق بها متعتها، بامتلاك الذكورة، في صورة ما تبذله من جهودها المضنية، وهي تلهث وراء اشباع الشهوة، أو في صورة ما تبذله من مال للمرأة لتقبل منح نفسها للرجل، قبولا مبطنا بإصرار المرأة على إذلال قاهرها الرجل، من خلال تفريغ فحولته، التي يعتدبها، في فرجها!
زواج المتعة مدفوع الثمن، عدوانية على حق الإنسان في البهجة المتحررة من ظلاميات مشاعر القهر لدى الذكور، ومشاعر الانقهار الحاقدة المستفزة لدى الإناث!
لكي يبقى زواج المتعة، وكل علاقة جنسية أخرى، سلوكا حضاريا حرا من مشاعر القهر وحقد الانقهار، يجب أن يؤسس على حق كل فرد في بهجة مؤسسة على الحب والحرية.
ولا بهجة ولا كرامة ولا حضارة ولا حرية، بدون الحب شريعة اجتماعية، وسلوكا فرديا!
بيت لاهيا 18-8-2013م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع


.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: أميركا عليها أن تقول لإس




.. الشارع الدبلوماسي | مقابلة خاصة مع الأمين العام للأمم المتحد


.. اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني




.. الحكم بإعدام مغني إيراني بتهمة «الإفساد في الأرض»