الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتضار روافد وحيرة مازن معتوق

مفيد بدر عبدالله

2014 / 11 / 18
المجتمع المدني



محطتان محببتان لقلبي غالبا ما اتوقف عندهما في كل زيارة لمديرية زراعة البصرة، شعبة الاعلام، وقسم الارشاد والتعاون الزراعي، رغم ان لي عشرات من الاحباب في الاقسام الاخرى، ففي الاولى التقي الكاتب والقاص الكبير (هاشم تايه)، الذي كنت اقرا له واعجب بما يكتبه في أماكن بارزة على الصحف، قبل أن تجمعنا الخيمة الزراعية بأعوام، واليوم صار لي اخا وأستاذا، ومدرسة معرفية كبيرة انهل منها ما استطعت. حين التقيه أنصت له بكل جوارحي وهو يسدي لي النصائح الهامة، وما زادني محبة له نفسه المرحة المحملة بالبساطة، وحين يبدي أعجابه بمقالة لي، ينتابني احساس جميل، وكأني املك الدنيا وما فيها، فهو من المعايير المهمة التي اعتمدها واثق بها كثيرا لما له من خلفية ادبية كبيرة ورصينة تمتد لعشرات السنين.
المحطة الاخرى في الطابق الثالث، التقي فيها صديقي العزيز(مازن معتوق) مسؤول قسم الارشاد والتعاون الزراعي، ومدير تحرير جريدة روافد الشهرية، التي وهبها ووهبته الكثير، وما كان لها لتستمر لولا جهوده الكبيرة والمميزة بمساعدة زملائه في القسم . في زيارتي الاخيرة له، لم التقه، كان مجازا، ومعه مجازة الابتسامة الرائعة من قسمه التي اعتدت أن أراها مرتسمة على وجوه زملائه، كنا نتلاطف ونتبادل النكات، يبدو أن شيئا ما كدر خاطرهم، فملامح الحزن بدت واضحة عليهم ، توجست على قلبي خيفة من مصيبة ما قد حصلت، لم أسألهم لكني وجدت جوابا عند السيد مازن عصر ذلك اليوم حين اتصلت به، سألته عن محبوبتي (جريدة روافد) فأجاب قائلا: الجريدة ستتوقف، فالشركة التي تعهدت بتمويلها سنة كاملة قد أوفت بالتزامها مشكورة، وهذا هو العدد الاخير وعلينا ان نبحث لها عن تمويل من مصدر آخر" قال هذا والحيرة تغرغر في حنجرته. كان لعبارة السيد مازن علي وقع الصاعقة، ضمتني لا إراديا لمجموعته الحزينة التي شاهدتها في الصباح، وانتابني شعور وكأني أنتظر خبر وفاة عزيز ميؤوس من علاجه، فانا من محبي هذه الصحيفة ، أدمنتها حلمًا ولم أكف عن اصطحابها معي في دائرتي، ومنزلي ، فعلى الرغم من تواضعها وبساطة تصميمها، لكن لها مزيج سحري ونكهة خاصة، قدمت لنا معلومات زراعية قيمة كثيرة، واستطاعت أن تجلي الصدأ الذي تراكم على عقولنا لسنوات طويلة، فاغلبنا لم يفلح بالتعين الا بعد اعوام من تخرجه وتسامت من ذاكرته كثير من العلوم التي درسها في الكلية، كما انها تمثل نافذه مهمة للتواصل بين الشعب الزراعة المختلفة لمديريتنا، نطل من خلالها لنتعرف على أنشطتها المتنوعة وتخلق بيننا تنافسا على العطاء، كما ان للمستجدات العلمية الحديثة مكانا فيها، ما يولد عندنا احساسا باننا نواكب العلوم الحديثة ونحن نتصفحها.
المؤشرات الملموسة وما نسمعه في وسائل الاعلام توكد بان الاشهر القادمة ستشهد تقشفا في الانفاق نتيجة للتغيرات الحاصلة في اسعار النفط اضافة للظروف المعقدة التي تمر بها البلاد وبالتالي فان الحصول على اموال لتمويل الصحيفة من الوزارة امر صعب، لذا اعتقد بان طرق باب الحكومة المحلية قد يجدي نفعا، فهي من الداعمين للزراعة حتى انها تتخذ من سعفة النخلة شعارا لمجلسها، وهي تمتلك صلاحيات واسعة، وحصلت على اموال اضافية من ( البترودولار) ونسمع من مسؤوليها، ونشاهد على صفحاتهم على (الفيس بوك) عبارات تدلل على حبهم ودعمهم للثقافة والعلم، لذا اجد من المفيد أن أخاطبهم بالقول:" جريدة روافد اليوم تحتضر وهي تستصرخ ضمائركم، فمصداقية عباراتكم اليوم صارت على المحك، فانتم من تملكون مفاتيح خزائن أموالنا، لا تتركوها وحيدة تلفظ انفاسها الاخيرة وهي التي اضاءت لنا الطريق سنوات طويلة، ان لم تدعمونها وتعيدونها لأحضاننا، فعن اي ثقافة تتحدثون؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني


.. الحكم بإعدام مغني إيراني بتهمة «الإفساد في الأرض»




.. Students in the USA are protesting in support of Palestinia


.. إسرائيليون يتظاهرون قرب منزل بيني غانتس لعقد صفقة تبادل أسرى




.. برنامج الغذاء العالمي يحذر من المجاعة في شمال قطاع غزة... فك