الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الميليشيات تطرح البديل مرة أخرى

حاكم كريم عطية

2015 / 9 / 5
المجتمع المدني


الميليشيات تطرح البديل مرة أخرى

يبدو أن الظروف ملائمة لطرح موضوعة المجاميع المسلحة كقوة توازي قوة الجيش والقوى الأمنية بعد أن طرحت المليشيات نفسها كقوة كونت الحشد الشعبي أضافة ألى المتطوعين والملبين لنداء المرجعية للفاع عن العراق أثر الهجوم على مدينة الموصل وأحتلالها ووصول المجاميع الأرهابية على تخوم بغداد وهذا التكوين الجديد له أستحقاقاته وأعتبارات عديدة منها أن هذه القوى تكرس موضوعة الأنضمام للحشد الشعبي من أجل التسلح والتخصيصات المالية وتطوير العلاقة مع الجارة أيران بل وذهبت للأعلان عن هذه العلاقة والولاء المطلق للولي وولاية الفقيه في أيران وكذلك تجلى بوجود معلن للقادة العسكريين من قادة فيلق القدس في كل غرف العمليات العسكرية على طول جبهات الصراع مع داعش وأعوانها ناهيك عن مظاهر عدم خضوع هذه المجاميع لسلطة الدولة العراقية وأجهزتها الأمنية ووزارة الدفاع ولكن تطرح موضوعة التنسيق مع القوى الأمنية العراقية ووزارة الدفاع وسلطة رئيس الوزراء بأعتباره القائد العام للقوات المسلحة وهذا ماكان جليا في البيانات التي صدرت في الأونة الأخيرة على لسان الناطق الرسمي للحشد الشعبي والذي يلتمس فيه المتتبع للغة الأستعلاء على قوى الأمن الوطني والجيش وقوى المجاميع الخاصة ويذهب الناطق الى وصف ما حدث بين مجاميع مليشيا حزب الله بعد خطف 18 عامل من العمال الأتراك وأحتجازهم في منطقة شارع فلسطين بعد ورود تقارير أستخباراتية تشير ألى وجود المختطفين في أحد مقرات حزب الله في شارع فلسطين وقد حدثت أصطدامات بين قوات الجيش وهذه المجاميع وراح شهيدا أحد أفراد القوة وجرح العديد من أفرادها المهم في هذه العملية أنها وصفت بعدم وجود التنسيق بين مجاميع المليشيا وقوات الأمن والحرس الوطني ولكن السؤال الذي يطرح نفسه من أين جاءت الأوامر بفتح النار على قوات الجيش العراقي والأمن الوطني وهي تمثل الدولة العراقية رسميا وليس قوى المليشيات وما الذي يعطي الحق لمجاميع المليشيات هذه للتواجد والتسلح والخطف والأغتيال ونشر الجريمة المسلحة في بغداد ومناطق أخرى فأنتشار مجاميع الجريمة وزيادة عمليات الخطف والأغتيال تذكرنا بحقبة ال2007 وهي تريد طرح سلاح المجاميع المسلحة لترهيب المتظاهرين وحركة الأنتفاضة المطلبية السلمية في العراق وقد بدأت ذلك بلقاء على مستوى قيادي عالي لهذه المليشيات مع مدحت المحمود وأعلان التضامن معه ومع وجوده لأدارة ملف العدالة ومحاربة الفاسدين وملفات الفساد بحوزته!!! وهو بحد ذاته طرح فيه تعابير بليغة لأيصال رسالة تهديد واضحة لحركة الأحتجاج والوقوف بالضد من مطاليبها المشروعة في أصلاح القضاء متمثلا في ازاحة مدحت المحمود عن سلطة القضاء وهو ما دعمته المرجعية على لسان الناطقين بخطب الجمعة في كربلاء والنجف الأشرف أن لقاء ممثلي المليشيات مع مدحت المحمود في مركز القضاء يعتبر تحديا لأهم مطلب جماهيري في محاربة الفساد حيث أصبحت هذه المطاليب تشكل تهديدا لمصالح المجاميع المسلحة وأرتباطها المباشر بالسلطة القضائية لمدحت المحمود ودوره في تلبية مصالح الفساد والفاسدين .
لقد كتبت وكتب غيري عن موضوعة المليشيا المسلحة في العراق وكونها تشكل الحقبة السوداء القادمة في مستقبل العراق أذا ما أستمرت عملية جعلها واقع ملموس ينبغي الأعتراف بوجوده من قبل الدولة العراقية ومحاولة أن تكون مقبولة في الشارع العراقي تواجدا وممارسة تحت شعارات مختلفة وبأساليب عديدة ان خطورة هذه المجاميع تكمن في عدم ولائها للتراب العراقي كما أثبتت في مختلف الظروف التي يتعرض لها العراق أرضا وشعبا بل غالبيتها لأيران أن كان شيعيا ولتركيا وقطر ودول الخليج أن كان سنيا وهو مشرع يغذي بشكل كامل مشروع تمزيق العراق وهي حرب مفتوحة لم تتحول للشارع العراقي بعد لوضع العراق على مفترق طرق أما دولة المؤسسات المدنية وأما دولة تتحكم فيها المليشيات المسلحة وهو أقرب للكثير من تجارب الدول التي عبث في مصيرها وسلمت أمرها للمجاميع المسلحة.

حاكم كريم عطية
لندن في 5/9/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الغذاء العالمي يحذر من المجاعة في شمال قطاع غزة... فك


.. مظاهرات واعتقالات في الولايات المتحدة الأمريكية.. حراك جامعي




.. الأمم المتحدة: هناك جماعات معرضة لخطر المجاعة في كل أنحاء ال


.. طلاب معهد الدراسات السياسية المرموق في باريس يتظاهرون دعمًا




.. الأمم المتحدة: الهجوم على الفاشر بالسودان سيكون له عواقب وخي