الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأجهاد السياسى الذى تمر به مصر الان

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2015 / 10 / 19
المجتمع المدني


أثار عزوف المجتمع المصرى عن الاشتراك فى الانتخابات التى تجرى الان تساؤلات كثير . فسره البعض ذوى الاتجهات الدينية على انه فشل لما بعد مرسى وفسره اخرون على انه احتجاج صامت من الشعب على الاوضاع الحالية كما فسرته بعض الاوساط السياسية بانه يؤكد خلو الساحة السياسية من اى احزاب قوية تجذب الناخب اليها .
واذا اردنا استعراض الاحداث الاخيرة التى مرت بها مصر خلال الخمس سنوات الاخيرة فى عجالة . فسنجد ان المجتمع المصرى قد انتابه تفاءل كبير جدا بعد ما فرض اراداته فى ازاحة حكم مبارك الجاثم على قلب الحكم لمدة 30 سنة بما يشمله هذا الوقت من انجازات وواقائع فساد ايضا , واصبح حلم كل مواطن ان يشارك باى مجهود فى اعادة بناء هذا الوطن واعتقد ان هذه الفترة الزمنية بالذات كان الشعور الوطنى المصرى فى اعلى حالاته ويساوى تماما شعور المجتمع المصرى ابان حرب اكتوبر 73 . ولكن اه من لكن عندما بدا المجلس العسكرى انذاك بعمل استفتاء مارس 2011 الذى فتت المجتمع المصرى وضاعت الفرصة الذهبية لمصر ان تخرج من كبوتها للامام ولترجع للخلف بقوه عندما قام التيار الدينى مدعوما بالقوى الداخلية المتريصة والقوى الخارجية ذات المصالح باختراق المجتمع المصرى مرة اخرى وحكم مصر من خلال محمد مرسى .
وجرب بعض المتفائلين حكم الاخوان الذين كانوا اكثر حرصا من حكم مبارك على اقصاء الجميع ما عدا من يدينون بالولاء لهم .بالاضافة الى انعدام الكوادر الفنية والسياسية والاقتصادية لديهم , الامر الذى عجل بخروج الشعب مرة اخرى للشارع مدعوما بقواته المسلحة لتنحية هذا الحكم المثير للجدل.
ومرة اخرى تفاءل المجتمع المصرى كثيرا بأن يخرج من كبوته ويعانى من تحسن ملحوظ فى شئون حياته اليومية واعطى الاعلام دفعة تفاءل عالية جدا للشعب المصرى عن الرخاء المنتظر والموعود على يد القيادة الجديدة .
وجاءت الانتخابات البرلمانية الان .. وقام الشعب بمراجعة حساباته ولاشك ان الوضع الحالى افضل نسبيا من ايام حكم التيار الدينى ولكنه لم يصل حتى الى الوضع الذى كان ايام مبارك الذى ثار عليه المصريون , اى ان رجوع مصر للخلف خلال الفترة الماضية كان شديدا جدا , كما ان التقدم للامام مازال بطيئا واقل من سقف التوقعات الموجودة .
هذا بالاضافة الى ان معظم من ظهروا بالاعلام عقب 25 يناير طالتهم الشبهات بدون استنثناء . وكذلك كل من كان وطنى انذاك او غير وطنى كلهم بدون استثناء قد طالهم احكام واتهامات لا تعرف اذا كانت باطله ام لا ؟ , وتكرر نفس الشئ بعد 30 يونيو 2013 حيث ان معظم الاعلامين والمثقفين قد طالتهم شبهات كثير وتاه المجتمع المصرى بين الشبهات والحقيقة واختلطت كل المفاهيم واختفت الشفافية تقريبا من وسائل الاعلام ومن المجتمع ايضا وذاد معدل الترصد كل فيما حوله .
هذه الاحداث جعلت المجتمع المصرى يمر بمرحلة اكتئاب عميق واحس باجهاد سياسى جعله عازفا عن الاشتراك فى تجاوب سياسى مطلوب منه فى هذه المرحلة . كما ان فشل ظهور اى كوادر سياسية ناجحة سواء على المستوى الشخصى او على مستوى الاحزاب السياسية ذادت عزله المجتمع المصرى عن الاشتراك فى الحياه السياسية .
ان مشاكل مصر الان تتطلب حلول غير تقليدية للنهوض يالمجتمع ولتأخذ عبر من دول العالم الثالث الذى حدث بها قفزة اقتصادية هاءلة فى السنوات الاخير مثل سنغافورة وتايوان والبرازيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة