الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شباب بوجنيبة و معضلة التشغيل بالمكتب الشريف للفوسفاط - أية مقاربة - ؟

المعانيد الشرقي
كاتب و باحث

2016 / 1 / 28
المجتمع المدني


شكل المكتب الشريف للفوسفاط بالمغرب من خلال عمليتي الإدماج و التشغيل الأخيرتين إسهاماً كبيراً في خلق العديد من الفوارق و المشاكل الإجتماعية في إقليم خريبكة بشكل عام، و ضواحيها بشكل خاص، فعندما نلقي نظرة موجزة - نحن أبناء هذه المنطقة - و أخص بالذكر بلدة بوجنيبة باعتبارها مدينة منجمية في جلباب قروي تابعة لأقليم خريبكة، نجد بأن العديد من الأسر تعاني ويلات عطالة أبنائها من جراء ما تتحمله من تكاليف مصاريفهم اليومية، ناهيك عن ما يعانيه هذا الشباب من مشاكل نفسية و اجتماعية تجعله يبدو مترهلاً و كأنه في أرذل العمر.
لكن بالمقابل تجد بعض الأسر و هي المحظوظة غالباً، بل جاز القول أن حالفها حظ الزبونية، يشتغل لها أزيد من ثلاثة أفراد مما جعل دخلها الشهري مرتفعاً على غير عادته، الشيء الذي مكنها من ضمان عيش كريم. نقول هذا ليس من باب نبرة حسدٍ موغلة في الوحشية لأنهم أبناء جلدتنا على كل حال، و لكن مؤاحذاتنا تنصب على الطريقة التي دبرت بها إدارة الفوسفاط ملفات المرشحين لولوج الشغل أو الإدماج المباشر داخل مركب الفوسفاط.
إن نظرة واحدة بعيون سيوسيولوجية فاحصة لبلدة بوجنيبة كافية تلخص لك مشهداً بل مشاهداً من المآسي و الكروب لما يعانيه شبابها، هذا الشباب في مقتبل عمره يدوق طعم البطالة و العطالة لا ذنب له إلا أنه يحمل صفة الإنتماء، و حكمته شروط بشرية قبلية لا يستطيع معها تغيير ماهيته قبل وجوده. إن الطريقة التي دبرت و تُدبرُ بها إدارة الفوسفاط ملف التشغيل لا ترتقي إلى مستوى الإنصاف بين شباب هذه المنطقة، و دليلي في ذلك بديهي للغاية، بل يعرفه الجميع و يتمثل في كون شريحة عريضة من المتقاعدين يسجلون بامتعاض شديد عدم تطبيق مكتب هذه الإدارة للفصل السادس من قانونها الداخلي الذي يشير صراحة إلى توظيف أبناء هؤلاء المتقاعدين، لكن للأسف الشديد، أن هذه الفئة سُلِبت منها أراضيها الزراعية المعاشية مقابل دريهمات زهيدة، فلا هي استفادت من تعويضات تضمن لها سكناً و عيشاً كريماً و لا هي ضمنت تشغيل أبنائها بمركب الفوسفاط بما يضمن لهم دخلاً قاراً يقيهم شر السؤال، مما شكل هذا ظلماً و حيفاً كبيرين في حق هذه الفئة التي جار عليها الزمان و أهله...
و في نفس السياق نجد فئة أخرى تعيش تهميشاً و استغلالاً خطيرين، و أخص بالذكر عمال الوساطة بالمكتب الشريف للفوسفاط الذين يشتغلون بشركات المناولة بعقد شغل منتهية المدة، و في ظروف تنعدم فيها أبسط شروط الصحة و السلامة،. ناهيك عن الأجر الزهيد الذي يتقاضونه، هذه الفئة تناضل منذ مدة في العديد من المركزيات النقابية من أجل إدماجها بالمكتب الشريف للفوسفاط أُسوة بإخوانهم الذين تم إدماجهم من ذي قبل، و هذا حيف من نوع آخر يطال أبناء مدينة بوجنيبة.
فالرسالة التي نود إرسالها من خلال هذا المقال، و هذا المنبر المنير ( الحوار المتمدن ) هو أننا ندق ناقوس الخطر لما عرفته هذه الفئة من تهميش طالها و طال أبنائها
، ثم أننا نحدر من انتشار العديد من الظواهر الإجرامية الخطيرة التي ذهب ضحيتها العديد من قاطني ضواحي هذه البلدة، علاوة على التفاتة واضحة المعالم لإدارة المكتب الشريف للفوسفاط لإرجاع الحقوق لدويها من خلال عملية توظيف شباب هذه المنطقة و القرى الأخرى بجوارها كبئر مزوي و حطان و كذا قرية أبي الأنوار، لما يعاني شباب هذه المناطق من ويلات العطالة و الفقر و العوز، فنحن لا نبحث عن حالات الرغد لهؤلاء الشباب، بقدر ما نريد له عيشاً كريماً يحفظه من غلبة الدهر و قهر الزمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر


.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود




.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023


.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | عنف واعتقالات في مظاهرات طلابية في أم