الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام في فعل الخير الرمضاني

بريهان قمق

2016 / 6 / 5
المجتمع المدني


ايتها السيدات الانيقات الجميلات والسادة الاستعراضييون و الأحزاب " وقد اقتربت الانتخابات الاردنية" التي ستنقض على شرائح المجتمع التي تندرج تحت مسمى "المحتاجة" بمظهر اجتماعي رمضاني سنوي بهدف التلميع وكسب الأصوات...
الفقراء ليسوا بحاجة لكيس ارز وسكر وعلب فول ومارتديلا وجلن زيت ولحمة فقط .. الفقراء ليسوا بحاجة لبنطلون جينز زهيد الثمن ومن ارخص ارخص محلات المدينة، ولا لقميص ستوكات .. !!
انما الفقراء بحاجة لحفظ كرامتهم والتوقف عن تصويرهم بطريقة لا انسانية وغير لائقة تجرح كبرياءهم ..
الفقراء بحاجة لمشروعات تنموية دائمة وعمل يحفظ كرامتهم ويقيهم شر العوز وشر الاستعراضات الشكلانية اللا انسانية ..هم بحاجة للدواء والعلاج واجور المستشفيات والعمليات الجراحية ، نظارات لتصحيح العيون وسماعات اذن وتحمل كلفة علاج أسنانهم ...
بحاجة لدفع فواتيرهم المستحقة والمتراكمة لفواتير الكهرباء والماء والغاز .. لبيوت لائقة انسانيا او تحمل مسؤولية اجور متراكمة عليهم ... هم بحاجة لمساعدتهم في تأمين اقساط جامعات ابناءهم وبناتهم - إلا إن كان برايكم لا ضرورة لتعليم الفقراء- مثلا ..!!
الفقراء بحاجة للكثير من التفاصيل الحياتية ليس عبر وساطة مختار قرية ولا عبر رئيس بلدية ولا عبر الاتصالات الهاتفية "مين يعرف مين" بينما حضراتكم تهزون اقدامكم وتنقرون الطاولة لشحذ الذهن المنشغل بآلاف الانشغالات الاخرى بمن ومن يتوسط لكم باسماء عائلات معدمة تقبل الوقوف امام كاميراتكم بحزن بينما أسناكم/ن تنفرج عن ابتسامات هوليوودية ..ذلك انه لو كلفتم وكلفتن انفسكم بدراسات وفق الاصول ووقتا يوازي الوقت التي تقضونه لذواتكم/ن التدليلية لعرفتم/ن احتياجات الناس الحقيقية والقاسية ...
لو خرجتم من خزانة ايدلوجية احزابكم وذواتكم ايها السيدات والسادة وتلمستم انسانيا احتياجات الناس الفعلية لعرفتم انه يفوق كراتين الاغذية التي تقارب مدتها انتهاء زمنها الاستهلاكي الآدمي .. ولأوقفتم وأوقفتن عدسات الكاميرات الاستعراضية ونهم تحقيق اماكن اجتماعية بارزة وزدتم وزدتن جرعات الاحساس الانساني اثناء سلوك "فعل" الخير الذي يتطلب توسيع شبكات فرادانيتكم/ن الى عمل جماعي "خيّر" ومبتكر وخلاق ومؤثر..ذلك لان العمل المدني بات يتحمل مسؤولية اجتماعية جنبا الى جنب مع الدولة حيال احتياجات شرائح المجتمع الاقل حظا ..
....
هذا الفعل تحديدا يتطلب صمتا مهيبا وعملا كبيرا يحفظ كرامة العيون الكسيرة والقلوب الجريحة ويروح فورا للاحتياج المعنوي والمادي المدروس وبقلب ممتلئ بالخير ذاته لذاته ...
هذا "الفعل" تحديدا يتطلب كشفا لجغرافية الروح في ظل انفصال الشعاع عن منبعه المتجلي في الاستعراضات الخيّرة !! ...
ذلك لان عمل الخير يفقد "خيره" و "أثره" و "تأثيره" عندما يثرثر ويتوسد العدسات والاستعراضات ومديح الناس .........................










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة


.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل




.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د


.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية