الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوس الدينى المصرى

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2016 / 8 / 4
المجتمع المدني


مرض الهوس هو مرض نفسى معروف لدى أطباء علم النفس وهو يصيب الانسان بدرجات مختلفة بعضها خفيف وبعضها حاد ويمكن علاجه عن طريق اخضاع المريض لجلسات طبيب متخصص في علم النفس بالاضافة الى تناول المريض لبعض الادوية التي تعالج حالته.
ويسمى هذا المرض بثنائى القطب نظرا لترواح مزاج المريض من الاكتئاب العام دون سبب مباشر الى الانبساط العام دون سبب مباشر أيضا .
والهوس أنواع فهناك الهوس الاكتئابى وهوس السرقة والهوس الجنسى والهوس الدينى .
وفى هذا المقال سوف نتحدث ليس عن الهوس الدينى الشخصى للإنسان وانما عن الهوس الدينى للمجتمع . ودائما يكون مقرون بالتطرف والتعصب .
واذا نظرنا الى قدماء المصريون نجد ان الهوس الدينى ضارب في تاريخ مصر منذ عصر الفراعنة , ولكن في حالة الفراعنة أدى هذا الهوس الدينى الى حدوث ابداع مصري في شتى المجالات فبنى المصرى الاهرامات والمعابد الضخمة ليبهر العالم بحضارته , كان المصرى يبنى هذه المباني الضخمة لايمانه بالخلود في ذلك الوقت وهذا الأيمان الدينى انتج هذا التقدم المذهل في الهندسة واكيد في علم الإدارة حتى يمكن إتمام هذا الإنجاز واكيد أيضا كان خلف كل ذلك اقتصاد قوى .كما ان قناعة المصرى في عودة الروح بعد الموت جعلته يبدع في فن التحنيط والأدوية والطب وكلها ترجع لهوسه الدينى الذى اقام حضارته الرائعة آنذاك .
وفى العصور الوسطى شهدت اوربا الهوس الدينى المسيحى فكان كل من يفكر او يبتكر يتم اتهامه بالسحر والشعوذة ويتم تعذيبه وسجنه واحيانا اعدامة مثل العالم الذى قال ان الأرض كروية فتم إعدامه .حتى فاقت دول أوروبا من الهوس الدينى تدريجيا بعد الثورة الفرنسية .
وحاليا يعيش العالم مرحلة الهوس الدينى الاسلامى وترفع الجماعات المصابة بهذا الهوس شعارات دينية مثل داعش وبوكو حرام .وكل الجهاديين الاخريين .وهذه الجماعات تمثل اقصى درجات الهوس الدينى الاسلامى .
اما الهوس الدينى في المجتمع المصرى فيتمثل في بعض المظاهر مثل ..الظاهرة الأولى , عند مواعيد الصلاة خمس مرات يوميا يتم قطع جميع قنوات التلفزيون والإذاعة الحكومية والخاصة وإذاعة الاذان .بالإضافة الى اطلاق عشرات الميكروفونات باعلى الأصوات لإذاعة الاذان أيضا ,وتتداخل معا لتسجل فوضى يومية غير مفهومة واحد مظاهر الهوس الدينى في اقصى صوره والذى كان غير متواجد تماما منذ خمسون عاما فقط.
الظاهرة الثانية منذ حوالى خمسون عاما فقط كانت نسبة النساء التي تغطى شعورهن لاسباب دينية لا يتعدى 5% اما الان فنسبة النساء التي تغطى شعورهن لاسباب دينية لا تقل عن 90%
الظاهرة الثالثة هي انه اصبح للشيوخ الكلمة العليا في تسيير الأمور اليومية والحياتية للمواطن المسلم المتدين والذى يلغى عقله تماما مهما كان حاصل على اعلى الشهادات العلمية عندما يجلس في حضرة الشيخ ويستفتيه في احد الأمور العادية وأيضا منذ خمسون عاما لم تكن هذه الصورة سائدة
والامر لا يختلف كثير لدى المسيحى المصرى المتدين الذى يسأل اب الاعتراف عن ما الذى يجب ان يفعله في امورة الحياتيه الخاصة وينصاع لتعليماته بدون مناقشة وفى خضوع تام .
كما ان المصرى يذكر اسم الله في حديثه سواء اذا كان ذلك ضروريا ام لا ويعتبر المصرى من اكثر دول العالم لذكر اسم الله حتى ولو كان على وشك السرقة او الجنس او إتيان اعمال ضد المجتمع والقانون .
كما ان تسابق المصريون كل سنة على الحج والعمرة وانفاق المليارات على ذلك رغم ان حوالى 26% من الشعب المصرى تحت خط الفقر ومصر هي البلد الوحيد في العالم الذى يسكن الناس فيه بالمقابر .. بالإضافة الى التدنى الحاد في الرعاية الصحية الحكوميه نظرا لقله الموارد وكذلك تدنى المستوى التعليمى على مستوى العالم ... اى ان الهوس الدينى يمنع مئات الاف كل عام من النظر لمن حولهم والنهوض بمجتمعهم كحد ادنى من التكافل .
وعندما يختفى المنطق ندرك اننا امام مرض نفسى اجتماعى يجب علاجة لوقف هذه المظاهر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة


.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل




.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د


.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية