الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف التحالف الوطني مسؤولية

واثق الجابري

2017 / 4 / 18
المجتمع المدني



خطوة إستباقية إتخذها السيد عمار الحكيم رئيس التحالف الوطني؛ من خلال إعلانه فتح باب الترشيح لرئاسة التحالف، قبل ثلاثة أشهر من إنتهاء فترة تسمنه الرئاسة، ورغم أنه كان مفاجئة لكثير من الأوساط السياسية، لكنها طبيعية لمن يعرف الحكيم، وتضع الحقيقة بين أن؛ هل نجح الحكيم بتأسيس قواعد للتحالف، وهل كان إختيار التحالف موفقاً لأول رئيس، ومَنْ بعد الحكيم يستطيع القيام بنفس الدور والوزن، والقدرة على التقارب مع الأطراف المحلية والخارجية؟!
حسب الإتفاقات السياسية لقوى التحالف الوطني، ستكون الرئاسة دورية لمدة عام، وبالإتفاق بين أطرافه على الرئيس في كل دورة.
توجس كبير كان يشوف أطراف التحالف وجمهوره، من تولي الحكيم مقاليد الرئاسة، وما يمكن أن يعطي أضافة وإستثمار لشخصه، وعلاقاته المتوازنة داخلياَ ودولياً، ومن هذا توقعت قوى التحالف هيمنة وبناء علاقات أكبر، وإستغلال لسلطة التحالف لبناء رصيد ذاتي وحزبي.
دأب الحكيم من لحظة الشروع الى أطلاق المشروع والعودة لبيت التحالف بأطروحة "مأسسة التحالف"، وتم منها تشكيل الهيئات المختصة لتبدأ العمل والإجتماعات الدورية، والإجتماع مع السلطتين التنفيذية والتشريعية، وإطلاع الحكومة على تحركات التحالف، ونقل صورة المشكلات من الواقع بزيارة المحافظات او مناقشة المسؤولين كل على على إنفراد، ورسم سياسة إستراتيجية للعملية السياسية، والحاجة للتسوية السياسية مع اقتراب النصر النهائي على داعش، ونقلت معاناة المحافظات الى الوزراء المختصين.
تغيّرت كثير من المفاهيم لدى أعضاء التحالف الوطني، ومن تحركاته وصلت رسائل تطمين لكل الأطراف السياسية داخله وخارجه، وتلك القوى التي كانت تسميه تخالف او تعتقده وجود خلافات عميقة لا يمكن حلها، أو من تعتقده تحالف طائفي؛ بدأت تؤكد أنه ركيزة أساس للعملية السياسية، وطرف مهم يمثل الأغلبية البرلمانية والمكوناتية، ودليلها الزيارات لبعض الدول الأقليمية و لأقليم كوردستان لتسوية الخلافات بين قوى الإقليم، وفي كل الزيارات طُرحت الحلول الممكنة، والتخلص من حقبة خلفها الإرهاب ومعالجة سوء إدارة الدولة وإبتعاد الأطراف السياسية عن حاجة جماهيرها، ورسالة الى الخارج على أن أغلبية الشعب العراقي وممثليه مع بناء علاقات متوازنة دولياً.
إن إعلان الحكيم؛ إستباق للأحداث، وإثبات لحسن النوايا في التداول السلمي للسلطة، وعدم الرغبة بالإحتفاظ بالمنصب خارج الإتفاق، ورسالة إطمئنان للشركاء، وكأن ما حدث من النوادر السياسية التي تشكل مفاجئة حسب المعتقد السائد في العملية السياسية، ومن هذا الإعلان أعطى الحكيم فرصة مناسبة للتحالف الوطني للبحث عن بديل بفترة مناسبة دون ترك فراغ بالمنصب، إلاّ أن خروج الحكيم من الرئاسة ربما يُعيد التحالف الى فرط العقد ويدخل العراق في صعيد التجاذبات والمزايدات، والعودة الى تشابك الخيوط بلا رؤوس.
عدة خيارات وأسماء مطروحة أمام التحالف الوطني، ولكنها متفاوتة القبول في داخل التحالف وخارجه وعلى المستوى الإقليمي والدولي.
أثار تصريح الحكيم بإختيار زعيم جديد للتحالف؛ ردود أفعال متفاوتة؛ منها أطراف لا تريد إجماع التحالف الوطني، والنتيجة إنعكاس سلبي على العملية السياسية برمتها، وتمنيات لأعداء العملية السياسية بالفوضى وإفتعال الأزمات، ولكن للحكيم فلسفة وحجم يتعدى المناصب والزعامة التي لا يصنعها عنوان، وما حققه خلال فترة وجيزة، يمكن أن يكون ركيزة للعملية السياسي والتحالف الوطني، وهذا من أهم أهداف الحكيم، ولكن التحالف الوطني امام مسؤولية كبيرة وخطوات لا تحتمل الخطأ، وأي خيار آخر جديد يعرضه للتصدع، والشخصيات المطروحة أمامها إعتراضات وملاحظات كبيرة داخل التحالف، وتهديد بخروج القوى من تحالفها، والحل الأفضل إبقاء التحالف الوطني على نجاحاته وسعيه للتقارب المحلي والأقليمي؛ لحين عبور الإنتخابات وفترة ما بعد داعش على الأقل، ويمكن أن نقول: قبل هذه الفترة لم يكن التحالف الوطني تحالف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة


.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل




.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د


.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية