الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذى يحكمنا Ruling class

محمد حسين يونس

2017 / 6 / 13
المجتمع المدني



وفقًا للنظرية الماركسية ، فإن الطبقة الحاكمة، ، تتكون من هؤلاء الذين يملكون ويسيطرون على وسائل الإنتاج.
الرأسماليون أو البرجوازيون لديهم القدرة على استغلال الطبقة العاملة والسيطرة عليها، وإجبارهم على العمل بما يكفي لإنتاج فائض القيمة أساس الأرباح والفائدة وتسديد أقساط الاستهلاك للمعدات.
وتمنح القوة الاقتصادية لهذه الطبقة قوة سياسية أكبر، ولذلك دائمًا ما تعكس سياسات الدولة أو الحكومة المزايا الفعلية لها.
هل لدينا في مصر راسماليين لديهم القوة للسيطرة الاقتصادية و السياسية ..الاجابة في الغالب لا توجد لدينا مثل هذه الطبقة التي راكمت من ناتج العمل ثرواتها ،خصوصا بعد إنقلاب العسكر 52 و الاطاحة بالراسمالية الصناعية و التجارية و البنكية بالتأميم .
أنماط الإنتاج الآخرى أدت أيضا لظهور طبقات حاكمة مختلفة
في ظل العبودية كان مالكو العبيد يمثلون هذه الطبقات ، فالعبيد الذين تنتمون إلى مالكهم كانوايستخدمون في القيام بكل شيء يمكن أن يساعد عملية الإنتاج بالمزرعة.
وفي ظل الاقطاع كانت الارستقراطية الاقطاعية أوقادة الإقطاعيين(ملوك أو بارونات ) يملكون السيطرة على التابعين بسبب سيطرتهم على الإقطاعيين. وذلك منحهم القوة السياسية والعسكرية على الشعب.
عن زمن ما بعد العبودية و الاقطاع و الراسمالية يقول عالم الاجتماع، سي رايت ميلز ((أن الطبقة الحاكمة تختلف عن النخبة فالمصطلح الثاني يشير ببساطة إلى مجموعة صغيرة من الأشخاص يتمتعون بمعظم السلطة السياسية. ويشتمل الكثير منهم على السياسيين والمديرين السياسيين المعينين والقادة العسكريين)) .
أى اننا لم يعد لدينا ملوك( ألهة) تمتلك أرواح العبيد (إلا عند فروع معينه من المسلمين وغير مطبقة في بلدنا ) و لم يعد لدينا إرستقراطية الملوك و الباشاوات و البكوات(إلا في بلاد العربان أو الجاز ) و لكن لدينا في جمهورياتنا دائما نخبة من الاسياد الذين بيدهم الامر و النهي و إتخاذ القرار.
ويناقش ماتي دوجان،هذه الفرضية في دراساته الأخيرة حول النخب في المجتمعات المعاصرة،(( بأنه بسبب اتسامها بالتعقيد والتغايرية وخصوصًا بسبب الانقسام الاجتماعي للأعمال والمستويات المتعددة من التقسيم الطبقي، فلا توجد ولا يمكن أن توجد طبقة حاكمة متماسكة))
وحتى إن وجدت في الماضي أمثلة راسخة عن الطبقات الحاكمة، مثل الطبقات الموجودة بالإمبراطوريات الروسية والعثمانية، وأحدث الأنظمة الشمولية بالقرن العشرين (الشيوعية والفاشية) فإنها غير موجود اليوم إلا ما يمكن تسميته( لدى أصحاب نظرية العولمة) طبقة الرأسماليين متعددي الجنسيات. أصحاب الكرتيلات العالمية للبترول و السلاح .. ملوك الاعمال الصناعية و البنكية و التسويقية و الزراعية متعددة الجنسيات و المديرين التنفيذين لها و أصحاب وسائل التجسس و التواصل و الاتصالات والميديا و الفنون .
بمعني أن بالعالم نخبة تسيرة تضم بضعه الاف من المديرين التنفيذيين و المخططين و أصحاب رؤوس الاموال هذه النخبة ممتدة و متوغلة في كل مناطق العالم تقتسم النسبة العظمي من ناتج العمل البشرى .. و توزع الباقي طبقا للفائدة العائدة علي إستثماراتها منه .
نخبتنا في مصر التي إعتاد الماركسيون علي تسميتها كومبرادور .. لم تولد (نخبة ) فهي إما جاءت بإنقلاب عسكرى أو صعدت درجات السلم الوظيفي درجة درجة حتي أصبح بيدها القرار.. . وبعد الانفتاح تمركزت الثروة خلال أربعة عقود بين أفرادها الذين لا يتجاوز عددهم 1-2% من مجمل السكان ، شلة مجمعة من عشر أو عشرين عائلة.. بينها نسب وقرابة و تبادل مصالح و شيلني علشان أشيلك إغتنت من إستغلال المنح و الهدايا(من العرب و الامريكان ) ومن نهب القروض .
كبار تجار .. وكلاء تجاريين.. مجمعين لمعدات و ماكينات مستوردة .. مصنعين للسيراميك و السجاد و الملابس بالاضافة إلي كبار رجال الدين والبنوك والمديرين أصحاب القرار و القادة من ضباط الشرطة و الجيش. فإذا أضفنا لهم بعض من العائدين من الخارج و المضاربين في العملة و رجال الاعلام و بتوع القرى السياحية ، فإننا نضع أيدينا علي النخبة المحلية التي تكونت في الزمن المبارك المرتبطة المصالح بالنخبة الخارجية و التي تكبدنا(اى النخبة المحلية ) من أجلها(اى النخبة العالمية ) فوائد دين كل صباح مليار و نصف مليار من الجنيهات أو ثلث دخل الحكومة .
النخبة المصريه بالتعريف السابق .. نخبة لا أساس لها ولا قوة إلا كرسي الوظيفة و ما تراكمه خلال مدة خدمتها من أموال الرشاوى و العمولات و المشاركات التى تستخدمها في المضاربات سواء العقارية أو البورصة أو توظفها في البنوك ذات العائد الذى يقترب من 20%...لذلك هاج ضدها و ضد مخازيها الشعب يوم 25 يناير 2011 فإهتزت قليلا ثم عادت و تماسكت مستخدمة جناحيها الديني العقائدى الاخواني السلفي القبطي من جهة و العسكرى الامني من جهة أخرى .
و هكذا نخبة بهذه الهشاشة و السطحية و العمالة للخارج التي ترتبط في وجودها بإرادة صاحب القرار عالمي القوة و النفوذ .. هل تقدم برلمانا معبرا عن الشعب أو حكومة رشيدة تراعي خطط تنمية مستدامة أو عدالة ناجزة تتخطي مصالح( هذه الطبقة ) الفردية و الجماعية .
تخفيض قيمة الجنية و تقليص التزامات الحكومة تجاة دعم الفقراء و الاستدانة بالمليارات .. و قوانين الاستثمار المشجعه علي النهب .. و إنشاء مرافق و شبكة طرق و وسائل إتصال بشكل واسع كلها محاولات من النخبة المحلية لتشجيع النخبة العالمية علي منحها جزء أكبر من كعكة الانتاج البشرى و عوائدة ولكن
لا تأملوا كثيرا فنخبة العالم أرادت لنخبتنا هذا الدور الهامشي المتدني التابع .. و هم قد قبلوا هذا بترحاب حمد متصل لرب العزة ، لا يصعدون إلي كراسيهم المتعالية إلا كل أفاق سقيم من أبناء الشلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أستاذ محمد
عدلي جندي ( 2017 / 6 / 13 - 18:09 )
خاطر
ألا تري أن وسيلة الحكم في بلداننا لم تتغير منذ ظهور عصر الخلافة عدا بضعة سنوات
مصر مثال
إنقلاب نجيب وناصر ( وتحالفهم مع علماء الأمة من أخوان مصر) ثم إنقلاب نجيب علي ناصر وناصر علي نجيب. ومقتل أو التخلص من ناصر يورث الخلافة الرئيس المؤمن ومقتل المؤمن علي يد المؤمنيين ويخلفه في الخلافة المبارك وعائلته وتجهيز الولد المدلل للخلافة فينقلب عليه الجيش ويتحالف مع ورثة الأنبياء ( الأخوان علماء الدين) وعندما يستشعر قادة المؤمنيين من جيش الخلافة الخطر ينقلب أميرهم ( السيسي) علي الخليفة الأهطل
وأعتقد السعودية لها ما يشابه في إنقلاب الخليفة فيصل علي أخيه
لا تزال تتحكم الكهانة في غالبية عقل شعوبنا عن تاريخ منقول
بالطبع حضرتك كتبت توضح من وجهة نظر فلسفية إقتصادية ولكن لازالت تحكمنا عقلية إن شاء اللات وكله بأمر اللات ومن كان اللات معه لا يستطيع آمون أن هزيمته
دمتم نصيراً للتنوير
تحياتي


2 - نظره تحليل
على سالم ( 2017 / 6 / 13 - 20:13 )
استاذ محمد , اكيد وضع مصر محزن ومؤسف ويثير الشفقه , الا تعتقد ان الشعب نفسه لااسباب متعدده يعتبر هو السبب الاساسى فى نكبته ومصائبه , اكيد من الصعب الحصول على الحقيقه المؤكده او حتى شبه الحقيقه , بمعنى سوف نصل الى السؤال الازلى من اتى اولا , الدجاجه ام البيضه


3 - الطبقة العاملة ، و بنت خالتها الخاملة
ركاش يناه ( 2017 / 6 / 13 - 20:39 )

الطبقة العاملة ، و بنت خالتها الخاملة
____________________

مصر تتكون حصريا من الطبقة الخاملة ... حتى و لو وصل تعدادها إلى 100 مليون

تحكمها عصابة من قطاع الطرق ، تتكون الان من 40 جنرال ( بس مش بتوع حرب او عسكرية او دفاع ... لا ، لا .. عيب ) ... تشم ريحة الدولار و اليورو و الرز و هو جاى البلد ... و تسرقه ، و تغسله ، و تِعَلِبه ، و تِهَلِبه ، و تعيد تصديره إلى بنوك و عقارات سويسرا و اسبانيا ( راجع رواية السمسار ) و جزر الباهاما

يعنى كلنا كده ( حكام حثالة و شعب غلبان ) شحاتين و الحمد لله

لما شبع حسنى مبارك ، قال مازحا فى ايامه الاخيرة ، وظيفتى انى اشحت عليكوا ، و كل دولار يخش البلد ، ليا نُصه ( نصفه ) و ليكوا نصه

تذكرتك استاذنا الاسبوع الماضى ، فى الذكرى الخمسين للنكسة ، و قصة أسرك ، و هوان الهزيمة

و تذكرت حكامنا الشواذ المابونين جُلاب الهزيمة و العار ... و حكاوى ناصر و عامر

و نظرت اليوم على احوالنا المنيلة بستين نيلة ، و اطلقت زفرة طويلة و معها همهمات الحسرة :

ما اظرت من ستى .. إلا سيسى

دى مصيبة سودة يا جدعان !


.....


4 - الاستاذ عدلي جندى
محمد حسين يونس ( 2017 / 6 / 14 - 04:39 )
أشكر مرور حضرتك و شرحك لمدى تأثير الدين في القوى الاقتصادى و السياسي .. وإن كنت أعتقد أن الاديان و تطورها و شروحها و إستخداماتها هي منتج بشرى ثانوى يظهر معبرا عن الاقتصاد و إسلوب و نوع عمل السكان .. و أنه كلما كان النمط طفيلي ريعي كلما زادت النبرة الدينية و هو ما يحدث الان في المنطقة .


5 - الاستاذ علي سالم
محمد حسين يونس ( 2017 / 6 / 14 - 04:43 )
- في مصر النخبة تكونت بشكل عشوائي بعد إنقلاب العسكر الاول ..
و تم عقابها و تأديبها و تصفيتها في حربين أكلتا الاخضر و اليابس و سقطت بمصر إقتصاديا و سياسيا .
- لم يبق علي المداود إلا شر البقر ..

رجال السادات و منهم مبارك و أتباعة .. نهبوا مصر نهبا و أغرقوها في الديون لصلح الزبون
.
- نحن اليوم نشهد خلاصة ( شر البقر ) يتلفعون ببردة الدين أو كاب المحارب أو بدلة البزينيس
مان .. يسقطون بنا من نقرة لدوحديرة لهاوية لبؤرة أسنة .

أشكر مرور حضرتك وحيرتك التي أرجو أن أكون قد أحبت عليها .


6 - الاستاذ ركاش بناة
محمد حسين يونس ( 2017 / 6 / 14 - 04:47 )
- ما حدث في البرلمان بناء علي ما قدمته حكومتة و الحوارات البذيئة الفاضحة هو الدليل علي أن نخبتنا أصبحب من العملاء الواضحين الذين لا يخجلون من عمالتهم .. مثل القحبة التي تشهر
عهرها و تقول اللي يعرف أبويا يشتكي لو و تصيح أيوة الجزيرتين سعوديتين .
- ما الحل ؟؟
- الوعي بأن مصر لا تستحق نظاما و نخبة مشوهه هكذا .. و العمل علي إزاحتها و إحلال نخبةاوربية الطابع شريفة قادرة علي الخروج من الماخور ..
- ومصر بالحق بها العديد من الشرفاء المتفرقين .. الذين لو تجمعوا تحت مظلة حزب ديموقراطي حديث و قاوموا وصبروا فسينجحون في إعادة الركب للطريق القويم
أشكر مرور حضرتك ومساهمتك .


7 - لو تجمعوا ولن يجتمعوا
نور الحرية ( 2017 / 6 / 14 - 14:55 )
تحكمنا نخبة المجتمع حالنا كحال كل المجتمعات العالمية وبعبارة أخرى كل اناء بما فيه ينضح فالاناء هو الشعب وحكامه هم ماينضح منه أي تحصيل حاصل الحكاية.وهذا يعني ايضا أن غالبية شعوبنا فاسدة وجبانة وانتهازية وأنانية لأقصى الحدود ومادام شيوخ الظلام يسوقون لهم الاوهام وعلى أنهم خير الأمم فلن يجتمعوا على الخير أبدا .تحياتي القلبية الحارة أستاذ محمد


8 - يحكمنا الجهل والتبجح والنفاق والجبن
عبد الله اغونان ( 2017 / 6 / 14 - 20:04 )
تعرف من يحكمك فلم هذا التنظير الميتافيزيقي المجرد ؟

يحكمكم العسكر والشرطة والفاسدون والاعلام المضلل ثم يحكمكم الجهل والخوف والجبن ولاداعي لكل هذا الخليط

اخر الافلام

.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: أميركا عليها أن تقول لإس


.. الشارع الدبلوماسي | مقابلة خاصة مع الأمين العام للأمم المتحد




.. اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني


.. الحكم بإعدام مغني إيراني بتهمة «الإفساد في الأرض»




.. Students in the USA are protesting in support of Palestinia