الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل في عزل ثيوفيلوس الثالث يكمن الحل ؟؟؟؟

عطا مناع

2017 / 10 / 26
المجتمع المدني


قله من الشعب الفلسطيني تابعت هبة المسيحيين الفلسطينيين الارثوذكس ضد بطريركهم ثيوفيلوس الثالث عن كثب، فالاهتمام بهذه القضية المهمة التي تتعلق بأوقاف الكنيسة الارثوذكسية اقتصر على ابناء الطائفة وفعاليات وطنيه واعتباريه مع الاخذ بعين الاعتبار الجالسون على المدرج وهم الغالبية العظمى من ابناء شعبنا الذين ما عادوا يثقوا بالواقع الفلسطيني ومخرجاته.

لقد تشكلت لدى المواطن الفلسطيني قناعة أن بيع ارض فلسطين للشركات الصهيونية بات امراً عادياً، وتكمن العادية في غياب المحاسبة والمساءلة، لدرجة أن صفقات السمسرة والبيع باتت غير محرمه في الوعي الوطني الغير نظري، وكلنا مقتنعين أن بيع الارض الفلسطينية خيانة، لكن هذه الخيانة تمر بغير عقاب.

الوعي الشعبي ومع تراكم ثقافة التساوق الصامت مع هذه الجرائم اصبح لا يثق بنخبه ولا بقيادته التي اتخذت موقفاً هلامياً تجاه هذه الظاهرة، وأقول ظاهره لأننا نمر عليها بعادية تعكس الواقع الاحباطي الذي ضرب جذورنا الوطنية كتتويج لهزيمة وعينا الذي تشتت ما بين امتيازات الحاضر واستحقاقات التاريخ.

امام هذا الواقع اصبحنا نلتف على وعينا لتلطيف الظاهره باستخدام مصطلحات غير صادمه حتى يستوعبها الوعي الشعبي والوطني، التلطيف يكمن بتسريب عقارات كما الحالة التي نحن بصددها، هذا المصطلح حل محل المصطلح الصدمة الذي يسمي الاشياء بأسمائها، كأن نقول فلان باع ارضه للشركات الصهيونيه، أو علان باع منزله، فنهرب الى اصطلاح تسريب لتخفيف الوقع على وعينا الذي لا زال يخجل من الاعتراف بحقيقة الواقع.

تاريخياً هناك بيع للأوقاف الارثوذكسية للشركات الصهيونية، وعندما نقول تاريخياً فهذا يعيدنا اكثر من نصف قرن او اكثر للوراء مما يعني ان المشكلة غير آنيه، وان الحملات الاحتجاجية على البيع او التسريب كما يحلو لبعضنا وصفها لا تعدو غير ردات فعل على شخص البطريرك، وهذا ايضا هروب من تحمل المسئولية والتفاف على الوعي العام .

قدر لي انني عايشت " المعركة" ضد البطريرك ايرينيوس وهو سلف البطريرك الحالي المتهم ببيع الاراضي للشركات الصهيونيه، وقتها كانت الحملة شاملة وأكثر وضوحاً وقسوة من الحملة ضد البطريرك ثيوفيلوس حيث كان الانسجام والتوافق بين السلطة الفلسطينية وقادة الحمله حاضراً.

هنا لست بصدد المفاضلة بين أي من البطاركة اليونان، لأنني مع الفكرة التي تؤيد أن يجلس عللى كرسي البطريركية بطريركياً فلسطينياً او عربيا، ولست مؤمناً بالانتقائية والاحتجاج الذي يدفع بأصحابه من الدلف الى المزراب لعدم معالجة المشكلة من جذورها.

المأخذ على الذين يقودا الحملة ضد ثيوفولس واضح ومحدد ويكمن في سؤال ايضا واضح ومحدد، على قاعدة ان بعضكم من قاد الحملة ضد ايرينيوس ورفع شعار تنصيب ثيوفلوس فكيف لكم أن تختصروا القضية في شخص البطريرك ؟؟؟؟ لقد نظرتم وقتها للبطريرك ثيوفلوس كمخلص وألان تنعتونه بالشيطان ولكم الحق في ذلك، ولو اقترضنا تكرار السيناريو وعزل ثيوفلوس وتنصيب بطريرك جديد هل ستنتهي ازمة بيع الأراضي

للأسف مضطر ان اعترف اننا بصدد طوشه لا اكثر، واستند بذلك لتاريخ بيع اراضي البطريركية والاكتفاء بالاحتجاجات والشعار التكتيكي الذي يرحل الازمة لسنوات لتطل برأسها من جديد في شخص بطريرك جديد.

لقد تابعت وناقشت شخصيات اعتباريه ووطنيه ودينيه عندما اثيرت ازمة البطريرك السابق الذي يعترف البعض اليوم انه لم يعد مرغوباً لدولة الاحتلال ليس لأنه متمسك بأوقاف الكنيسة بل لأنه لا يريد ان يفرط مرة واحدة، ولذلك شجعت دولة الاحتلال عزله ليأتي البطريرك ثيوفلوس الذي كان "كريما" مع الاسرائيليين سواء في تأجير الاوقاف أو بيعها.

وقتها وفور عزل البطريرك السابق "سجن" في غرفة في البطريركية حسب ما سمعت ومنعت زيارته، عاش حياة الذل التي لا تليق ببطريرك قاد الكنيسة لسنوات، هذا يجعلنا ان نتوقف امام الاداء الذي قادة رجال دين معروفون لنا جميعا وعلى مستوى الوطن العربي، ندرك ان الرهان كان على تعيين بطريركا عربيا لكن مجريات الصراع قادتهم في تلك المرحلة للتركيز على شخص ايرينيوس وليس المطالبة بحقوق الطائفة المظلومة.

الخوف ان يعيد التاريخ نفسه ولكن على شكل مأساة جديدة، يعزل البطريرك ثيوفلوس وينصب بطريرك جديد ليستمر مسلسل التفريط بأراضي الاوقاف الارثوذكسيه، وأمام هذا المشهد سيعود المحتجون اليوم بعد سنوات للاحتجاج والمطالبة بعزل البطريرك الجديد كما حصل مع ثيوفلوس الذي اعتبر مخلصاً في ذلك الوقت.

سواء عزل البطريرك ثيوفلوس او بقي ستبقى ازمة التفريط وبيع اراضي الوقف مستمرة طالما ان شخص يتحكم فيها، ومن المهم ادخال اطراف جديدة للسيطرة واتخاذ القرار بخصوص تلك الاراضي، اطراف دينيه تتمثل في المجمع المقدس والسلطات ذات الاختصاص والمسئولية كالسلطة الفلسطينية والأردن اضافة للمطالبة بحضور الطائفة بقوة في هذا الشأن.

في اعتقادي ان عزل البطريرك ثيوفلوس وأنا مع عزله ليس بالحل الوحيد، من المهم النظر الى الامام والبحث عن وسائل ضامنة للحفاظ بأوقاف الكنيسة الارثوذكسية وعدم اختصارها في شخص بطريرك مهما كان اسمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية




.. الأمم المتحدة تحذر من التصعيد في مدينة الفاشر في شمال دارفور