الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كنت في بغداد (الحلقة العاشرة)- أمسية جميلة

ميسون نعيم الرومي

2017 / 12 / 23
المجتمع المدني


كنت في بغداد (الحلقة العاشرة)-
أمسية جميلة
ميسون نعيم الرومي
ايام ستبقى في الذاكرة كنسمة رقيقة تنعش الوجدان وتعطر الخيال، تداعب الروح ،تهبها قوة الصمود في وجع الغربة ووحشتها، تزرع الأمل في نفسي المتعبة
التي هدها الترحال واضناها الإنتظار وحصاد السنين العجاف
بعد ايام سيغادرنا عام 2017 تاركا لي بريقا اضاء روحي المتعبة ، شعاع هادى
يتغلغل في قلبي ويداوي جراحي فيسمح لبصيص من الأمل في التسلل الى روحي..
ايام حلوة مشرقة ندية بعطر ربيع بغداد المبكر..من منتصف الشهر الثالث حتى منتصف الرابع وهبتها لي تلك السنة فاصبحت زادي الروحي اهرب اليها لأنهل منها فرحة افتقدتها طويلا .. سعادة انعشت الطفلة في داخلي وارقصتها طربا موقظة فيَّ املا بمستقبل واعد.

كان يوما جميلا من ايام نيسان دعاني فيه واختي الأديبة ابتسام ابن عمنا الناشط المدني طارق الرومي لتمضية ذلك اليوم معا..

من شارع السعدون وفي مطعم رصت على طاولاته النظيفة انواع المأكولات الشهية بدأنا تلك الأمسية التي لا تزال تداعب الذاكرة وتستفزالشوق الى بغداد
التي تهواها روحي وتتوق اليها .. تعشقها كما هي وكما كانت وكما ستكون، وليـلـُم من يلوم، فالعشق سلطان...

بعد الغداء يحلو الشاي العراقي (السنگين) انتقلنا الى طاولة خارج المطعم ...
ومع النسيم العليل يحلو الكلام وتنتعش الذاكرة لتعود بنا الى الأيام الخوالي وذكرياتنا التي عشناها معا، وكعادته راح مضيفنا يحدثناعن حـُـبـَّه الضائع وحظه المنكود وخسارة عمره التي لا تعوض.. كم انت لذيذ يا ابن عمي وانت تستذكر وتناغي حبك الأزلي، رأيت الغصة في روحك التي تفيض حزنا ولوعة..

ونحن في غمرة انشغالنا بتلك الذكريات وببغداد وهمومها ايقظتني ( رشة ماء) اعتقدت انها قطرات من المطر، فماذا تكون غير ذلك .. ونحن جالسين خارج المطعم
رفعت رأسي واذا بي اشاهد صبيا في حوالي العاشرة من العمر ينظر من شباك احد طوابق العمارة التي في طابقها الأرضي ذلك المطعم، لم يخطر ببالي ان يتجرأ طفل ( ليهدينا تفـّـلـَة ) وفكرت باسى كيف يجرأ طفل في العاشرة من عمره أن يبصق على مجموعة من الناس أن لم يكونوا بهذا العمر، فهم ربما اكبر من والديه..ولماذا؟!!

ولكنني سرعان ما تناسيت ذلك الإزعاج ونحن في طريق العودة وأنا أستمع الى الحديث الذي دار بين قريبي العزيز وسائق التاكسي الذي راح يبادله الشكوى على خسارة المحبوب فقد كانت له كما يبدو تجربة مماثلة.. (صارت مناحة) وكل يبكي على ليلاه .. استغرقنا في الضحك وأنا أردد ..
(قل للزمان ارجع يا زمان)-
---------------------------------------------------------------------------
ديسمبر/ 2017
ســـــــــــــــتوكهولم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي


.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه




.. اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين


.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل




.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر