الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتغير الأعظم فينا

هبة الله الذهبي

2018 / 4 / 15
المجتمع المدني


لأول مرة..... الاقتراب من الهدف بنفس مسافة الابتعاد عنه في الحب... في العشق.. في الحرب.... مسافة أمان حتى لا نحترق..... كيف؟!

الخيانة أساس كل قرب أو بعد عن تحقيق أهدافنا المصيرية ,تتربع الخيانة على عرش الإنسانية كما تتربع على عرش الشيطان ,ولا فرق بينهما فكلا العرشين وجهين لعملة واحدة...

هو الإنسان يحمل بكلتا يديه الخير والشر كما الظلام والنور كما الحب والكره كما العشق والقتل... الحرب والسلام..
وتفرد الملبين للخير لا يعني عدم تفردهم لتلبية الشر, فالتوازن لا بد منه ولا أحد على وجه الأرض كافة بقادر أن يحمل الخير كله أو الشر كله,و لكي يتوازن الكون لابد من تحقيق الأمرين معاً على حد سواء, وفي مكان في صلب الأحداث تقبع المستحيلات بالتضاد مع الإمكانيات في متاهة حتمية بين الوقع الإفتراضي لمصيرنا والغيب المفترض في تحقيق هذا الواقع المعقد ,وكأن هذه المتاهة لعبة كونية مشوهة ومعقدة لا تنفك نبحث فيها عن روح الحياة وعمن نفقدهم في لحظات توازن الخير والشر, ليعبر بنا القدر نحو متاهة أخرى تاركين خلفنا حياة كاملة وبهذلية مترفة نتنقل عبر هذه القنوات اللاإرادية لنفعل حقيقة حياتنا في الحب والعشق في اللقاء والفراق في الحرب والسلام وهكذا دواليك, تتعهد الخيانة بتقلبات روحنا وسط هذه الترهات الكلية فكل متغير يسعى بالتقلب اسمه خيانة تسعى بالخير أو الشر.

وكذلك عندما نقترب ممن نحب تحدث هذه المتغيرات الجذرية في المتاهة فتدفعنا بعيدا أو العكس, وكأن المتحكم في الكون هو قانون واحد اسمه المتغير وأنا أسميه الخيانة فلا أجد فرقا بينهما.... ولكن ماذا لو أن مؤشر هذا المتغير أخذ بالتصاعد نحو نسبة مئوية عالية ؟هل الإنسان قادر على تحمل هذا التصعيد كحب متكامل أو حرب شاملة ستؤدي بهذا التصاعد إلى دمار شامل أو سلام شامل أو عشق متكامل,و ستفقد المتاهة متعتها في التقلب وتنساب بروتين وملل, و سرعان ما تتدخل الخيانة لتعيد التوازن في العشق والحرب والسلام.
ففي العشق والحرب والسلام لابد من الخيانة كي نستطيع الحياة والتنفس بانتظام..

وأن تحب أحدهم يكفي أن ترى الخرق في روحه فتملأها عشقاً, ولكن ماذا لو فقدت التوازن في روحك واحتجت لأحد غير الذي تحبه أن يملأ هذا الفراغ؟
بكل بساطة هذه هي الخيانة فلا أحد يستطيع الوفاء للرب أو لروحه أو لدينه أو لدنياه, نحن نصب جام غضبنا على الظروف ,وإنما نحن ننفذ مشيئة المتغير في أنفسنا.

هذا هو الفناء.... متاهة من جنة ونار لا سعادة مطلقة ولا تعاسة أبدية إنما تأتينا الأقدار بدون سابق إنذار, تنزع منا الإيمان أو تضعه وعندما تموت أرواحنا عندها نكون قد فقدنا الإيمان للأبد مع جرعة زائدة من الخوف والخيانة.
فدع الحب يفعل بك ما يشاء فأنت ستتحول إلى رماد من شدة الإحتراق ,ومن هذا الرماد إما أن ينبت وردة أو شوكة تعيدك بشكل آخر, ولا شئ قادر على هذا الإحتراق ,ولابد أن يعود التوازن وتمنع الخيانة الروح من هذه المغامرة في الإحتراق.

ضحكاتنا.... همساتنا.... أحيانا فرحنا حزننا قراراتنا كل شيء ممكن أن يكون عبئاً,ولكن العبئ الأكبر هو عندما نخدع أنفسنا أننا لسنا بوجهين لعملة الرب, لعملة أبدية تتناقض فيها مفاهيمنا للاستواء في هذا الكون., و يتجوهر هذا المعنى في كلمة الحب تماما فمن لم يتعرض للخيانة بأن يخان أو يخون في آن واحد فليرجمني بكلمة تعيد تكوين روحي في معبد الحروف المتجلي في فناء الكلمات بالمتغير..... فلا ثبات في الكون.

كل لحظة من مشاعرنا تخون التي قبلها
نحن كذبة إنسانية متطورة آيلة للسقوط نحو هاوية الإحتمالات بلا تردد.

وتأتيك جرعة من حب أو جرعة من خيانة تكفي لشفائك سنين طويلة من عبودية الذات, تتحول بعدها لملهم للحضارات
أو تدخلك في حالة هستيرية من ثقة بالنفس عالية توقظ ذاك المارد النائم في داخلك ,وتجلب لك رصيدا ًمن قوة هائلة من النجاح أو الفشل.
هذا المارد قادر أن يفعل أي شيء حتى أن يقتل الحب الذي أيقظه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر


.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود




.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023


.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | عنف واعتقالات في مظاهرات طلابية في أم