الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهمات الجديدة لنادي الرافدين الثقافي العراقي ببرلين

كاظم حبيب
(Kadhim Habib)

2018 / 4 / 29
المجتمع المدني


عقد يوم الجمعة المصادف 27/04/2018 في جو ودي وتضامني المؤتمر السنوي لنادي الرافدين الثقافي العراقي ببرلين. حضر المؤتمر 14 عضواً فقط، وكلهم من الذكور، من مجموع 25 عضواً. وهو رقم قياسي في قلة عدد الحضور. قدم رئيس النادي الدكتور قيس القيسي تقريره السنوي عن نشاط النادي خلال الفترة المنصرمة كما قدم الفنان المبدع منصور البكري تقريره عن النشاط الثقافي والفني في النادي خلال ذات الفترة، وقد تضمن عدداً من المحاضرات الثقافية والفنية والنشاطات الاجتماعية. نوقش التقرير وأقر وقدم الشكر للهيئة الإدارية على ما قدمته من فعاليات، كما أقر التقرير المالي الذي عبر عن ندرة التبرعات وقلة الاشتراكات التي دفعت رئيس النادي إلى التبرع بمبلغ غير قليل لدعم استمرار عمل النادي دون ديون. بعدها قدم الحضور بعض التوصيات للهيئة الإدارية الجديدة التي تركزت على خمس مسائل جوهرية:
1) الاهتمام بالقادمين الجدد من اللاجئين واللاجئات من العراق ودعم مجهود الاندماج بالمجتمع الألماني لصالح مستقبلهم ومستقبل الأبناء والبنات من حيث العلاقات العامة والدراسة والعمل.
2) الاهتمام بتكريس علاقات التضامن والتعاون والتسامح بين العراقيات والعراقيين وبينهم وبين المجاميع السكانية بألمانيا، ولاسيما وأن برلين مدينة متعددة الثقافات والأديان والمذاهب، وفي دولة مدنية علمانية تفصل بين الدين والدولة ويعتبر الدين قضية شخصية بحتة لا يجوز المس بها ورفض الكراهية بين أتباع الديانات المختلفة. وهذا يتطلب تحقيق تكريس الاعتراف المتبادل والتسامح في العائلات وأطفال المدارس لضمان نشوء الابتعاد عما يعمق الصراع والعداء والكراهية.
3) الالتزام بالجو الجديد الذي نشأ حالياً في تحقيق التعاون والتنسيق بين منظمات المجتمع المدني العراقية الموجودة ببرلين لصالح الجالية العراقية ووضع برامج مشتركة، إضافة إلى تعزيز التعاون والتنسيق مع المنظمات العربية والألمانية ببرلين.
4) تكريس التزام النادي في أن يكون بيتاً لكل العراقيات والعراقيين وبعيداً عن الحزبية والسياسات التي تفرق الأعضاء والالتزام بالمناسبات الوطنية والاحتفال بها وبالأعياد التي هي جزء من تقاليد العراق وعادات شعبه.
5) السعي للحصول على مقر مناسب للنادي، وتحسين مستوى التبرعات ودفع الاشتراكات وكسب أعضاء جدد للنادي ولاسيما الشباب من الجنسين لصالح تجيد شباب النادي وتحديثه وزيادة فعالياته ونشاطاته.
انتهى المؤتمر بانتخاب ثلاثة من الزملاء الذي وافقوا على ترشيح أنفسهم بالإجماع، وهم الدكتور قيس القيسي والسيد سعد يوحنا الكولاني وصادق السلطاني، لإدارة النادي خلال العام 2018. فالتهاني الحارة لهم والتمنيات بالنجاح والتوفيق.
والسؤال الذي يواجه كل من عرف النادي الثقافي العراقي خلال العقود الثلاثة المنصرمة يدرك بأنه قد مرّ بمرحلة منعشة تميزت بالحيوية والنشاط والفعاليات والمهرجانات السنوية التي شاركت فيها جمهرة كبيرة من العراقيات والعراقيين لا من برلين وألمانيا فحسب، بل ومن دول أوروبية أخرى، وكذلك مجموعة من المثقفين الذين قدموا إلى هذه المهرجانات من العراق أو توجهت لهم الدعوات لإلقاء محاضرات ثقافية وفنية وشعرية. واعتبر نشاط العراقيات والعراقيين خلال سنوات كثيرة نموذجاً يحتذى به من قبل منظمات ثقافية واجتماعية بالدول الأوروبية، تماماً كما كان وما يزال يشار إلى المنتدى العراقي ببريطانيا أو رابطة الأكاديميين العراقيين الاستراليين باستراليا أو إلى الاتحاد الديمقراطي العراقي بالولايات المتحدة الأمريكية ومقره بمدينة ديترويت، باعتبارها منظمات مجتمع مدني متميزة ومتقدمة في نشاطاتها وفي خدمتها لأوساط واسعة من الجاليات العراقية. واستمر نشاط النادي الثقافي العراقي ببرلين لسنوات حتى بعد إسقاط الدكتاتورية الغاشمة، إذ كان التفاهم والتعاون والتضامن يشدهم جميعاً. لقد كان العراقيون والعراقيات يأملون أن يحصل تحول مدني ديمقراطي بالعراق بعد إسقاط الدكتاتورية الغاشمة يسهم في تعزيز صفوف العراقيات والعراقيين بالوطن وينعكس بشكل إيجابي على علاقاتهم ببرلين وألمانيا. ولكن وللأسف حدث العكس بالعراق وببرلين.
لقد ساهمت المرأة العراقية ببرلين بدور مهم وفعال في نشاط وإدارة النادي وفي فعاليات اللجنة الخاصة التي شكلت لتطوير النشاط النسوي ببرلين. واستطاعت هذه اللجنة تقديم الكثير من الفعاليات المهمة والناجحة والتي جلبت الكثير من النساء لفعالياتها الاجتماعية، كما ساهمت في مهرجانات ومؤتمرات النادي الثقافي وكان لها حضور مميز وفاعل ومؤثر إيجابياً.
منذ ما يقرب من سبع سنوات وقعت مشكلات غير قليلة بين أعضاء الهيئات الإدارية وانعكست على أعضاء وعضوات النادي، مما جعل نشاط النادي وحضور الأعضاء إلى فعالياته محدود جداً وتراجعت العضوية كثيراً. ومن الممكن الإشارة بوضوح إلى إن الخلافات لم تكن مبدئية ولا سياسية، بل كانت شخصية في الغالب الأعم، مما تعذر حلها لصالح استعادة النادي لحيويته وعضويته ونشاطه. ومنذ فترة بذلت جهود ما تزال محدودة لطي صفحة الماضي والعودة إلى تنشيط النادي وتوسيع قاعدته والعاملين في صفوفه ودوره. ومنذ ما يزيد على العام وجهت رسالة إلى جميع الأعضاء والعضوات وإلى المنظمات الموجودة ببرلين وألمانيا إلى البدء بخلق أجواء جديدة لصالح العمل المشترك ونسيان خلافات الماضي. وكان رد الفعل محدوداً. ولا شك في أن الأوضاع البائسة بالعراق وإقامة نظام سياسي طائفي لم يساعد على نهوض النادي من كبوته، رغم الحاجة الماسة لنشاطه، لاسيما بعد وصول جمهرة كبيرة جداً من اللاجئين واللاجئات من العراق إلى المانيا ومنها برلين، وهم بحاجة إلى من يحتضنهم ويساعدهم من خلال أعضاء النادي. إن إحدى إشكاليات النادي تبرز في كن غالبية الأعضاء هم من كبار السن والقدامى بمدينة برلين وقلة قليلة من الشباب، وهو ما يفترض أن يعالج في الفترة القادمة لصالح استمرار عمل النادي ونهوضه من كبوته. كما لا بد من التعامل الودي والاحتضان للشبيبة العراقية الجديدة.
لا تزال هناك إمكانية فعلية لخلق أجواء تعاونية وتضامنية جديدة من خلال نتائج المؤتمر الأخير للنادي ووجود هيئة إدارية جديدة أغلب عضويتها من الشبيبة وأن يبدأ بوضع برنامج سنوي جديد يركز على مجموعة من النشاطات الثقافية والاجتماعية وسبل جلب الشبيبة من النساء والرجال إلى النادي ونشاطاته. كما يفترض أن يتعاون النادي وينسق نشاطاته مع منظمات أخرى فاعلة وناشطة ببرلين مثل منتدى بغداد الثقافي العراقي، الذي وسع وحسن نشاطاته في السنوات الأخيرة، أو منظمة حقوق الإنسان العراقية بإدارتها الجديدة، أو المنظمة العراقية لحقوق الإنسان في العراق/ المانيا (أومرك) التي ستعقد مؤتمرها في الشهر الثامن من هذا العام بمدينة هامبورغ، أو مع منظمات عربية وكردية موجودة ببرلين.
إن هذا التوجه أصبح ضرورة ملحة، لاسيما وأن نادي الرافدين الثقافي، وكذلك منتدى بغداد الثقافي هما منظمتان مدنيتان علمانيتان يمكنهما المساهمة في خلق أجواء التفاهم والتسامح والتضامن فيما بين العراقيات والعراقيين من مختلف القوميات واتباع الديانات والمذاهب، وكذلك مع العرب من مختلف الدول العربية، وكذلك مع المنظمات الألمانية الثقافية والاجتماعية، كما يمكنها دعم عملية الاندماج في المجتمع الألماني وتنشيط عمليات التسامح بين المواطنات والمواطنين من مختلف الأديان والمذاهب ببرلين.
أتمنى على الهيئات الإدارية لهذه المنظمات أن تعقد لقاءً مشتركاً للتنسيق بين برامجها السنوية لضمان توفير فرصة أفضل للمشاركة فيها من أكبر عدد من العراقيات والعراقيين أو من العرب والكرد ببرلين. إن هذا هو المطلوب والمؤمل من منظمات مدنية ديمقراطية علمانية عراقية تبتعد عن الهويات الفرعية والحزبية عن نشاطاتها وتحترمهما، ولكنها تمارس النشاط الوطني والديمقراطي الثقافي والاجتماعي الذي يجمع الجميع ولا يفرقهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة