الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجل أعمال بمحافظة تطاوين (الجنوب الشرقي التونسي) سليل الكرام..يفتح ذراعيه للفقراء والمحتاجين..ويشدّ آزرهم في زمن الشدائد والمحن

محمد المحسن
كاتب

2018 / 5 / 19
المجتمع المدني


.رجل أعمال بمحافظة تطاوين (الجنوب الشرقي التونسي) سليل الكرام..يفتح ذراعيه للفقراء والمحتاجين..ويشدّ آزرهم في زمن الشدائد والمحن..

في البدء أشير إلى كوني لست من محترفي المديح ولا من البارعين في رمي الورود على هذا..أو ذاك طمعا أوتزلفا حفاظا مني على عفتي الثقافية كما يقول الدكتور المصري الراحل محمود أمين العالم..إلا أحيانا أجد نفسي مضطرا-قسر الإرادة-للإشادة برجال ما هادنوا الدهر يوما وسخروا جزءا من حياتهم لفعل الخير والإنتصار بما ملكت يمناهم للفقراء،المرضى وضعاف الله عملا بقول الله تعالى:لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) (البقرة)
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) (البقرة)
رجل الأعمال "التطاويني" السيد فتحي القاصر(صاحب مؤسسة الكرم لبيع المرطبات اللذيذة) و الإبن البار لمحافظة تطاوين بالجنوب الشرقي التونسي،ذو أخلاق عالية وقلب رحيم يساعد المرضى سيما المحتاجين منهم ويتصدق بما ملكت يمناه على ذوي الخصاصة والبطون الخاوية،وليس هذا مديحا بقدر ما هو تنويه بشمائل وخصال هذا الرجل السخي في مثل شهر عظيم كهذا...
وهنا أذكر-القارئ الكريم- بفضائل وفوائد الصدقات :مضاعفة الثواب والأجر أضعاف مضاعفة لمن أنفق وتصدق في سبيل الله من كسبه الحلال الطيب، حيث يأتي المتصدق يوم القيامة ليجد حسناته أمثال الجبال نتيجة عمله الطيب وفي الحديث: (مَن تصدق بعِدْل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُها بيمينه ثم يُرَبّيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوَّه حتى تكون مثل الجبل).[٢] تكفير السيئات والخطايا، فالصدقة كما جاء في الحديث الشريف تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار. استظلال العبد المتصدق بظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله. زيادة المال وبركته ونماءه بفضل الصدقة، وفي الحديث: (ما نَقصت صدقةٌ من مال).[3] وقاية للعبد من الشرور والمصائب، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله هذا الأثر العجيب الذي يلمسه من بذل ماله حتّى لو كان كافراً أو ظالماً. دعاء الملائكة للمتصدقين، فما من يوم إلا ويصبح فيه ملكان يكون من دعاء أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفًا [4] تزكية نفس المسلم، وتطهيرها من الشح والبخل، وإكسابها معاني الجود والكرم،[4] قال تعالى: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).(5)
تذكرت السيد فتحي القاصر في هذا الشهر العظيم (رمضان) لأوكد أن الصدقات والخير في رمضان لاغني عنهما، فالصدقات لها فضل وثواب عظيم والقيام بها خلال شهر رمضان يعطينا ثواباً وأجراً مضاعفاً، قال تعالى:"خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم”. التوبة/ آية103.
إن الآية الكريمة تبين فضل الصدقة وبأنها مكفّرة للذنوب تمسح الخطايا، وتزكي صاحبها بأن تطهره وتسمو بنفسه.
ومع كل الفضل للصدقة إلا أن فضلها أعظم وأثرها أكبر إذا كانت في رمضان؛ لأنه أشرف الشهور والأجر فيه مضاعف أضعافاً كثيرة. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ،كان أجود بالخير من الريح المرسلة, وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصدقة صدقة في رمضان).أخرجه الترمذي عن أنس.
ختاما أتوجه إلى هذا الرجل الرحيم والكريم (فتحي القاصر) بباقة من التحايا إجلالا وإكبارا لنبله وسخائه-الحاتمي-وتواضعه الملحوظ، إذ لم تغره الدنيا ولا مالها بل تقرّب إلى الله يحدوه أمل في أجر وثواب في حياتنا الدنيا كما في الأخرة..
وهنا أختم ببيت شعري ينسحب تماما على أخينا وإبننا فتحي القاصرالذي تعتز محافظة تطاوين به وتقف إجلالا وإكبارا لنبله وشهامته..هذا البيت لحاتم الطائي الذي قال فيه وهو يخاطب غلامه:
أوقِد فَإِنَّ اللَيلَ لَيلٌ قَرُّ.. وَالريحَ يا موقِدُ ريحٌ صِرُّ.. عَسى يَرى نارَكَ مَن يَمُرُّ ..إِن جَلَبَت ضَيفاً فَأَنتَ حُرُّ..
سألته (السيد فتحي القاصر) ذات مرة قائلا: لقد منحك الله -قلبا سخيا-وروحا طاهرة-ويدا تجود بما لديها فهل لديك تعليق على قولي هذا؟
فأجابني بتواضع شديد ونبل أشد:"ما نعيشه في أيامنا هذه من انتشار للفقر والغلاء والتعب والعناء في جلب لقمة العيش وطلب الزرق وهذا عمل فضيل جليل.بيننا أناس ليس لهم من يعيلهم أو يكادون لا يجدون ما يسد رمقهم لا يعلم حالهم إلا الله جل في علاه.هم إخواننا ونحن عنهم مسؤولون ولمن يريد أن يستوثق فليراجع الجمعيات الخيرية وليرى ما باتت تئن به ملفاتهم من الثقل.
عصرنا مادي مجحف قاسي مليء بالفتن فلا يكاد الجار الغني بعلم عن جاره الفقير المعوز بل لا يعلم عن قريبه الفقير المحتاج فكيف بالبعيد المسكين.لنستذكر سويا ما لتفريج الكربات عن المسلمين من فضائل وما للصدقات من أجور عظيمات.
ثم ختم حديثه معي بقول الله تعالى:"قال جل في علاه: {وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} [سورة الحديد: 11،10]
وهنا القصد واضح..والرسالة أوضح..شكرا يا-فتحي القاصر-.ياإبن هذه الربوع الشامخة تطاوين..ولك مني أجمل وأنبل التحايا إعترافا بفضلك ومروءتك التي لا يتسع المقام لذكرها..لكنها عند رب العالمين محفوظة في كتاب محفوظ..بإذن الله
ولنا عودة إلى هذا الرجل الفذ في زمن موغل في الجوع الكافر،والفقر السافر..
هذا الرجل(فتحي القاصر صاحب مؤسسة الكرم للمرطبات الشهية) الذي جادت به الأقدار علينا بهذه الربوع القصية (تطاوين) حيث التصحر الثقافي،القحط،الجدب والجفاف..ولكنه، فضّل العمل بها-بكل نكران للذات-ملتصقا بطين الأرض(تطاوين) التي يعتز بإنتمائه إلى ترابها،مرسخا قدميه بثبات في أرض الأجداد ومهد الرجولة ودماثة الأخلاق إلخ..
ولنا عودة إلى خصاله..وشمائله عبر مقال مستفيض بمنأى عن المديح المجاني والإطراء السخيف سيما ونحن لسنا من محترفي التزلف والإطراء..
ختاما أسوق باقة من التحايا المفعمة بعطر الإنسانية إلى هذا الرجل الفذ (فتحي القاصر) متمنيا في أعماقي أن ينسج رجال الأعمال في مدينتي-وهم كثر-على منواله..
وجعلنا الله وإياكم ممن يقولون فيفعلون ,ويفعلون فيخلصون ,ويخلصون فيؤجرون , ويؤجرون فيفوزون..
فمن نعمة الله عز وجل على العبد أن يكون ذا مال وجدة،ومن تمام نعمته عليه فيه أن يكون عونا له على طاعة الله «فنعم المال الصالح للمرء الصالح» [رواه البخاري].








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية


.. طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة




.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و