الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أب تونسي بمحافظة تطاوين(الجنوب الشرقي التونسي)..يتعرض للعنف الجسدي واللفظي.. من لدن زوجته وإبنته.. ما أثّر سلبا على صحته التي تدهورت بشكل ملحوظ..في مثل شهر عظيم كهذا..(رمضان الكريم)

محمد المحسن
كاتب

2018 / 5 / 27
المجتمع المدني


يتبادر للأذهان عندما نتحدث عن العنف الأسري بأن المرأة هي الضحية، لكن في الواقع يتعرض الرجال للعنف في بيوتهم، وتمعن بعض النساء في إيذاء شريكها نفسياً وجسدياً، إما لأسباب تعود لشخصية وظروف الزوج، أو نتيجة تربيتها وطرق التعامل العنيف معها منذ طفولتها،أو كردّة فعلٍ على عنف زوجها تجاهها.
وإذا كان العنف الأسري مرفوضاً بغضّ النظر عن مرتكبه، إلا أن الصورة العامة في مجتمعاتنا تركز على العنف المرتكب بحق المرأة،في حين تتغاضى عن العنف الذي يطال الرجل داخل منزله.فالرجل المعنَّف هو بنظر إليه مجتمعه كونه صاحب الشخصية الضعيفة، غير القادر على الإمساك بزمام أمور بيته وأسرته.
قد لا تملك كل النساء المتسلطات والعنيفات عضلات قوية وبنية جسدية تمكنهنّ من مواجهة أزواجهنّ وجهاً لوجه، عندها ستتحايل حتى تصيبه بالضرر المباشر الجسدي والمعنوي انتقاماً منه لعدة أسباب.
أشكال العنف الذي تمارسه المرأة بحق بحق زوجها تختلف وتتنوع وفق حالات عديدة،مثل الركل والعض والبصق واللكم ورمي الأشياء وتدمير ممتلكاته وأغراضه الشخصية،كما تستغل أحياناً ضعفها الجسدي فتعتدي على زوجها وهو نائم أو في لحظة عدم انتباهه.
ولعل ما دفعني لإثارة هذه الموضوع الحساس هو ما تعرض له مؤخرا بمحافظة تطاوين (الجنوب الشرقي التونسي) أب من لدن زوجته وإبنته التي لم تتجاوز الإثني وعشرين ربيعا حيثا إعتديا عليه بالعنف الجسدي واللفظي رغم "إصابته بمرض عضال (جلطة على مستوى اليد اليمنى أصابته على إثر وفاة إبنه الصائفة الماضية غريقا بإحدى البحيرات الألمانية حيث سافر إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين.
هذا الأب الملتاع في جوانب عديدة("نال حظه المشؤوم" )من العنف اللفظي والمادي-كما -أسلفنا-من لدن زوجه وإبنته حيث شدا وثاقه في مثل شهر عظيم كهذا (رمضان)وإنهالا عليه ضربا وشتما دون أسباب وجيهة (سنذكر تفاصيلها في مقال قادم إلى حين استكمال الأبحاث العدلية في هذاا الموضوع الشائك والمؤلم) وكلنا ايمانا منا بعلوية القانون..
وهنا نشير إلى أن الشرطة العدلية بجهة تطاوين وعلى رأسها رئيس الفرقة السيد عبد المنعم(...) بذلت مجهودا جبارا في سبيل إصلاح ذات البين بين مختلف الأطراف المتنازعة (الظالم والمظلوم اللذين يستويان أمام هذا الفرقة النشيطة بمحافظة تطاوين وأقصد الشرطة العدلية وفق القانون وبمنأى عن كل المجاملات والوساطات فلا شيئ يعلو فوق سلطة القانون،سيما وأن هذه الفرقة الأمنية النشيطة (الشرطة العدلية ) بمحافظة تطاوين) كما أسلفت تعمل طبقا للعدالة وتوافقا كليا مع القانون..
وهنا نشير إلى أن المرأة تعمد للعنف اللفظي، فتوجه كلاماً مؤذياً ومذلاً لزوجها أمام أولاده أو أقربائه وعائلته، أو أمام أصدقائه وزملاء العمل، وبما أن الفضاء الإلكتروني بات مفتوحاً، فتقدم المرأة المعنِّفة على تصوير زوجها في مشاهد مذلة أو مواقف محرجة وتنشرها على الانترنت بهدف الانتقاص من قدره علانية.
وهنا نشير أيضا إلى أن التحكم بتحركات الزوج وتقييد حركته بقصد سلب حريته مثل إخفاء هاتفه الجوال ومحفظة نقوده (كما حصل مع هذا -الرجل التطاويني- من لدن زوجته وإبنته)، حيث تم حجزه داخل غرفته وإقفال الأبواب عليه، ومن ثم إخفاء أدويته التي عليه أن يأخذها لدواعٍ صحية،هو تعنيف مباشر ..
وهنا أيضا نفتح قوسا:أبناء تجردت قلوبهم من الرحمة ومن أسمى معاني الإنسانية بعد أن أصبحت قلوبهم أشد من الحجارة قسوة ضربوا اسوأ الأمثلة في العقوق والجحود ونكران الجميل نحو من أحسنوا إليهم في صغرهم وتكبدوا المشاق في سبيل تربيتهم ورعايتهم حتى أصبحوا كباراً بعد أن أشهروا سيوف الغدر في وجوه آبائهم بل وتجرأوا على ضربهم وإهانتهم أو الاساءة لهم دون رحمة أو هوادة ضاربين بكل القيم والأخلاق والمبادىء عرض الحائط غير مبالين بتوصيات الله وبتعاليمه النيرة التي أوصتنا بضرورة الاحسان إلى الوالدين.
حقائق مذهلة ومروعة أكدتها لنا آخر البحوث والدراسات والمستجدات الحديثة التي أثبتت وضمن آخر الاحصائيات ارتفاع معدل العنف ضد الآباء من قبل أبنائهم بشكل مروع لم يسبق له مثيل حيث نتفاجأ ببروز أسوأ أنواع الظواهر على سطح الأرض والتي حرمتها جميع الأديان.
حوادث ووقائع مؤلمة ومؤسفة ومروعة جسدتها يد الحقيقة على أرض الواقع لأسوأ ما ارتكبه أبناؤنا من عقوق في حق آبائهم.
ما أريد أن أقول:
أردت القول أننا نعيش في حالة من الفوضى سواء مع أنفسنا أو مع أبنائنا أو مع مجتمعنا أو مع من حولنا نتيجة البعد عن الله.
قال تعالى : ( نسوا الله فأنساهم أنفسهم) ، فانعدام الوازع الديني والأخلاقي والتربوي من المحيط الأسري أحدث في داخلنا الكثير من التخبط والتشوش والصراع فأصبحنا نسير على غير هدى لا نفرق بين غث وسمين أو حلال أو حرام أو صح أو خطأ فنحن نعيش من أجل يومنا فقط دون مبالاة بالآخرين فكل الأمور والألوان والأشكال متعادلة ومتشابهة في نظرنا بعد أن عجزنا عن فهم أنفسنا أو فهم من يحيطون بنا فالحضارة الحديثة واختلاط وتمازج الحضارات والشعوب والغزو الفضائي الذي أحاط بنا من كل حدب وصوب والذي أوليناه جل رعايتنا واهتمامنا بأكثر مما نهتم بأسرنا وأطفالنا أحدث نوعاً من التشويش والتخبط في محيطنا الأسري والاجتماعي ، ولعل الحل يكمن في احداث غربلة دينية وتربوية واجتماعية مع زيادة مساحة الوعي الاجتماعي حول مثل هذه المسائل المهمة لنصبح أكثر ايماناً والتزاماً وعمقاً في فهم أمور ديننا ودنيانا والله المستعان.
وحتى لا نطيل على القارئ الكريم هذه الحادثة الموغلة في الألم، سنعود إلى الموضوع الشائك والدراماتيكي حالما تتوفّر لدينا معطيات إضافة من مصادر مسؤولة ،علما أن الزوج المعنّف (بفتح الميم) مازال يعاني إلى حد كتابة هذه السطور من آثار عنف بادية على جسده دوّنها الطبيب في محضره،.لكن القانون يجتهد في سبيل انصاف المظلوم ومعاقبة الظالم على ما اقترفت يداه..
كاتب هذه السطور(كاتب صحفي) الذي يواكب هذه الحادثة المؤلمة عن كثب،لا يسعه إلا أن يقدّم باقة من التحايا إلى الشرطة العدلية بتطاوين التي سخرت كافة جهودها في سبيل حلحلة إشكاليات من هذا القبيل في كنف القانون والمسؤولة الضميرية..ونفس التحية تساق بإحترام شديد إلى السيد مساعد وكيل الجمهورية بالمحكمة الإبتدائية بتطاوين الذي طبّق القانون بحرفية عالية وكان بارعا في طرح الأسئلة على الأطراف المتخاصمة (الزوج-الزوجة-البنت) في سبيل الوصول إلى الحقيقة التي تتجلى دوما بوضوح أمام رجال القانون على غرار السيد مساعد وكيل الجمهورية بالمحكمة الإبتدائية بتطاوين الذي أشرنا إليه بقدر وإحترام الذي أشرنا إلية في سياق هذا المقال..
على سبيل الخاتمة:
عنف الزوجات ضد الأزواج ظاهرة طالما خيّم عليها الصمت في مجتمعاتنا العربية، فلماذا يلتزم بعض الأزواج الكتمان والصمت عما يعانونه من عنف لفظي ومعنوي وأحيانا مادي من زوجاتهم؟ ولماذا يتحرجون من ذكر ما يُكال لهم من استنقاص وإهانة منهن؟ وما الذي يحوِّل ذلك الكائن الرقيق الذي هو محل السكينة ومصدر الأمان للرجل والأسرة إلى شخص حاد الطباع والألفاظ سليط اللسان؟ فهل عنف المرأة ضد الرجل رد فعل لعنف الرجل ضد المرأة؟ وهل يمكن اعتبار حالة المساواة والندية التي تعيشها المرأة سبب في ممارستها العنف ضد الرجل؟ وإذا كان العنف اللفظي والمادي ضد الأزواج ينتشر في طبقات معينة فكيف نُفسر وجوده لدى الفئات المثقفة والغنية؟ وهل يمكن تفسير ممارسة بعض الزوجات للعنف ضد أزواجهن بوجود أزمة رجولة نقلت القوامة والسلطة إلى النساء في بيوتنا؟ وإلى أي مدى يمكن رد انتشار عنف الزوجات ضد الأزواج إلى تأثير الأنظمة السياسية والانهزامات المتواصلة وانعكاساتها على نفسية الرجل؟ وما هو دور العوامل الاقتصادية في إصابة الرجل العربي بالإحباط؟ وما هي آثار عنف الزوجات ضد الأزواج على نفسية الأطفال واستقرار الأسرة؟
وأخيرا مَن يحمي الأزواج من عنف الزوجات في ظل الصمت المخيم على معاناتهم؟
..ويظل السؤال عاريا ،حافيا ينخر شفيف الروح ويدعو-بإلحاح- علماء الإجتماع وكذا علماء النفس إلى معالجة هذه الموضوع قبل أن يتغلّب الفتق على الرتق..ويسقط بالتالي الوتد الذي بنيت عليه الخيمة الأسرية..خصوصا نحن العرب نعاني هموما كثيرة في نخاع العظم (...)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة


.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل




.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د


.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية