الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة خدمات اولاً

محمد ليلو كريم

2018 / 7 / 27
المجتمع المدني


دولة خدمات أولاً
الحاجة أم الأختراع ..
ونحن كعراقيين نطلب من الديموقراطية ونظامها القائم وفق شكله الحالي أن توفر لنا الأحتياجات ، أي أننا نريد من النظام الديموقراطي توفير الحاجات العامة والخاصة كالكهرباء والماء والصرف الصحي والأمن وفرص العمل والجانب الصحي ، ولسنا في حال التركيز على الجانب السياسي ، مع أن نظام الحكم شأن سياسي ..
إن هذا التعامل من قبل اغلبية المواطنين مع النظام السياسي القائم يدل على نوع من الاختراع الجديد ، فأن تُنزل الاعتبار السياسي للنظام وتولي سد الاحتياجات الأهتمام الأول أنما هو بلورة لشكل جديد من العلاقة بين المواطن والحكومة ، فالحكومة أولاً ستكون موفِرة للأحتياجات قبل أن تكون حكومة سياسية ، وبرأيي ؛ كان من المنطقي أن تُطرح هكذا نظرية بخصوص التعامل مع اانظام الديموقراطي ، فتكون الاحتياجات والخدمات أولاً قبل التعامل السياسي وحث المواطن على التعامل سياسياً مع النظام كما هو الحال في التصويت ومتابعة العملية السياسية عبر الرأي الشخصي أو الصحف ..
الآن صارت الضرورة هي سيدة الموقف ولها الكلمة الفصل ، فالضرورة تقول أن النظام الحاكم مطالب أولاً بتوفير الخدمات والحاجات للمواطنين ومن ثم يصير التركيز على حث المواطن على التصويت والترغيب في التحزب ودعم جهة أو شخصية ..
إن نظاماً يعمل بالمقلوب لا يصلح للحكم ولن يحقق مكاسب معتبرة للمواطنين ، فالمواطن من مسؤولية نظام الدولة وهو من يوفر له الحاجات والخدمات والتأهيل ، فإذا كان المواطن غارق في مشاكل البطالة والأمية والمعيشة والأمن وتردي المؤوسسة الصحية لا يمكن منطقياً أن يُطالب بتحمل تأجيل توفير هذه الضروريات والألتفات للشأن السياسي بما يخدم النخبة الحاكمة ، فيكون المواطن كالأجيل بالسخرة القسرية أو الخداع لتوفير ما يحقق للسياسي مكاسب ضخمة بينما الأجير بالسخرة مخدوع بائس ..
لزم أن تُدعم شخصية المواطن وتُسد احتياجاته ويؤهل كفرد كفوء متعلم واع سليم الذهن والتربية الاجتماعية والجسدية والنفسية قبل زجه في دور تشجيع المتنافسين السياسيين ليتمكن من فهم واتقان عملية التعامل مع النظام الديموقراطي وفق تناسق فعال ومنظّم ..
بسبب التعامل المباشر مع النظام الديموقراطي القائم استوعب المواطنون بعد مراس مرير أنهم يحتاجون اولاً لقيام مؤوسسات دولة توفر الحاجات والخدمات ، أي أنهم بالأساس يحتاجون لدولة خدمية ، دولة خدمية بجودة عالية ، وانتبه المواطنون الى أن الشأن السياسي غير مهم بالنسبة لهم ولن يعود عليهم بمكاسب ، وبسبب هذا التوجه الجديد التجريبي هب الناس للمطالبة بدولة خدمات ، وقد شهدنا عزوف الكثير من المواطنين عن الانتخابات ونصب العِداء للسياسيين والسياسة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة