الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللاجئين ... نقمةٌ أم نِعمة ؟

امين يونس

2019 / 2 / 12
المجتمع المدني


اللاجئين ... نقمةٌ أمْ نِعمة

حمكو كانَ جالساً في مكانٍ مُنزوٍ من المقهى ، غارقاً في لُجة أفكاره .. فقلتُ لهُ :
- مالي أراكَ " صافِناً " يا حمكو ؟ الصفنةُ ليستْ لك !
* أني أفكر في مسألةٍ تشغلني منذ فترة ، ألا وهي عدم صحة ما يُصّرِح به المسؤولون الحكوميون وغيرهم أيضاً ، بِصدد قضايا مُهمة ، هُنا وحتى في الخارج ! .
- مثل ماذا أيها الفطحل ؟
* ساذكُر لك مثالاً : مسألة اللاجئين من آسيا وأفريقيا إلى أوربا . فيظهرُ بين فترةٍ وأخرى وزراء ومسؤولين أوربيين في وسائل الإعلام ، ويتذمرون من الأعداد الكبيرة من اللاجئين الذين يدخلون إلى بلدانهم .. أو يقوم حزبٌ يميني بالتهجُم السافر على اللاجئين ويدعو إلى طردهم من تلك البُلدان ، أو يدّعي آخَر ، بأن اللاجئين يتسببون في نُدرة فُرص العمل لسُكان البلد الأصليين ...
وفي الواقع فأنهم يكذبون ، ببساطة ! . نعم ، لأنهم أي البلدان الأوروبية الغربية ، بحاجةٍ ماسّة إلى قدوم اللاجئين ولاسيما الشباب والأطفال ، لأن مُعدلات النمو السكاني منخفضة كثيراً في تلك البلدان ، بل هي في بعضها ، أقل من الصفر .. وهذه الظاهرة ليستْ آنية ، بل هي تمتدُ لعقودٍ خلتْ . بحيث ان تلك المُجتمعات ، رغم التقدُم الصناعي والتكنولوجي ، فأنها أصبحتْ ( مُجتمعات شائخة ) ... تزداد تدريجياً ، نسبة كبار السِن وبالمُقابِل تقل نسبة الشباب والأطفال . هذه المجتمعات الغربية الصناعية ، بحاجة سنوياً إلى أيدي عاملة شابة نَشِيطة جديدة ، والمجتمعات الأصلية لا تُلبي هذه الإحتياجات .. إذن لا بُد من الإستعانة بالوافدين من آسيا وأفريقيا وخاصة الشباب منهم .. لاسيما في قطاعات خدمية كبيرة ، مثل المطاعم والفنادق والمقاهي ، حيث من المُلاحَظ ان نسبة العاملين فيها " من أهالي البلد الأصليين " قليلة جداً .
صحيح ، هنالك مشاكِل تحدث من جراء إزياد عدد المهاجرين إلى أوروبا ، مشاكل إجتماعية وإقتصادية وثقافية وأمنية وغيرها ، ولكنها بكُل المقاييس ، أقل أهميةً ، من الفوائد المُستحصلة من هؤلاء الوافدين .
- واو ... يالهُ من رأي .
* هل تسخر يارجُل ؟ إذن هاك المزيد : اللاجئين السوريين هنا عندنا ، بأعدادهم الغفيرة ، هل هُم نقمة علينا ؟ أنا أرى العكس ! .
يا سيدي ، نحنُ تعودنا على الحياة السهلة غير المُنتِجة ، بسبب الإقتصاد الرَيعي وسوء الإدارة المُزمن والإعتماد على الرواتب .. وأصدقك القَول ، ان الكثير من اللاجئين السوريين يجيدون أعمال البناء ومهن أخرى كثيرة ، ولقد كان تأثيرهم إيجابياً على حركة السوق ونشاط قطاع البناء بصورة عامة ، والمعجنات والحلويات والموبيليات ... الخ . لاسيما وأنهم بسبب الحاجةِ رُبما ، يعملون بأجور أقل من المُعتاد .
صحيح ، هنالك بعض المشاكل الناجمة عن تواجدهم الكثيف ... وخاصةً مزاحمتهم لأهالي المنطقة بالنسبة لفُرص العمل ، والتي هي قليلة أصلاً ، بسبب الأزمة المالية في السنوات الأخيرة ، وكذلك إستهلاكهم للكهرباء والماء ... إلخ . لكن مجموع هذه السلبيات ، هي أقل أهميةً ، من إيجابيات تواجدهم والفوائد المُستحصَلة من أعمالهم المُنتِجة .
ولا تنسى أيضاً ، السُمعة الدولية الحَسَنة التي حصلنا عليها ، من جراء إستقبالنا طيلة السنوات الماضية ، لللاجئين والنازحين ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة