الحوار المتمدن - موبايل - طارق بنات
الموقع الرئيسي
للمزيد - الموقع الرئيسي للكاتب-ة

كاتب
(Tariq Banat )

السيرة الذاتية:
طارق عبد الله بنات (ولد عام 1976) هو كاتب وقاص أردني، وعضو في رابطة الكتّاب الأردنيين واتحاد الكتّاب العرب. يُعرف بإنتاجه المتنوع في مجالات القصة القصيرة، والقصة القصيرة جدًا، وشعر النثر، ويُعد من الأصوات السردية المعاصرة التي تميزت بحسّها الإنساني العميق وتناولها لقضايا الواقع بأسلوب تأملي يزاوج بين الشعرية والرمزية.
صدرت له ثلاث مجموعات قصصية:
ذنوب الشمس
خيبة
ثم سأل نفسه — تُرجمت إلى اللغة الإنجليزية، واعتُبرت من الأعمال التي تفتح النص العربي على أفق عالمي بتقنياتها وبنيتها النفسية والرمزية.
شارك في عدد من المعارض العربية والدولية، ومثّل الأردن في مهرجانات أدبية مرموقة مثل مهرجان جرش الدولي للثقافة والفنون. كما أُدرجت مجموعاته ضمن منشورات وزارة الثقافة الأردنية، التي تكفلت بطباعتها ضمن برامج دعم الإبداع الوطني. وقد تناولت أعماله دراسات نقدية وأكاديمية نُشرت في صحف ومجلات ثقافية عربية، ركّزت على جمالية السرد، والبنية الفلسفية، وتوظيفه للأدب كأداة لاكتشاف الذات ومساءلة الواقع.

الأسلوب الأدبي والرؤية الفنية
يتسم أسلوب طارق بنات بطابع تجريبي متفرّد يرفض القوالب الجاهزة ويستند إلى بناء سردي مرن ومفتوح. لا يتقيد ببنية تقليدية للقص أو تسلسل نمطي للأحداث، بل ينحت نصوصه بلغة إيحائية مكثفة، وفضاءات حرة تسمح بتعدد التأويلات، حيث تلعب البنية النفسية والرمزية دورًا محوريًا في توليد المعنى.
تتمركز كتاباته حول رؤية ديستوبية للعالم، حيث تتشكل العوالم السردية في فضاءات مختلة، قاتمة، وغالبًا ما تكون شخصياته مأزومة، تعيش صراعًا داخليًا مع واقع متآكل أو سلطة مبهمة. لا تُقدّم نصوصه أجوبة، بل تفتح المجال لأسئلة وجودية عميقة عن الهوية، العزلة، المصير، والوعي الذاتي.
ينشغل طارق بالتحولات النفسية الدقيقة، ويرصدها بلغة هادئة وشاعرية، تعتمد الإيحاء أكثر من التصريح، والاختزال أكثر من الإطناب. تتقاطع في نصوصه الثنائيات الكبرى: الواقع/اللاواقع، الظاهر/الخفاء، الفرد/الجماعة، وتنعكس كلها في بنية نصية تنحاز للتكثيف والعمق الفلسفي.

فلسفة الكتابة والموقف من اللغة
يرى طارق بنات أن الكتابة فعل وجودي لا ينفصل عن التوترات العميقة في الذات والواقع. لا يتعامل مع الكتابة كأداة نقل أو تسلية، بل كوسيلة لاكتشاف المعنى في عتمة العالم، وتفكيك ما يبدو بديهيًا في الحياة واللغة. ويؤمن أن مهمة الكاتب ليست تقديم أجوبة جاهزة، بل طرح الأسئلة التي يخشى الناس مواجهتها.
اللغة في نصوصه ليست مجرّد وسيلة تعبير، بل كائن حيّ يُعاد تشكيله في كل نص، عبر إيقاع خاص، وصور تنأى عن الابتذال، وجُمل تُبنى كأنها تُملي نفسها على الورق لا كأنها كُتبت. يتجنّب الزخرفة اللفظية المجانية، ويبحث عن التوتر الصامت داخل الجملة، بحيث تصبح كل كلمة ضرورية، وكل سكوت مقصودًا.
يرى في القصة القصيرة مساحة حرّة لاكتشاف الذات، وفي القصة القصيرة جدًا تمرينًا على الاقتصاد اللغوي دون التضحية بالعمق. أما في كتاباته الشعرية، فيسعى لتجاوز النمطية والاقتراب من صوت داخلي خافت لا يُقال بسهولة، لكنه يُترك ليُحسّ.