الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس الخطيئة التي أوصدت أبواب المشروع الإسلامي !!

هشام السامعي

2007 / 6 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عبثاً أحاول أن أقفز من رُكام مصائب تموت بلادي تحتها وبأنين يجعلني أفكر في أن أضع أمامها مُكبر صوت ليصل مدى أنينها أذان كل العالم عبثاً أحاول ذلك وأفكر ربما في الهروب من واقع كهذا لأناقش بطريقة غبية وأنتقد بلغة هزيلة مايحدث في البلاد الأخرى , وأدير ظهري وأتابع المجزرة الجماعية التي تحدث في غزة , أو أتسلى بالنظر إلى حجم الخراب الذي ضرب بيروت ونهر البارد تحديداً , ربما لأني عربي خالص وأحمل سلوكيات مثل تلك التي يحملها العربي المهزوم الذي خرج لتوه من داره ميمماً صوب الصحراء لينظر ماذا قسم الله من رزق يومه ذاك , ولازال يُردد قصائد البُكاء على الأطلال لطُرفة ابن العبد "وَأُفْرِدْتُ إِفْرَادَ الْبَعِيرِ الُمعَبَّدِ إِلى أَنْ تَحامَتْني الْعَشيرَةُ كُلّهَا " .
ربما كان من اللازم جداً أن أبدأ بتلك المقدمة الملخبطة مثل خارطتنا العربية لأعود من جديد وأصنع كما يصنع كعب ابن زُهير وأبكي أطلال حلمنا في المشروع الإسلامي الذي تخيلناه يوماً على إنجازات حركة الجهاد الإسلامية " حماس " يوم كنا مؤمنين بضرورة أن تجد الحركات الإسلامية طريقها إلى السُلطة لقاء ماتناضل من أجله في أدبياتها بضرورة بناء الفكر الإسلامي عن طريق تبنيها لجملة من المُطالبات والأساسيات التي تضمن للإنسان حقه في الحياة كما كان ينادي لها الرسول الأعظم صلوات ربنا عليه وسلامه .
مشهد التهاني والفرحة التي عمت غزة أعادت إلى ذاكرتي فرحة التيار الإسلامي في اليمن بعد الانتصار الذي حققوه على إخوانهم أبناء المحافظات الجنوبية في الحرب الأهلية صيف 94م وهم غير مُدركين يومها أنهم لم يكونوا غير أوراق يُقرر متى شاء الزعيم أن يلعب بها , يومها كان البعض منهم يشعر أنه قد طهر البلاد من كل الفساد والفاسدين وأنه الآن على أبواب الجنة التي وعدته بها قياداته العسكرية أو الحزبية , لكنه عاد وعُدنا جميعاً نُمارس دور العربي الحزين الباكي على أطلال حُلمه الذي ظل يرسمه في مُخيلته ورددنا جميعاً بعدها " وكأنك يابو زيد ماغزيت " وهذا ربما ما أغفله مؤيدي حماس ساعتئذ مادفع أحدهم للتفاخر أن صوت الله أكبر سيرتفع من كل المرافق الحكومية التي كانت تحت سيطرة فتح " هكذا إذاً كل هذا القتل والدمار والرعب لكي يعلو صوت الله أكبر من هذه المقرات والدوائر الحكومية ياربي كم هم مُخلصون لك " وبلغة لاتخلو من التكفير وإقصاء الآخر ظهر بعض قيادات حماس على الفضائيات العربية ليعلنوا للعالم أنهم قد طهروا غزة من كل الفاسقين وشاربي الخمور " يا الله ما أغبانا وأقبحهم , هكذا بكل بساطة ظن المغلوبون على أمرهم أن أمراء حماس قد طهروا الشر الذي كانت تمثله فتح بأن تسحل الناس في الشوارع كما صنعت بقائد كتائب شهداء الأقصى " سميح المدهون " وهي الصورة التي تناقلتها كثير من وسائل الإعلام وقد مثّل مجموعة من أفراد حماس بجثته وتُعلن غزة مزاداً مفتوحاً للنهب والسرقة , حتى تساءل أحدهم إذا كان كل هذا يحصل باسم الدين الذي يقاتلون الآن تحت لوائه كما يقولون فماذا سيقول الغربي الذي تشكلت لديه صورة العربي المُسلم بصورة إرهابية مُفزعة , فلا بارك الله بدينٍ ينادي إلى التمثيل بجثث الناس بعد قتلهم .
لم تدرك قيادات حماس أو ربما لم يعد يهمها تداعيات هذه الفوضى على مستقبل الحركات الإسلامية " تلك التي تُنادي وتناضل بكل الطرق السلمية من أجل مشروعها الإنساني " لم تُدرك أن هذه الفوضى تنعكس وبطريقة أقبح ماتكون عبر وسائل الإعلام التي تُديرها لوبيات الأنظمة العربية الحاكمة ضد الحركات الإسلامية التي تطمح لمجتمعات أكثر تحضراً من تلك التي تشكلت في وعينا , ربما لم تُدرك أو لم يهمها أن تكون هذه التجربة الإسلامية هي انعكاس لصورة الحركات الإسلامية بشكل خاص وصورة العربي المُسلم بصورة عامة أمام المشهد العالمي .
تهاني أيها الأبطال فقد كنتم مثال للشجاعة وطهرتم بلادكم من الفاسدين و" السُكارى " الآن فقط تسكن عظام أحمد ياسين وينام قرير العين في قبره , يرحمه الله فلو كان يعلم أن هذا سيحصل لكان لكان فّضل الموت ربما قبل العام 86م من القرن الماضي .
لله دركم فقد كنتم خير دليل للحركات الإسلامية , الآن فقط يدرك حسن البنا أن دمه لم يذهب هباء , يرحمه الله فلو كان يعلم ذلك لّفكر جدياً أن يكون علمانياً خيرّ له من أن يصبح حلمه بمشروع إسلامي قائم على كل هذا الدمار والدماء .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah