الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيفارا

يحيى الشيخ زامل

2007 / 6 / 29
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


قبل سنتين أو أكثر حمل العم ( ......... ) فايلاً يضم بعض الأوراق التي يحتاج إليها مع ( استنساخ الجنسية وشهادة الجنسية وقسيمة الحصة التموينية وبطاقة الشرطة) إلى دائرته القديمة بعد أن بشروه بإعادة المفصولين السياسيين بعيد الإطاحة بنظام البعث ، ليقف في طابور طويل أمام ذلك المسؤول عن أعادة المفصولين والعائدين من الهروب الصدامي .
في الطريق إلى تلك الدائرة القديمة مثلت الأحلام أمامه لترسم صوراً وردية للحرية والديمقراطية مع راتب جيد وأسرة سعيدة لا تعاني شظف العيش وقتره ، بعد أن ولى ذلك النظام ورجاله المقطبين والبائسين السيئين إلى غير رجعه ...... :أخيراً تخلصنا منهم .......قالها وهو يطلق حسرة طويلة .
وفي دائرته وقف بذلك الطابور الطويل وشاهد الكثير من الناس وهم يحملون أوراقهم ومستمسكا تهم بأيديهم وجيوبهم .
الطابور كله يتصبب عرقاً من شدة الحر وضعف وسائل التبريد إلا مروحة عمودية موجهة صوب ذلك المسؤول ، الذي كان يشبه طائر خرافي يجثم فوق وكره .
الطابور كله يمد رأسه بشكل مائل صوب ذلك المسؤول وهم يسمعون صرخاته وصيحاته وشتائمه على المراجعين ليصل في نهاية الأمر إلى شتم أبويه أيضاً على هذه : ( الشغلة التعبانه ) ...... كما يقول .
طبعاً أحضر العم ( ......... ) الكلام وكرره في نفسه ليتجنب إثارة أو إزعاج ذلك المسؤول الحار الطبع أو ـ السيئ الطبيعة ـ ولكنه حين وقف أمامه نسي كل كلامه الذي أحضره وحفظه وتذكر ظلامته واضطهاده كل تلك السنين من السجن والتعذيب والفقر ، ليقول له : أني مضطهد من النظام السابق ومسجون و........ وهنا قاطعه ذلك المسؤول وهو يصرخ به : ( بابا لاتصيرلي جيفارا ......وتظل أتبيع أبراسي وطنيات ..... بطلوا من هاي الشغلات التعبانه ) .
جفل العم ( ......... ) وتذكر فجأة وجوه الرفاق القدماء والحزبين وكل الأشياء السيئة التي حدثت له في الأيام السابقة وعرف أن ذهاب النظام لا يعني ذهاب السيئين من أذنابه والمنتشرين في الوزارة والدوائر .
هذه الحادثة تذكرني بقصة قصيرة قرأتها قبل أيام حول امرأة اعتقلت مع زوجها وأطفالها ـ في النظام السابق ـ ليحقق معها رجل غليظ القلب بشع الوجه و ليضربها ويعتدي عليها أمام زوجها ويضرب أطفالها ثم في الأخير يُعدم زوجها وتخرج هي وأطفالها ، وبعد السقوط تراجع أحدى المؤسسات الحكومية لتعويضها براتب تقاعدي لأطفالها ، وبعد الانتظار في قاعة كبيرة تستعيد الذكريات البائسة والقديمة التي جرت لها في دائرة الأمن ، وحين نودي باسمها لتدخل على ذلك المسؤول لتفاجأ أنه نفسه الذي حقق معها وضربها واعتدى عليها وعلى أطفالها وهو الذي تسبب بإعدام زوجها ، ولتخرج صارخة وسط الجموع بأعلى صوتها : أنه هو ..... أنه هو .
أسوق هذه الأحداث والقصص في وقت لازال فيه الكثير من هؤلاء الملطخة أيديهم بالعار من دماء واعتداء على الشرف وعلى الإنسانية ، بعد أن هرب بعضهم خوفاً من انتقام الشعب والمظلومين من المواطنين ، فيما لازال الآخرون في وظائف مرموقة ومراكز كبيرة تحت عناوين مختلفة ومتعددة ، وهم في نفس الوقت جنوداً بيد الأرهابين يخترقون الدوائر الرسمية والمؤسسات الحكومية ويمدونهم بالمعلومات المهمة ويسهلون لهم الدخول والخروج منها .
لسنا هنا بصدد حرمان البعض ممن أنتسب إلى النظام السابق بخوف أو طمع ، ولكن لأن بعض من هؤلاء هم أشد فتكاً من الخارجين على النظام إذ أنه يقتلك بسكينة القانون والنظام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في