الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية في العراق

صبيحة شبر

2007 / 6 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تلعب الطائفية دورها البغيض ، في عراق اليوم ، وتؤلب سكان العراق الذين كانوا متالفين متوحدين على بعضهم البعض ، فتشتد الصراعات ، وتسيل الدماء انهارا ، وتتحارب المليشيات ليس دفاعا عن الوطن الممتحن بكل صنوف العذاب ، وانما من اجل مصالحها الضيقة ، وتحقيق سيطرتها على الاخرين ، جاءت امريكا الى العراق وفرضت ذلك القانون المميت على الجميع ، تقاسم النفوذ حسب الطوائف ، واعطاء رجالات تلك الفرق أسهمها المصونة من خيرات العراق ، وحرمان جميع مواطني العراق الجريح من حق المواطنة ، وكونهم عراقيين منذ الاف السنين ، ولقد عاشوا في هذه البلاد الجميلة ، كثيرة الثروات يدا بيد ،رغم ارادة الكثيرين من الاعداء المعروفين والمستترين العمل على تمزيق تلك الروابط ، وتشتيت ذلك المجموع المتوحد رغم اختلافاته ولكن دون ان تتكحل اعين الاعداء بالانتصار في مسعاهم الا الان في هذا الوقت العصيب.
ولكن ان سألنا سؤالا محددا ، هل استطاعت امريكا ان تشعل نار الطائفية في عراق متوحد متالف ، ام ان بذور تلك الافة الجهنمية قد كانت مغروسة ، وانها لقيت الرعاية والعناية من ايد عديدة فأتت اكلها اليوم ، وبات العراقيون يقتتلون فيما بينهم ، ويغلبون المصالح الشخصية الوقتية على مصالح الوطن في الوحدة الوطنية.
عاش العراقيون الاف السنين ، رغم اختلافاتهم الفكرية والدينية والمذهبية والقومية الاف السنين ، ولقد احرزوا الانتصارات العديدة على اعداء بلادهم ،الساعين ضد استقرارهم ، لانهم كانوا متوحدين يعيشون في وئام وتلاحم
ما الذي جعل العراقيين يتصارعون ؟ هل اوجدت امريكا هذه الصراعات من العدم ،؟ ام انها اعتمدت على بعض الاسس الموجودة في ارض الواقع العراقي ؟
هل كانت الدولة العراقية طيلة العقود الاربعة الماضية تعامل مواطنيها على قدم المساواة ، وتحاول ان تعدل بينهم في الحقوق والواجبات ، كما هو الحاصل في الدول التي تحترم مواطنيها ، وتعاملهم بكرامة تليق ببني الانسان ، هل كان العراقيون كاسنان المشط امام الدولة العراقية ؟، الم تهجر تلك الدولة مواطنيها ، وتحرمهم من حق المواطنة ، وتطردهم من البلاد التي احبوها وساهموا في خدمتها وتطورها ، وناضلوا مع المناضلين جميعا من اجل ان يبتسم الانسان العراقي ، وان تحلو امام ناظريه الدنيا ؟ الم تبدأ دولتنا العتيدة الحريصة على حقوق الانسان بتهجير المواطنين الاكراد الفيلية عام 1970 من البلاد العزيزة التي عرفوها موطنا لهم ، مع حرمانهم من كل الحقوق التي اكتسبوها من عرق جبينهم ونضالهم الطويل ، الم تفرض تلك الدولة سياسة التبعيث قسرا على جميع المواطنين ، ومن لا يرضى يجد امامه خيارين احلاهما مر ، اما السجن مع التعذيب ، واما الخروج من تلك البلاد العزيزة ،التي اسمها العراق هروبا الى بلاد المنافي ، التي لم يشعر فيها العراقي بطعم الحياة ،حتى لو كانت جنة على الأرض
الم يفرض ذلك النظام حروبه العبثية على الجيران والاشقاء ؟ لماذا دخلنا تلك الحروب ، وما هي مصلحة الوطن فيها ؟ الم يهجر اثناء تلك الحروب الطائشة الاف العراقيين من وطنهم الى بلاد لايعرفون فيها احدا ، الاكراد الفيلية مع الشيعة العرب ، هجرهم الى ايران مع حرمانهم من الوثائق التي تثبت كونهم عراقيين ، بعد اعدام الشباب او رميهم في السجون ، يهجر الشيوخ والعجزة والاطفال ، كيف لحكومة تحترم نفسها ان تستعمل الاسلحة المبيدة ضد احدى القوميات في وطننا الحبيب ؟ لماذا كل هذه الاعمال ؟ ولماذا لم يتحرك الضمير العالمي او العربي جراء هذه الانتهاكات ؟ باي حق يحرم المواطن من حقوق المواطنة ، وتسلب منه جميع الامتيازات التي حصل عليها من خلال العمل والنضال المستميت ،
ما يعيشه العراقيون اليوم هو نتيجة لسياسات خرقاء ، لم تجد من يصدها او يقف فاضحا اياها ، اشعل النظام الجائر الطائفية المفيتة وجاءت امريكا لتزيدها اشتعالا ، واتت المليشيات لتجعل عراقنا اتونا لايمكن العيش فيه لكل العراقيين
كل العرقيين اليوم مهددون ، عرضة للاغتيال ، المسلمون سنة وشيعة والمسيحيون والايزيديون والمندائيون والعرب والاكراد والتركمان ،
مالم يبادر العراقيون لاجل تدارس الوضع الماساوي فان عراقنا بخطر رهيب ، وعلى الجميع ان يتصدوا لهذا الخطر

صبيحة شبر
28 حزيران 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 158-An-Nisa


.. 160-An-Nisa




.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا