الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلى، الوطن انسان وارض وذكريات

ناديه كاظم شبيل

2007 / 7 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الوطن ليس الانسان فحسب كما تقول وفاء سلطان، بل هو الارض والاهل والاصدقاء والجيران والاحبة والاعداء،هو الفرح والحزن ،الرخاء والشده ،هو الشمس والقمر والنجوم والشواطئ الحالمه ،هو الروضة والمدرسة والجامعة ، هو الضحك والبكاء ،هو القمع والثورة ،في ارضه رائحة حليب امي ،امي التي استمدت عودها من خيراته وعذب مياهه،هو الشعر والغناء ،هو صوت الناي في المراعي الخضراء ،،هو صوت الاذان وافطار الصائم ،وفرحة العيد ه هو نجاحي وفشلي ،عافيتي ومرضي ،نخيل بلادي اجمل نخيل الدنيا ،ماحلى ليل بلادي في فصل الصيف القائض، حيث ينام الجميع فوق سطوح المنازل وسعف النخيل يغازل النسيم العليل فيدخل النشوة والاحلام في قلوب العذارى ،فتحلم كل واحدة منهن بفارس جميل يفرش الاحلام والورود تحت قدميها العاريتين،لو ان الوطن ليس هو الارض والذكريات لما تغزل الشعراء به وكتبوا اروع القصائد ،فامير الشعراء احمد شوقي يقول :وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي ،ويقول ايضا ويا وطني لقيتك بعد يأس كأني قد لقيت بك الشبابا . ويقول شاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري :حييت سفحك عن بعد فحييني يا دجلة الخير يا ام البساتين ،ويقول ايضا :
سلاما كله قبل كأن صميمها شعل
وشوقا من غريب الدار اعيت دونه السبل
وايضا
بلادي بها استعذبت ماء شبيبتي
هوى ولبست العز بردا على برد
وصلت بها عمر الشباب وشرخه
بذكر على قرب وشوق على بعد
ويقول الشاعر الفارس عنتره
ولقد ذكرتك والرماح نواهل
مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها
لمعت كبارق ثغرك المتبسم
ويقول ابراهيم ناجي في رائعته الاطلال
ايها الساهر تغفو تذكر العهد وتصحو
واذا ما التام جرح جد بالتذكار جرح
ويقول امرؤ القيس
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
ويقول الشاعر المتنبي
كم منزل في العمر يألفه الفتى وحنينه ابدا لأول منزل
نعم يغرس الانسان في عشق الوطن كما تغرس النخلة في التربة الصبخه .يقوم الفلاح عادة عندما ينقل الشجره من مكان الى اخر بلف جذورها بليف النخيل لفا محكما كي لا تتكسر الجذور وتموت الشجره اما نحن البشر فلقد اضطرنا جور الطغاة الى الهروب الى اقصى بقعة من المعموره ، ليداهمنا داء الحنين الى الوطن الذي يعتبر داء العصر من كثرة من فروا الى المنافي التي مهما قدمت لهم من رفاهية الا ان الذكريات والحنين يعصفان بهم بقوة ،فتبدا رحلة الحزن والالم والدموع والسهر، فالمغترب ورغم النعيم الذي يعيش فيه في الوطن الجديد يشعر انه اقتلع من عالمه المألوف الى عالم غريب مجهول ،فلا اللغه ولا العادات والتقاليد او الدين وحتى المناخ كما اعتاد عليه،كل شئ غريب ،والبعد شاسع بين وطنه الام والوطن الجديد الذي اختاره بمحض ارادته ، فتستمر الشكوى ويزداد الحنين ولكن يطول به المقام وتبقى هنالك امنية واحدة هي ان يدفن في ارض الوطن الام.
الذكريات يا وفاء هي حركه الانسان في واقعه الحياتي ،وان تجرد الانسان من تلك الحركه يصبح جمادا فاقد للاحساس ولروح الحياة ,فذكريات الانسان حالة انعكاسية لحركته واثبات وجوده ،وتبقى ملازمة له طيلة حياته ،ولا يمكن الفصل بين الانسان وحركته في الوجود على الارض ، فالوطن هو مسرح الحياة للانسان في حركته الديناميكيه التي تدون فيما يطلق عليه تسمية الذكريات .
لهذا يصبح الوطن هو الانسان والارض والذكريات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 26-An-Nisa


.. 27-An-Nisa




.. 29-An-Nisa


.. 30-An-Nisa




.. ما دلالات إعلان أنصار الله ضرب أهداف إسرائيلية بالتعاون مع ا