الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإجرام باق مادام الإظلام باق!!..

حسين ديبان

2007 / 7 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بالتزامن والتناغم والتسابق نحو القتل يقوم مسلم بتفجير نفسه في مجموعة من السياح الضيوف في اليمن المبتلى، فيقتل سبعة من السياح الأسبان إضافة الى اثنين من مرافقيهم من أبناء اليمن، كما يتم افشال مخطط اجرامي وتفجيري كبير في العاصمة البريطانية لندن كان سيودي بحياة المئات من البشر لولا العين الساهرة للشرطة البريطانية، ويتضح على الفور بأن وراء التخطيط لهذه التفجيرات ثلة من المسلمين الذين يقيمون في بريطانيا، وغالبا يعيشون على مساعدات تقدمها لهم دوائر الهجرة البريطانية بعد أن تقطعها من جيوب أبناء الشعب البريطاني الذي أراد هؤلاء المجرمين قتل أكبر عدد منهم.

ومن جديد يطل علينا حشد غفير من المتفيقهين المسلمين من رجال دين وكتاب متأسلمين وغيرهم من مدعي العلمنة والليبرالية ليلقوا تبعات ماحصل على الأفراد الذين ارتكبوا هذه الأعمال الإجرامية أو خططوا لإرتكابها، دون أن يشير أحدا منهم إلى أن هؤلاء الأفراد الذين فجروا انفسهم والكثيرين غيرهم ممن ينتظرون دورهم ماهم إلا "ضحايا" لما تحتويه النصوص الإسلامية من نسب عالية من التحريض على القتل والعنف وكراهية الآخر، والإنكماش والتقوقع على الذات، والرهبة والخوف من الإنفتاح على العالم وحضاراته وثقافاته، وغير ذلك من الأمراض المستعصية التي استوطنت في عقل المسلم وقلبه، وأصبحت جزءا لا يتجزأ منه. تسري في دمه، وتعشش في عقله، وتنمو مع الأيام في قلبه كلما اقترب أكثر من تلك النصوص ومراكزها "الإيمانية"، وتنتقل بالوراثة من الآباء الى الأبناء، ومن الأجداد الى الأحفاد.


تلك الأمراض أو "المقدسات" كما يحلو لهم أن يسموها يتلقوها في بدايات تكوينهم الأولى، حيث يسهل تدجينهم وتطويعهم بالشكل الذي يريده "المطوع" وتطالب به النصوص المقدسة التي يؤمن بها المطوع ويقدسها.

قد يكون هذا المطوع في المراحل العمرية الأولى من عمر الإنسان الذي ولد لعائلة مسلمة هو الأب نفسه فيما لو لم يكن هناك مجال لإلحاق طفله بأقرب مركز للتكوين الإرهابي والإجرامي وأعني به "المسجد" تحديدا، فنرى الأب يُجبر طفله على حفظ ماتيسر له وماتعسر من تلك النصوص التي لا تستقيم مع أي قيم وأخلاق ومبادئ انسانية، ناهيك عن تناقضها التام مع العلم وحقائقه، أو ارغام ابنه على أداء صلاة لايدرك معناها، وصيام شهر كامل لا يمضي عُشره الأول إلا وقد ترك لذلك الطفل عدد غير معروف من الأمراض العضوية والنفسية.

ينتقل الطفل الإسلامي بعدها الى مدرسته الإبتدائية ليجد هناك مطوعا آخر هو استاذ التربية الإسلامية ويالها من تربية حقا؟!..

غالبا ماتنحصر دروس هذا المدرس - هو بالتأكيد لايأتي بشيء من عنده، وإنما هو ناقل للمادة التي بين يديه- في كيفية زرع الخوف والرعب في نفوس الطلبة الصغار وترويعهم، فمن أنكر ونكير إلى الثعبان الأقرع وعبره الى نار جهنم، ولايتردد هذا المعلم اطلاقا في أن يقدم مثالا عمليا بأن يخرج علبة الكبريت من جيبه، ويشعل عودا اثر عود مُقربا تلك الأعواد المشتعلة من أنامل الأطفال الغضة الطرية. هؤلاء الأطفال لن ينسوا أبدا حرارة تلك الأعواد التي اكتوت بها أصابعهم، مما سيدفعهم في القادم من أيامهم للقيام بأي شيء للنأي ليس بأصابعهم فقط ولكن بأجسادهم وأرواحهم عن تلك النار، حتى لو مرَ ذلك عبر النار نفسها، من خلال تفجير الذات بالآخر المختلف " الكافر والمشرك" كما حدثه معلمه ومن قبل كما لقنه أباه.

إن هذه النار – نار الانفجار – ماهي إلا بردا وسلاما على فاعلها وهي جسر خلاص هذا الفاعل من نار الله الكبرى الى جنته حيث حور العين والغلمان، وأنهار الخمر واللبن والعسل وما الى ذلك الكثير من الغرائب التي أتت على ذكرها تلك النصوص.


بعد مرحلة الدراسة الإبتدائية، ومارافقها من ترويع من نار الله. يأتي دور ذلك المعهد الإرهابي والإجرامي المسمى زورا مكان عبادة، حيث ينحصر دور القائم على ذلك المعهد "الخطيب" بكيفية تعليم مريديه الطرق الواجب اتباعها للخلاص من تلك النار التي طالما اكتوت بها أصابعهم في مرحلة دراستهم الإبتدائية، فيبدأ ذلك الخطيب بإلقاء سلسلة "اعرف عدوك" في خمس "جمع" وقبل أن يتم هؤلاء الجمعة الخامسة يكونوا قد أيقنوا تماما أن عدوهم هو ذلك الذي ذكرته نصوصهم بصراحة ووضوح لا يحتملان أي تأويل أو تفسير آخر من هؤلاء الذين مافتأوا يحاولون تبرئة تلك النصوص. بدأ كثير من المراقبين يلاحظون ان حظرا ذاتيا للتجول قد فرضه أقباط مصر على أنفسهم في الساعات التي تعقب صلاة الجمعة الاسلامية، وهذا وحده كاف لنعرف من هو العدو الذي يحرض عليه هؤلاء في اجتماعهم الاسبوعي.

هذا العدو لم يعد يقتصر على "المشركين" من قبائل العرب ومن جاورهم في تلك الفترة من مسيحيين "نصارى" ويهود، فهؤلاء قد تم القضاء عليهم نهائيا في تلك البقعة التي شهدت ولادة وباء الإظلام الإجرامي. إنَ مفهوم العدو في المفهوم الإظلامي قد توسع مع انتشار هذا الوباء ليشمل ليس كل من هو غير مسلم فحسب، بل شمل أيضا كثير من المسلمين الذين يجاهرون علنا بإسلامهم، ويشهدون الشهادة الإسلامية، ولكنهم يتقاعسون عن أداء المهام المُوكلة اليهم "شرعا" ومن أوائل تلك المهام وفي مقدمتها "الجهاد" من أجل نشر هذا الوباء، ليعم كل الأرض، ومايفرضه هذا الجهاد من قتل كل من ترفض مبادئه الإنسانية الفطرية هذا الوباء ونتائجه.

سيمُر وقت طويل تجري خلاله دماء بريئة، حتى تقتنع دول العالم وفي مقدمتها دوله الكبرى والقائمين عليها بأن أُس المشكلة وأساسها هو في دين الإظلام ذاته وليس كما يحاول تصويره البعض، بأن المشكلة بمجموعات لاعلاقة لها بالإسلام ولاتمثله، وإلا لماذا لم نسمع عن أي فتوى رسمية تخرج رؤوس تلك المجموعات من هذا الدين. انهم بالتأكيد لا يستطيعون اخراج أسامة بن لادن وغيره من المجرمين من هذا الدين، لأن أسامة ورفاقه في الإجرام هم الوجه الحقيقي لدين الإظلام، ولن تتوقف خلايا المجرمين عن الظهور هنا وهناك طالما أن هناك رؤساء دول عظمى مازالوا يزورون تلك المعاهد الإجرامية ويصافحون المجرمون القائمون عليها ويخطبون ودهم ورضاهم، وهو مايشكل غطاء لتلك المعاهد لتواصل عملها الرئيسي المتمثل بصناعة الإجرام استنادا لما شرعه دين الإظلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج