الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سيف أسلامي بيد فارس بريطاني
يحيى الشيخ زامل
2007 / 7 / 5العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
![](https://www.ahewar.org/search/pic/1936.jpg)
الأدب فن أبداعي يصوغ صور الحياة ويحاكيها ويضيف عليها أبلغ الوصف والجمال بأسلوب آخاذ يأخذ بلباب المتذوق لأي جنس أدبي كان ، وحين يشد ذلك الإبداع بصوره المختلفة قاريء ما فهو يدل بلا شك عن إبداعه الفني المبدع والمقنع .
وكذلك أن أي جنس أدبي لو مازج بين الإبداع الفني بصورة مستقلة وبين السياسة مثلا لخرج عن كونه لوناً أو جنساً أدبياً محض مع أن هناك الكثير من الذين مازجوا بين العديد من الإبداعات الفنية وبين الأغراض السياسية ولكنها سقطت فنيا لغرضها الغائي المبيت من مال أو جاه أو شهرة ،والأدلة كثيرة .
وكثير من ألأدباء والروائيين والشعراء في بلدنا الذين مجدوا ـ بل ألهوا ـ الطاغية المقبور لأجل مصالحهم أو لأجل منفعة مادية أو معنوية وكلها اليوم أصبحت وبالاً عليهم ، وماضٍ يخجلون منه ويتجنبون الخوض فيه كأدبيات ونتاجات ـ قادسية صدام وأم المعارك ـ التي طبعت منها ملايين القصص والروايات وكلها الأن ليس لها أي قيمة أدبية أو فنية يعلوها غبار الزمان في الأقبية والمخازن القديمة لا أحد يعبأ بها .
ولا يختلف عالمنا عن العالم الخارجي عن هذه المحاكات المتساوقة مع الأحداث السياسية ، وما رواية سلمان رشدي ( آيات شيطانية ) بعيدة عن هذا الغرض الغائي والذي أُستغل فيه الأدب الروائي بشكل فج للإساءة إلى الرموز الدينية الإسلامية تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير .
والطريف في الأمر أنهم ينزعجون حين يبدي أحد المسلمين اعتراضه على هذه الإساءة ويعتبرونها نوعاً من الكبت على الحرية ، فيما هم يعبرون عن رأيهم بحرية حتى ولو كانت تلحق الإساءة والتجريح للبعض الأخر ، وكأن الحرية عندهم وقفاً عليهم ولا يحق للآخرين البوح بها ، مع أن ميثاق الأمم المتحدة يمنع مثل هذه الإساءة ويعتبرها حقاً شخصيا محترماً للجميع ....... أنظر المفارقة .
فيما يبقى السؤال الذي لا يفارق المثقف الشرقي ....هل أن حرية الرأي والتعبير تجوّز لنا الإساءة للغير، لشخصه أو لدينه أو مقدساته ، خصوصاً وأن هذا الشخص يمثل مليار ونصف من سكان الأرض .
أتذكر الآن حادثة رواها لي أحد الأصدقاء حول أحد الكتاب في بغداد ( ولا أريد ذكر أسمه ) ،وكان هذا الكاتب في نقاش مع مجموعة من الأشخاص حول قضايا مختلفة حتى وصلوا إلى شخصية النبي محمد (ص) فأساء هذا الكاتب إليه وأنتقص منه ، مما دعا أحد الحاضرين إلى الشجار معه ثم ضربه بآلة حادة حتى سالت الدماء منه ، طبعاً هرب ذلك الكاتب إلى أحد المكاتب المجاورة وهناك تمت مداواته ، كما أن الآخرين أنبوا الضارب على تسرعه ورده الغاضب ، ولكن الأخير بدا وكأنه غير أسف بهذا التأنيب وكان يرى أنه أستحق ما جرى له ،وأنه لو أستطاع قتله لقتله ، احتدم النقاش معه وطلبوا منه استرضاءه خوفاً من أن تتطور إلى الشرطة أو العشيرة ، فوافق بعد إلحاح كبير ، وذهبوا إلى ذلك الكاتب فطلب منهم أن يعطوه مبلغاً من المال فوراً ، متعهداً لهم بعدم إيصالها إلى الشرطة أو العشيرة والأهل ، وبعد أخذ ورد تمت الموافقة على إعطاءه مبلغ ( خمسين ألف ) دينار مقابل تلك الضربة ( المحمدية ) .
تذّكرني هذه الحادثة بما يجري هذه الأيام في الغرب ،وفي بريطانيا خاصة من تكريم الكاتب ( رشدي ) من قبل ملكة بريطانية بلقب (فارس ) ، ووقوع الباكستان في الفخ والرد السريع بتكريم المتطرف الكبير(أسامة بن لادن ) بـ ( سيف الله ) ، وكأن منقذ الحريات التي لولاه لضاع العالم بضياعه ، وذو المنجز الأدبي الذي لا يشق له غبار مثالاً لـ (سلمان رشدي ) وذو الغيرة (المحمدية ) الذي يمثل الإسلام شاء الناس أم أبو هو (بن لادن ) مع أن كلاهما أساءا لما يمثلون أكثر من غيرهم ، وكلاهما ساهما بنشر الفوضى والإرباك خلافا لما اشاعا وما يقولان .
فما أشبه الباكستان بذلك الذي ضرب الكاتب بتلك الآلة الحادة ليغُرم بعدها بـ (خمسين ألف ) دينار ، وكان الأولى به أن يناقشه بالحوار والدليل المقنع بدون استخدام العنف والقوة حتى لا تنقلب الإساءة على المحسن .
ومن يدري لعل في تكريم سلمان رشدي بعد هذه السنين هو لسحب الدول الإسلامية والعربية لمواقف كموقف الباكستان و....... ـ صاحبنا ـ الذي ضرب ذلك الكاتب ، ليقول عنا العالم هاهم المسلمين كلهم متطرفين وإرهابيين ما داموا يكرمون شخصاً مثل بـ ( لادن ) وها هو الغرب يحث الخطى نحو الديمقراطية والحرية والسلام .
بقي سؤال أخير........... لو كان (سلمان رشدي ) أساء لملكة بريطانية بأي إساءة كانت مستغلاً حرية الرأي والتعبير وكان صاحب أكبر منجز أدبي في التاريخ ، هل ستكرمه بذلك اللقب الكبير .......... مجرد سؤال ؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. المشهديّة | ترامب والمنطقة العربية والإسلامية... أي لعبة مصا
![](https://i4.ytimg.com/vi/toRvCoATfkQ/default.jpg)
.. جانب من الصلاة من أجل الأمة في كاتدرائية بواشنطن.. شاهد كيف
![](https://i4.ytimg.com/vi/CYWZPofmMSI/default.jpg)
.. 38-At-Tawbah
![](https://i4.ytimg.com/vi/bSxlAG5w6_w/default.jpg)
.. 38-At-Tawbah
![](https://i4.ytimg.com/vi/LevzXpvCglA/default.jpg)
.. ترامب يحضر صلاة في واشنطن ويستمع إلى الأذان وعظة، فكيف كان ر
![](https://i4.ytimg.com/vi/MH4LMi5OU04/default.jpg)