الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعاصير دمشق 3 بوادر الانقلاب الثالث

سلطان الرفاعي

2007 / 7 / 6
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لما استتب الامر لرجال الانقلاب الثاني ، بدأ ت تتضح امور اكانت خفية . لقد اشرت في فضل سابق الى اني ،لا بعد اعتقال حسني الزعيم اضطررت ان انتظر على طريق المزة مدة نصف ساعة قبل ان يصلني اي خبر من قائد الانقلاب سامي الحناوي .
اين كانت القوات الانقلابية المسلحة حين كنت احاصر القصر الجمهوري واعتقل حسني الزعيم ؟
لماذا تأخرت تلك القوات عن القيام فورا بالمهمات التي اسندت اليها في اجنماع قطنا ؟
قبل ان يعلم سامي الحناوي بنجاخ مخمتي وباني اعتقلت حسني الزعيم ، اخبره علم الدين قواص ان الحركة الانقلابية قد اخفقت لانه سمع طلقات نارية ، ورأى احدى مصفخاتي تعود بسرعى ، اي بعد ربع ساعة تقريبا على بدء مهاجمة القصر ؛فخيل اليه ان هذه الفترة الوجيزة لا يمكن ان تكفي لمحاصرة القصر ، واخضاع رجال الحرس ، واعتقال رئيس الجمهورية ، فنقل وجهة نظره فورا الى الزعيم سامي تالحناوي وقال الن المحاولة قد فشلت ، وان الفرا اصبح امرا حتميا .
فأمر الحناوي سائق سيارته وحاشيته بالتوجه الى مطار المزة حيث كانت احدى الطائرات تنتظره للذهاب الى العراق برفقة كل من : معاونه علم الدين قواص ، وملاافقه خالد جادا ، وقائد الطائرة عصام مريود .
---ورأيت الجماعة يهمون بالتوجه الى مطار المزة ، فأرسلت الدراجة في أثرهم لتنقل اليهم الخبر اليقين ، ولتعلمهم أني متوجه بأسيري الى طريق الى طريق المزه ، واني بانتطار اوامر القيادة .
لقد كان لهذه الحادثة رجة قاسية في أعماقي ، فأخذت اسائل نفسي :
لماذا اراد الحناوي الفرار الى العراق ؟ ألم نقسم ، الحناوي وابو عساف وانا ، في تلك الخيمة القائمة على هضبة حوش عين زيوان ، على أن ننشئ خط دفاع ومقاومة ونضال في جبل الدروز ، اذا اخفقت الحركة الانقبلابية ؟
كيف اجاز الحناوي لنفسه الحنث بذلك القسم ؟
وكيف اعتزم الفرار الى العراق ؟
لقد اتصل هو نفسه بالامير حسن الأطرش ، واتفق معه على انشاء تلك الجبهة الدفاعية ، فما الذي جعله يتناسى العهود والتفاقات ليفر الى العراق ؟
ما كدت اطلع على تلك المعلومات الخطيرة حتى اتصلت بأمين ابو عساف ونقلتها له ، فأخذته الدهشة واشكل عليه الامر .
ولم يكن ابو عساف وحده في ذلك الموقف المحفوف بالشك والارتياب ، بل كان معه ومعي لا اقل من عشرين ضابطا ، ساءهم ان ينكث الحناوي بعهده ، وان يحنث بيمينه ، ليفر الى العراق بدلا من ان يواصل النضال مع رجاله في جبل الدروز .
اخذ اولئك الضباط يجتمعون ويتباحثون ويدرسون الامر الواقع ، فعلموا ان الحناوي يعمل على اساس اتفاق بينه وبين كل من العقيد علم الدين قواص ، الرئيس خالد جادا ، الرئيس حالد مريود ، الرئيس محمد معروف ، الرئيس محمد دياب ، اسعد طلس - عديل الحناوي ولولب الحركة -
كان ذلك الاتفاق وحيا ((هابطا))ى من العراق تباركه بريطانيا ، فثبت لنا أن هناك أمورا مبيتة ، فكان هذا بدء التباعد بيننا وبين سامي الحناوي وحاشيته .
كان حسني الزعيم قد سرح كلا من العقبد اديب الشيشكلي والعقيد حمد الاطرش ، فلما تم انقلاب الحناوي اعيدا الى الخدمة في اليوم التالي بموجب قرار من المجلس الحربي الاعلى ، فتولى الشيشكلي قيادة اللواء الاول عوضا عن الزعيم الحناوي ، وتسلم حمد الاطرش قيادة سلاح المدرعات .
على أثر ذلك اتصلنا بالشيشكلي واطلعناه على ما تبين لنا من خفايا الانقلاب الثاني ثم اخذ الموقف ينجلي اذ انهمرت اموال -ومن خلفها الاصابع الانكليزية- على الحناوي وعلى انصاره الذين شرعوا يدعون للانضمام الى العراق ، يؤيدهم في ذلك حزب الشعب ،لا وهو يومذاك اكبر حزب سياسي في الجمهورية السورية .
وحسب الحناوي انه يستطيع ان يجمع حوله كل القوى فأرسل ضباط حاشيته يتصلون بزملائهم في الجيش للاطلاع على حقيقة مواقفهم ، ثم لدعوتهم الى تأييدلا سياسة الانضمام ، ولكننا التزمنا خطة التحفظ ثم اتفقنا مع الشيشكلي على تشكيل جبهة معارضة من الضباط والاحزاب ورجال السياسة ، فكانت تلك الخطوة البادرة الاولى من الاختلاف السافر الذينشب بيننا وبين الحناوي .
كان اقطاب جبهة الانضمام الى العراق :
سامي الحناوي : رئيس الاركان العامة .
علم الدين قواص : معاون رئيس الاركان .
حمد الاطرش : قائد سلاح الفرسان .
خالد جادا : مرافق الحناوي .
عصام مريود : قائد سرب
محمد دياب : مدير شرطة حلب .
محمد معروف : قائد الشرطة العسكرية .
محمود الرفاعي : رئيس المكتب الثاني
صبحي عبارة : ضابط في سلاح المدرعات .
سليمان ناجي : قائد مصلحة الهندسة .
وعدد كبير من صغار الضباط .
وتألفت الحبهة المعارضة من :
العقيد اديب الشيشكلي : قائد اللواء الأول
العقيد عبد العزيز عبد الكريم : قائد سلاح المدفعية
العقيد توفيق نظام الدين : مدير ادارة الجيش في الاركان العامة .
العقيد شوكت شقير : معاون رئيس الاركان الاداري
العقيد محمود بنيان : قائد قوى البادية .
محمد ناصر : رئيس الشعبة الثالثة في الاركان العامة وعدد كبير ايضا من الضباط .
اما انا فكنت قد اتفقت مع اديب الشيشكلي على ان اتظاهر بالحياد ليحسب الحناوي اني معه ، فأستطيع بذلك ان اقدم اكثر ما يمكن من المساعدة للفريق المعارض .
اخذت الجبهة المعارضة تعقد اجتماعات سرية كل ليلة تقريبا لدرس الاوضاع واتخاذ التدابير اللازمة للحؤول دون الانضمام ، كما اخذت تتصل بالاحزاب ورجالات الدولة
فتنبه الحناوي الى ما يجري وفرض على المعارضين مراقبة شديدة ، ثم قرر، قبل الانقلاب باسبوع واحد ،لا ان يعتقل كبار المعارضين ، فمهد لذلك باجتماع كبير عقده في داره بشارع ابو رمانة وحضره اقطاب مؤيديه من الضباط والمدنيين وفي مقدمتهم المفدم محمود الرفاعي رئيس الشعبة الثانية والمقدم محمد معروف وعصام مريود والمقدم خالد جادا .
في ذلك الحين كنت اتولى قيادة المدرعات عوضا عن العقيد امين ابو عساف الذي كان يمضي مأذونية شهر في جبل الدروز ، وقد وقع الاجتماع الذي عقده الحناوي في منزله ، يوم الجمعة ، وهو يوم عطلة ، لذلك كنت ارتدي الثياب المدنية لتمضية عطلتي الاسبوعية في الندينة ، فان بيتي كان في القابون ، وفي داخل الثكنة .
وحوالي الساعة الثانية عشر نهارا رن جرس التلفون ، واذا بصوت يسأل :
- من أنت ؟
قلت : الرئيس فضل الله ابو منصور .
قال : تكلم مع اللواء سامي الحناوي ,
وتكلم الحناوي فقال : يا فضل الله ، احضر حالا الى بيتي فاني بحاجة ماسة اليك .
قلت : حاضر ، سيدي اللواء ، اني الآت في الثياب المدنية لذلك سأتأخر قليلا ريثما اغير وارتدي البزة العسكرية .
قال : لا بأس احضر حالا كما انت فالوقت لا يسمح بالتأخر .
فغادرت بيتي فورا وتوجهت الى بيت الحناوي حيث استوقفني رئيس الحرس واعطى اشعارا بوصولي ليؤذن لي بالدخول ، وذلك اسلوب لم اكن اعهده من قبل ، مما يدل على ان اللواء كان ىمحتاطا من المفاجآت .
ولما دخلت استقبلنيالمرافق المقدم خالد جادا مرحبا ثم اخذ يعاتب قائلا : نحن نحبك يا قضل الله ، اهلا وسهلا بك ، فلماذا تقاطعنا وتبتعد عنا ؟ متى اسأنا اليك لتجفونا هكذا ؟ ألا تعلم اننا نحترمك ونقدرك ونود ان نبقى معك جنبا الى جنب ؟
قلت : والله ىيا خالد ، لا تباعد بيننا ولا جفاء ، انما نحن الآن في فترة تنظيم وتدريب ، وهذه المهمة تستغرق وقتي كله ، فالفوج الذي اتولى قيادته يتطلب مني القيام بهذا الواجب .
قال : الله يعطيك العافية . تفضل ، فاللواء الحناوي ينتظرك . ودخلت الغرفة التي اشار اليها المرافق فوجدت فيها الحناوي وضباطه الثلاثة اي محود الرفاعي ومحمد معروف وعصام مريود ، ثم دخل خالد جادا .
استقبلني الحناوي مرجبا ، ثم سألني ، بكل لطف ، عما اذا كنت مطلعا على اعمال العقداء المعارضين واجتماعاتهم والغاية التي يرمون اليها ، فاجبته بالنفي ، فاستطرد قائلا :
لست ادري ما هي الاساءة التي اغضبت اديب الشيشكلي وجعلته يبتعد عني وينقم علي ---لا كل ما في الامر اني ارجعته الى الجيش بعد ان سرحه حسني الزعيم ، وسلمته احسن قيادة ، ومحضته ثقتي ومحبتي ، فاذا به ينقلب علي دون سبب ويعُد الدسائس ويدير المؤامرات للقيام بانقلاب --- ففي الليلة الماضية ارسل هو وضباطه تهديدا بالتلفون الى حمد الاطرش----ثم الا ترى اعمال التشويش والارهاب والبلبلة التي يقومون بها مع الاحزاب وبعض الضباط لاشاعة الفوضى والاخلال بالأمن ؟----
وبعد سكوت قصير اخذ يعبث بقلم كان بين يديه ثم قال : يا فضل الله قل بربك ماذا يريدون ؟
وجرى بعد ذلك نقاش وتبادل آراء حول ترتيب خطة حاسمة للخلاص من المعارضين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي