الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انت يسارى ؟ اذن كيف؟

عبدالله مشختى احمد

2007 / 7 / 6
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


لعله من السهل ان يتباهى احد من خلق الله وامام جمع ان يقول بانه يسارى او ليبرالى ، ولكن كيف ؟ هل ان ادعاؤه هذا يكفى لان يكون يساريا الى الاخير بمجرد الادعاء او الاعلان ؟
مجموعة من الاسئلة كلها تعنى شيئا واحدا او موضوعا واحدا ، اليسار او الليبرال كما هو مفهوم من سياق الحديث تعنى القوى التى تعمل او تناضل من اجل الثورة على الواقع الفاسد المتحفظ والمتخلف والاخذ بيد المجتمع نحو التقدم والازدهار السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى والحضارى والانسانى واطلاق الحريات الاساسية لبنى المجتمع .لقد درج العامة على اطلاق صفة اليسارية على الاحزاب والقوى الشيوعية والعمالية والحركات الاشتراكية ، ولكننى اخالف هذا هذا العرف لانه برايى قد تكون هناك احزاب وقوى من هذا النوع تتحول الى قوى سلطوية وظلامية وتفرض نوعا من الدكتاتورية وتحاول تسخير كل قوى المجتمع من اجل ديمومة سلطتها

ولاتسمح لاية قوة ان تخرج رأسها من الرمال فيما اذا تعارضت مصالحها واستراتجياتها مع هذه القوى ، اى شرط ان تصبح هذه القوى بمثابة شرطى لحماية مصالح هذا النظام سواء كانت مخلصة لشعبها ام لا .فاليسار لا يمكن ايجاده وتعريفه بالاقوال والاحاديث والنظريات والايديولوجيات المعقدة ، انه عصر الانفتاح والشفافية والمصارحة وتحقيق وانجاز المكاسب الحقيقية . ولكن ومع هذا تبقى الفلسفة السياسية كما هى لكل رأيه فيها يفسره بما هو معتقد به او مقتنع به وما يضيفه اليه من ذخيرته الفكرية وتأطيره بكل اشكال النظريات الفلسفية دون ان يبرز الجانب الحيوى والاهم فيه. اليسارى هو الذى يقود المجتمع ويبث فيه روح الحياة الجديدة ويجعل من نفسه وحياته شمعة تحترق من اجل اسعاد غيره دون التفكير بالحصول على المكاسب السياسية الشخصية ، وهو الذى ينير الطريق المظلم الدامس للاخرين كى يجتازوا المعابر والسدود انه الذى يخلق او يوجد من يتمكن من تقليده فى فكره وميراثه الحضارى والانسانى ووالحضارى . انه الذى لايخشى من بنى قومه ولا يحيط نفسه بالالاف المؤلفة والمدججة بالسلاح ولا يأبه لبنى جلدته ، انه الذى يلامس واقعه ويتحسسه ويخلق الاحساس الانسانى لدى محيطه والذى يعتبر من اصعب المهام ويجعل من حب الوطن والمجتمع بما فيه اسمى اهدافه ويشمله برعايته واهتماماته الثابتة الغير المتغيرة ، قد يعتبرنى البعض بالفلسفة الخيالية او النظرة المثالية للاحداث والامور ولكن اعتقد بان جوهر كل شئ هو الهدف الانسانى الثابت والغير المتغير .
اذا ان كنت يسارى فعلا انك المضحى الاول والمستفيد الاخير او الذى بالعامية كما يقول المثل الذى تصنع السيارة وتركب الدراجة الهوائية لتكون المثل العليا للقيم الوطنية والانسانية لدى محيطك كى تتمكن من التأثير الايجابى فى مجتمعك ويحتذى بك الاخرين او تتوطد ثقتهم بك ويعرفونك بانك ذلك الانسان اليسارى الذى ستتمكن من الاخذ بايدى مرؤوسيك الى الرقى او التقدم الذى تنشده وتبرزه فى يافطاتك وشعاراتك ومناهجك وطروحاتك السياسية والفلسفية اى فلسفة الواقع وليس فلسفة الخيال الذى لا سيجعلك وحيدا فى الساحة وانت تذوق مرارة الفشل والتقهقر الى الوراء .
ان التظاهر بالتقدمية والتطور واليسارية دون برمجة ذلك الى الواقع سيجعل منك صغيرا ويهوى بك الى الاعماق السحيقة وستكون منسيا بعد زمن ، لان التظاهر وحده دون تطبقه للواقع العملى ستكشف كل اوراقك بعد حين وسيلفظك المجتمع الذى منحك كامل ثقته ، يكفى التبجح باليسارية والتقدمية دون مرادفتها بالاعمال الواقعية والتى يتحسسها ويلامسها المجتمع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تضع استفزازات نتنياهو مصر أمام خيار التصعيد؟


.. أضرار بمزرعة قرب تل أبيب جراء سقوط صواريخ أطلقتها حماس من غز




.. الدكتور خليل العناني: أمريكا لديها تخوف من تكرار النموذج الأ


.. النيويورك تايمز: حديث عن بروز مؤشرات حرب أوسع نطاقا في الشرق




.. الخارجية الأميركية: العمليات البرية في لبنان لا تزال محدودة.