الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمهور الرياضي العراقي

طارق الحارس

2007 / 7 / 7
المجتمع المدني


ما من شك أن مباريات منتخبنا الوطني لكرة القدم تشغل بال العراقيين داخل العراق وخارجه وبكل اتجاهاتهم الفكرية ، والثقافية ، والفنية ، والعلمية وغيرها ، بل أن هذه المباريات أصبحت المتسع الوحيد لجمع شملهم دون الالتفات إلى القومية ، أو الدين ، أو المذهب أو غيرها من الأمراض التي يعيشها أهل السياسة بالعراق ونستطيع القول أن مباريات المنتخبات الوطنية العراقية أصبحت الحقيقة الوحيدة التي ينتظر العراقيون منها تحقيق السعادة والفرح من خلال الفوز في هذه المباراة أو في تلك البطولة وسط حمام الدم الجاري يوميا في العاصمة بغداد ومدن أخرى .
خلال وجودي مع منتخبنا الوطني في بطولة غرب آسيا التي جرت مؤخرا في العاصمة الأردنية عمان والتي حصل فيها منتخبنا على المركز الثاني بعد خسارته أمام المنتخب الإيراني لاحظت عن قرب اندفاع وحب الجمهور العراقي للمنتخب ، بل لاحظت مشاعر جديدة لهذا الجمهور ، إذ لأول مرة أشاهد جمهورا عراقيا يظل لأكثر من ساعتين يصفق لفريقه بالرغم من خسارته المباراة .
قبل ذلك كان الجمهور العراقي ينقلب أثناء المباراة ضد فريقه في حالة عدم تقديمه المستوى المتوقع، أو المطلوب منه، بل ويظل يكيل الشتائم للاعبي الفريق أثناء المباراة وبعدها.
في بطولة غرب آسيا الأخيرة خسر منتخبنا الوطني المباراة النهائية أمام إيران ، كما ذكرنا ، لكن الجمهور العراقي ظل يشجع منتخب بلاده إلى آخر لحظة من عمر المباراة وظل يصفق له ويحيه لوقت طويل ، بل وانتظره في شوارع عمان ملوحا للاعبين بالأعلام العراقية إلى مقر إقامتهم .
الظاهرة الرائعة التي تركت انطباعا كبيرا لدى العديد من المتابعين لهذه البطولة تجسدت قبل بدء أية مباراة من مباريات المنتخب العراقي وبالتحديد أثناء عزف النشيد الوطني، إذ ظل الجمهور العراقي يرفرف بالعلم العراقي أثناء عزف النشيد بطريقة تهز المشاعر الإنسانية وتعصر القلوب وقد رأيت ، أكثر من مرة ، دموع بعضهم تتساقط أثناء عزف النشيد الوطني العراقي .
تعودنا في الملاعب العراقية على حضور جماهير غفيرة أثناء مباريات منتخباتنا الوطنية من الشباب والرجال ، لكن الظاهرة الجديدة التي لاحظناها في هذه البطولة ، وفي أغلب البطولات الأخيرة ، هي حضور أعداد غفيرة من العوائل العراقية حتى أن بعضهم ليست له علاقة بكرة القدم ، لكن الشعور بالانتماء إلى العراق كان هو الدافع لحضورهم لهذه المباريات .
لقد حرم منتخبنا الوطني من خوض مبارياته الرسمية والودية على الملاعب العراقية منذ سنوات طويلة ، لكن الجاليات العراقية المتواجدة في بقاع الله كلها ساهمت ، من خلال وقوفها مع المنتخبات ، ساهمت بحضورها للملاعب في أية دولة بتحقيق انجازات عديدة .
من المؤكد أن المشجعين قدوري ومهدي وهما الأشهر بين المشجعين العراقيين كان لهما الدور الواضح، مثلما تعودنا، في تحريك مدرجات الملعب، من خلال الأهازيج الجميلة والرائعة التي يطلقانها، تلك الأهازيج التي تتغنى بحب العراق دون غيره.
* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال


.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال




.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا


.. طفل يخترق الحكومة التركية ويسرب وثائق وجوازات سفر ملايين الس




.. أمهات الأسرى الإسرائيليين تنظم احتجاجات ضد حكومة نتنياهو في