الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم المجتمع المدني

عبد الجبار خضير عباس

2007 / 7 / 11
المجتمع المدني


انتشر تداول مفهوم المجتمع المدني بكثافه في العراق، بعد التغيير في نيسان 2003 ، ولعدم وجود تراكمات أو تقاليد عمل في هذا المجال أوجد حالة من الخلط والالتباس في تحديد هذا المفهوم.
إذ عرفته سلطة الائتلاف المؤقتة في(الأمر 45 ) على النحو الاتي(يقصد بمصطلح منظمات غير حكومية، اي منظمة او مؤسسة جرى تأسيسها للقيام بنشاط واحد أو اكثر من الانشطة التالية التي تعد انشطة رئيسة لها: تقدم المساعدات الانسانية ومشاريع الاغاثة،مناصرة قضايا حقوق الانسان والتوعية بها....الخ) نلاحظ ان هذا الأمر قد اغفل مصطلح منظمات المجتمع المدني،اذ تعد المنظمات غير الحكومية جزءاً من منظمات المجتمع المدني. أما الدستور فيضع مادتين بشأن تعريفه وهما المادة 39 التي تنص على( اولا:حرية تأسيس الجمعيات والاحزاب السياسية، أو الانضمام اليها مكفولة، وينظم ذلك بقانون. )والمادة 45 التي تنص (اولا: تحرص الدولة على تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني، ودعمها وتطويرها واستقلاليتها، بما ينسجم مع الوسائل السلمية لتحقيق الاهداف المشروعة لها، وينظم ذلك بقانون .
وثمة من يعد الاحزاب السياسية في السلطة اوخارجها ضمن المفهوم ومنهم من يعد الحزب خارج السلطة فقط من المجتمع المدني فيما يعتقد اخرون ان الاتحادات والنقابات هي خارج نطاق المجتمع المدني ويطلق عليها تسمية المنظمات الأهلية. وغيره يعرف المنظمات الأهلية: التي تقام على مستوى المحلات وأخرى يتولاها الأهالي وهي طواعية ومهامها قد تكون غير مهيأة مسبقآ ويحركها حدث كالحريق والفيضان ومنهم من يعد مصطلح المجتمع المدني من افرازات الفكر الغربي وولادته في المجتمع الأوروبي جاء نتيجة تزامن النهضة الفكرية مع الثورة الصناعية إلى جانب فصل الكنيسة عن الدولة وبذلك تجاوزت هذه المجتمعات الحالة الفطرية الطبيعية إلى المجتمع المدني فهو ،استجابة للتحولات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية وهذا المفهوم تبلور خلال تطور تأريخي ابتداء من توماس هوبز 1582 - 1679 وجون لوك 1691 وجان جاك روسو 1712 - 1778 إذ عرف توماس هوبز المجتمع المدني ((المجتمع القائم على التعاقد)) وعرف هيغل المجتمع المدني: يمثل الفضاء بين العائلة والدولة وعد ماركس المجتمع المدني مفهوما برجوازيآ إذ الحديث عنه يحول من دون الحديث عن الصراع الطبقي،اما غرامشي فيعد المجتمع المدني جزءاً من البنية الفوقية وهو يرى ثمة مستويين للمجتمع المدني الذي هو عبارة عن مجموعة من التنظيمات التي غالبآ ما تسمى بالتنظيمات الخاصة والمستوى الثاني يدعى المجتمع السياسي أو الدولة ووظيفة المجتمع المدني الهيمنة عن طريق الثقافة الأيديولوجية اما وظيفة الدولة فهي السيطرة والاكراه، وعد المجتمع المدني مجالا للتنافس الأيديولوجي،وتعرف وزارة الدولة لشؤون المجتمع المدني، مؤسسات المجتمع المدني:منظمات تملأ الفراغ الحاصل بين الدولة والاسرة وتتكون منظمات المجتمع المدني من رجال الدين والعشائر والاتحادات والمنظمات المهنية والحركات السياسية خارج السلطة والمنظمات غير الحكومية :هي المنظمات غير الرسمية الطوعية ولا يشمل ذلك الاتحادات والنقابات المهنية، وجاء تعريف مدرسة لندن التابعة للمركز الاقتصادي للمجتمع المدني(يشير المجتمع المدني الى ميدان العمل الجماعي غير الاجباري المتعلق بالمصالح والاغراض والقيم المشتركة. ونظريا ، فان اشكاله المؤسساتية تختلف عن تلك التابعة للدولة والعائلة والسوق ، مع ان الحدود التطبيقية الفاصلة بين الدولة والمجتمع المدني والعائلة والسوق معقدة وغير واضحة المعالم وخاضعة للنقاش في اغلبها. ويحتضن المجتمع المدني عادة تنوعا من الفضاءات واللاعبين والاشكال المؤسساتية التي تختلف في درجات التزامها بالاطر الرسمية واستقلاليتها وسلطاتها. المجتمعات المدنية غالبا ما تحوي منظمات الجمعيات الخيرية والمنظمات التنموية غير الحكومية والجماعات الاجتماعية ومنظمات المراة والحركات الاجتماعية وجمعيات التجارية والتحالفات وجماعات الدفاع عن الحقوق).
المجتمع المدني وفي العقد الاجتماعي قبل أكثر من خمسمائة عام هو الفضاء بين الفرد والدولة وثمة فرق شاسع بينه وبين التعريف الذي يصف المجتمع المدني هو الفضاء بين الدولة والاسرة ، اذ أكد توماس هوبز (1585- 1679)، أن القانون الطبيعي ليس كما كان الاعتقاد سابقا وليد السماء، بل وليد الإنسان ذاته، واعتقد جون لوك أن الفرد يتنازل عن بعض حقوقه راضيا أو يقبل بعض القيود نظير حماية نفسه، ويكون المجتمع أشبه بعقد اجتماعي يقضي بحماية حقوق الأفراد المستمدة من القانون، ولعل هذا ما لخصه شعار الأمة التي هي مجموع الأفراد.
فالبرجوازية الأوروبية، حطمت أشكال الإقطاع القديم، وأعادت للفرد كرامته المفقودة، وأطلقت طاقاته الخلاقة، فأعلت من شأنه ومكنته من تحقيق ذاته الإنسانية المتحررة والمستقلة، بعد تحطيم القيم الجامدة والموروثات البائدة.
وفي المجتمع البطريركي- نظام العائلة ((الاسرة))، من السمات الأساسية لهذا النوع من المجتمع، هيمنة الأب في العائلة فالعلاقة بين الأب وأبنائه أو بين الملك والسلطان والحاكم وإتباعه علاقة هرمية فإرادة الأب هي المحور الذي تلتف حوله العائلة، وإرادته هي الإرادة المطلقة ويتمظهر ذلك في العائلة والمجتمع من خلال القسوة والهيمنة وفرض الطاعة والقمع والاتكالية والسلب المادي والروحي والفكري للفرد الذي يتيه ويفقد قيمته ووجوده الاجتماعي إذا ابتعد عن العائلة (الأسرة( والعشيرة أو الطائفة، فالدولة بالنسبة إليه لا يمكن إن تكون البديل عن العشيرة أو الطائفة إذ أن هذه الحاضنة توفر له الحماية ويعد الدولة قوة عدائية مضطهدة له ولا يعتبر ثمة بديل عن حماية الأقارب في العائلة أو العشيرة أو الطائفة. ولذلك نجد الفرق الكبير بين الاسرة التي مرجعيتها النظام البطرياركي والفرد، الذي أفرزته مرحلة التطور الصناعي ورسوخ البنى التحتية، وزوال مفاهيم المجتمع الأبوي (البطريركي) وبروز رؤى فكرية تنسجم مع معطيات التحولات الاقتصادية الهائلة، فأكد معظم الفلاسفة والمفكرين، من جان جاك روسو وجون لوك، وهوبز، ومونتيسكيو، على أن العقد الاجتماعي، هو عقد بين الفرد والدولة، والتخلي عن الرؤية الأبوية(البطريركية) التي باتت لا تتلاءم مع معطيات التحولا ت الاقتصادية والفكرية والسياسية.
نرجو ان نكون بهذه المقاربة اقترينا من فك الالتباس والخلط كي يكون ثمة تعريفا واضحا وبينا للمفهوم.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موظفة بالأونروا توثق نزوح عائلات فلسطينية من رفح


.. -طبعاً مش هيشوفها تاني-.. خالد أبو بكر يشيد بالموقف المشرف ل




.. نشرة الرابعة | متطوعة سعودية تلفت الأنظار.. ولاجئون يسمون مو


.. الترحيل إلى رواندا.. هواجس تطارد المهاجرين شمال فرنسا الراغب




.. نشرة الرابعة | النواب البحريني يؤكد على استقلال القضاء.. وجه