الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألاصوليه العلمانيه...

فواز فرحان

2007 / 7 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ربما تكون المصطلحات السياسيه هي الاخرى عرضه للتغيير والتطوير وابتداع الجديد دائما للتعبير عن حاله انيه عابرة في الحياة السياسيه, وبما ان الموضوع يخص التعبير عن جوهر الصراع الدائر في الشرق الاوسط وباقي بقاع العالم لابد من الاشارة الى اننا لم نشعر بأنتشار كلمه اصوليه الا مع ظهور الحركات الاسلاميه التي كانت تجيش الشباب لمحاربة القوات السوفيتيه في افغانستان وكذلك في كل من مصر التي تم اغتيال رئيسها انور السادات وكذلك الجزائر..
ان عملية البحث في اي موضوع سياسي تقتضي منا تعريفا دقيقا للحالة التي نحن بصدد بحثها وخاصة عندما يكون طبيعه الصراع الدائر صرعا فكريا يحمل في ثناياه مصالح طبقات متصارعه من اجل الوصول لاهدافها والتعبير عن برامجها السياسيه التي قادتها لحلبة الصراع هذه , في البدايه لا بد من القول ان الصراع الذي كان قائما في السابق بين الرأسماليه العالميه والقوى الاشتراكيه قد تغيرت ملامحه جذريا بعد صعود الاسلام السياسي الى الساحه واعتناق الكثير من الاحزاب العربيه والاسلاميه توجها قائما على اساس العقيده الدينيه المغلفه بأطار سياسي راديكالي في بعض الاحيان وأخذت هذه الاحزاب مكانها في الساحه مستفيدة من حالة الاحباط المتراكم من مواقف الغرب بشكل عام والولايات المتحده بشكل خاص من مجمل القضايا التي تخص العالمين العربي والاسلامي والمتمثله في الازدواجيه التي تمارسها سياسيا حيال قضاياهم..وكذلك ملئ الفراغ الذي خلفه التراجع المؤقت للفكر الماركسي على الساحة بعد انسحاب الاتحاد السوفيتي من الساحه واستقلال جمهورياته.وانفراد الولايات المتحده بالعالم والتي راحت تطبق سياسة الجزرة والعصا تجاه من يعارض سياستها عالميا وهو الشئ الذي دفع الجماهير للتخندق خلف احزاب وحركات ترفع شعار العداء للولايات المتحده وتعرب عن نفسها كند لهذه القوه على الاقل سياسيا في اطار النضال للدفاع عن حقوق الجماهير..
وبالفعل حققت هذه الحركات اختراقا يحسب لها في الساحة الجماهيريه لاسباب عديده تقف في مقدمتها احساس المواطن بأن تلك الاحزاب تعبر عما يجول في دواخلها من كبت وغضب تجاه السياسه الغربيه والامريكيه على الاخص, وكذلك ضعف التأثير الذي احدثته الاحزاب الشيوعيه في هذه الجماهير واستفادة بعض القوى الدوليه التي ترى في اضعاف الولايات المتحده خدمة لمصالحها وأنشغالها في حرب من هذا النوع بدلا من مواجهتها والاستفادة من هذا الانشغال في عملية ترميم اوضاعها على الساحه الداخليه وحتى الدوليه كما هو الحال مع روسيا والصين وبعض دول الاتحاد الاوربي التي لا ترغب في انفراد الولايات المتحده بالعالم , وفي المقابل حاولت الاحزاب العلمانيه أعادة بناء نفسها على أسس جديده تلائم الواقع الدولي الجديد وتعمل على بسط نفوذها وتأثيرها في تلك الجماهير بطرق حديثه تختلف اكثر من السابق وبرز مع هذه الاحزاب العلمانيه تيارا يدعى بالتيار اللبرالي الذي يحمل هو الاخر تصورا علمانيا ديمقراطيا لمشاكل المجتمع لكنه يوالي السياسات الامريكيه في المنطقه ويحاول استنساخ طريقة الحياة الغربيه ويفرضها على العالم العربي مع ذلك لا بد من الاشارة الى ان من حق كل طرف ان يعبر عن طروحاته بالطريقه التي يراها ملائمه له وتناسب تصوراته للعالم منها الاحزاب العلمانيه وحتى منظمات المجتمع المدني التي لا تريد ان يعيش الشعب تحت سطوة اي قوة دينيه دون برامج واضحة ومحدده تراعي فيها حقوق الانسان ومبادئ العمل السياسي والديمقراطي وهذا ما تفتقد اليها برامج هذه الاحزاب على الاقل في هذه الفترة التي تمكنت فيها للوصول الى السلطه في معظم البلدان كما هو الحال في كل من السودان والعراق وايران...
وأصبحت صورة الصراع مقرونه بالوقائع اليوميه وافرازات السياسه الامريكيه على الساحة الدوليه وردود افعال الرأي العام العالمي تجاهها, وانقسم التيار العلماني في هذه المرحلة الى قسمين أحدهما مع المشروع الامريكي وهو يسمى كما قلت بالتيار اللبرالي واخر معارض للمشاريع الامريكيه في المنطقه والعالم والتي تستند الى فرض سياسة عولمة المجتمعات وحرية حركة رؤوس الاموال والبضائع في الوقت الذي لا تسمح فيه للطرف المقابل ممارسة نفس السياسه وتفرض قيودا كثيره على الدول التي لا تستجيب لمطالبها مما يعطي وجها ناصعا للازدواجيه التي تصب في خانة الطابع اللاأنساني لهذه العولمه..
الفريق الاول يبشر العالم بالعولمه التي لا يعي عن تأثيراتها على المجتمع البشري على المدى البعيد اي شئ وينطلق من مساندته لتلك المشاريع من أسس فرديه بحته نابعه من اهتمام الدوائر الغربيه والامريكيه ببعض الشخصيات العربيه ليكونوا الستار الذي تحتمي خلفه تلك الدوائر وما تروجه من أفكار ومشاريع للعالم سواء العربي او الاسلامي والثاني الذي يطلق عليه البعض مصطلح التيار العلماني الماركسي , ومصطلح الاصوليه بلا ادنى شك لا ينطبق على الفئات التي تتبنى الفكر العلماني خاصة في عصرنا الحالي لان تلك التيارات وحتى الافراد لا تستخدم العنف سواء على صعيد التبشير بأرائها وافكارها او حتى اعتمادها على الكفاح المسلح الذي تخلت عنه لتستبدله بوسيلة الحوار والاقناع وحتى صراعها مع الاسلام السياسي من اجل اثبات الوجود على الساحه , وتأثير التيارات العلمانيه ينمو تدريجيا وفق أسس ثابته تختلف عن الطرق السابقه في التعبير والشئ الذي يبنى بهدوء وتدريج عادة ما تكون اسسه ومرتكزاته قويه للغايه لا يمكن بسهوله استأصالهااو اضعافها..
اما التيارات الاصوليه الاسلاميه فقد وقعت اسيرة خطاب سياسي يفوق في بعض الاحيان قدرتها على الوفاء بمتطلباته ومرتكزاته وتعتمد الى حد بعيد على تأثير العاطفه الدينيه في النفوس وتطرح برامجها استنادا لمواقف الدول التي ترى في الاسلام خطرا يهدد العالم , وفي الحقيقه ان الاسلام ليس خطرا يهدد العالم بقدر ما هو خطر يهدد بفناء الرأسماليه وتقوقعها في مساحه جغرافيه محدده على سطح الارض , لذلك اختارت الولايات المتحده الاسلام للقضاء عليه بحجة مكافحة الارهاب وهي تدرك انه الخطر الحقيقي في الخمسين سنة المقبله على المشاريع الرأسماليه والاحتكاريه في العالم, لذلك هي تريد افراغ الاسلام من الكثير من قيمه التي تعطيه الاستقلاليه في اختيار المصير وتحول هذه القيم من الشعور بالاستقلاليه والسياده الى مفاهيم تشجع على الركوع والخضوع لكل ما يفرض عليها من الخارج وهو الجوهر الذي يقوم على أسسه اليوم ما يسمى بصراع الحضارات..
ان الحرب الدائرة اليوم هي التي ستأخذ العالم الى شاطئ حرب بارده جديده من نوع اخر يكون طرفها روسيا التي لها المصلحه في اعادة الولايات المتحده الى حجمها الحقيقي ومن خلف روسيا العالمين العربي والاسلامي وفي المقابل الولايات المتحده ومجموعة الدول التي تقف خلفها وهي في تناقص يوميا بعد ان اخذت دول امريكا اللاتينيه تشق طريقها بثبات لبناء اشتراكيه تلائم مجتمعاتها وتبعد الشركات الاحتكاريه عن التحكم في مقدرات تلك البلدان , وبينما كان العالمين العربي والاسلامي من المستفيدين في الحرب البارده السابقه وكذلك الولايات المتحده كانت كل من اوربا والاتحاد السوفيتي في حالة استنزاف دائم حتى نهاية تلك الحرب..
اما اليوم فأن العكس هو الذي يحدث او على الاقل يعبر عن نفسه من خلال الدعم الذي تقدمه روسيا لايران ومجموعة الدول المعاديه للسياسه الامريكيه وحتى الاحزاب والحركات السياسيه التي تخضع لروسيا بشكل غير مباشر من خلال خضوعها لايران التي تعلم ان المساعدات الروسيه مشروطه بالحفاظ على اطار عام سياسي تطبقه الدولتان يهدف بالاساس الى اضعاف الولايات المتحده الامريكيه وتقليم نفوذها عالميا من خلال زجها بحروب مستمرة لا نهايه لها , والمستفيد من هذه الحرب سيكون كل من روسيا والاتحاد الاوربي اللذين ذهبا ضحية حرب باردة فرضتها الولايات المتحده على العالم من اجل استمرار تدفق الاموال عليها وجعلها امبراطوريه عالميه.ان الاحداث التي نعيشها اليوم حبلىبحرب باردة تلوح في الافق لكنها هذه المرة لن تنتهي امريكيه..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟


.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟




.. 154-An-Nisa


.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي




.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا