الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوف من الموت أم الخوف من الله

نشأت المصري

2007 / 7 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قضية الخوف قضية شائكة ومتشعبة ودائما تسعى القيادات وأولي الأمر لفرض الخوف من أشياء متعددة حفاظا على الأمن والنظام.
كما أن القيادات الدينية تستعمل نفس المنطلق لترهيب البشر من عقوبات قد وضعت في عصور كانت فيها الخطية سائدة ومتملكة على عقول البشر , لهذا الأمر بعينه وضعت الشريعة الموساوية , مرعبة وقاسية بما يتناسب مع ظرف الشرائع الجسدية لحكم الجسد بالطاعة العمياء لوصايا الشريعة.
لهذا فرضت الشيعة الدين فرض والصلاة فرض والذبائح فرض ومقاومة الخطية بأحكام مفروضة فرضا ولا يجوز مخالفتها أو تجاوزها ومن يتجاوزها يعتبر مخالف للناموس والأنبياء.
حتى أصبح الموت لمن يتجاوز الوصية وبطرق متعددة للقتل والإعدام , كرجم الزانية , وقتل المتطاول على الهيكل والمذبح وخلافه.
حتى أن الله كان له في فكرهم صورة مرعبة تتناسب مع قوة الآلهة الوثنية ليكون الله أكثر رعبا ونار وأتون وزمجرة الجبل ودخان , حتى أن المعجزات التي كانت! هي أيضا تتناسب مع طبيعة البشر الجسدية, لهذا عاقب سدوم وعمورة بالحرق بالنار الكبريت , وعاقب العالم الخطاة أيام نوح بالموت بالطوفان , وعاقب قورح وداثان وأبيرام أيام موسى بأن تفتح الأرض فاها وتبتلعهم أحياء .
حتى أن ضربات الله بيد موسي لشعب مصر كانت مرعبة , دم , وبرد ونار , جراد وبعوض , دمامل وموت المواشي بالوبأ ,........ وأخر الكل موت الأبكار.
أشياء قاسية ومرعبة لتخيف بني البشر من الموت الجسدي ,, وكل هذا كان لحكمة:
بأن يضع الله حكم الموت الذي حكم به على أدم الأول وبنيه أمام أعيون الخطاة ومخالفو الناموس!!!
وبما ان الإنسان ليس له دراية روحية حيث أن روحانياته كانت مغلقة بفعل الخطية الجدية ( خطية أبونا أدم) ولا يفهم أو يعي الموت الثاني الذي هو الجحيم مع إبليس وأعوانه, لهذا وضع الله أمام عينه الموت الجسدي الذي يتناسب مع طبيعته الساقطة!!!
أي أن الشريعة في ذالك الوقت شريعة جسدية تحكم الجسديات بالجسديات , أي كل وسيلة تقهر الجسد, كالضرب والجلد والموت بالرجم وخلافه, أي وسائل لها واقعها المؤلم على الجسد الخاطي .
لتصبح الشيعة الموساوية ناقصة لا تحمل معاني أبعد من الجسد .
لهذا تحتاج هذه الشريعة لشريعة تكملها لتصل بها لأبعد من الجسديات للروحانيات , والتي تتناسب مع طبيعة السماويين , وطبيعة الله الذي هو روح والساجدون له بالروح والحق يسجدون.
ولكي يصل الإنسان لهذا المنطلق الروحي لابد أن يكون منزهه عن الخطية حتى الخطية الموروثة , التي هي خطية أبونا أدم.
وبما أن البشر والمخلوقات جميعها لا تملك غفران هذه الخطية لأن أبعادها ضد شخص الله , فلابد أن يكون الغفران من الله نفسه , ولكن العدل الإلهي لابد أيضا أن يتجلى في أبها صورة , وحيث أن أجرة الخطية موت فكان لابد أن يموت البشر جزاء عن الخطية , أو أن خالق البشر المحب والذي به كل البشر لأنه خلقهم , هو الذي يموت ويقهر الموت بقيامته من الموت.
لأن موت البشر يؤدي بهم للهلاك الأبدي , ومحبة الله للبشر , ورحمته بهم تضع غواية الحية( الشيطان) في مسؤولية هذه الخطية والتي سقط بسببها أدم,
لهذا ولأن محبته للبشر لانهائية وضع على عاتقه الخلاص لكل البشر من الموت , وقهر الموت بموته.
وقد وعد بذلك بقوله ( نسل المرآة يسحق رأس الحية)
وفي ملئ الزمان تجسد الله الكلمة , ليموت هو فداء لكل البشر ,وليس هذا فحسب بل وضع كمال الشريعة , ليسمو بالبشر من شريعة الجسد لشريعة الروح.
وقد أظهر لنا هذا من خلال حياته على الأرض , فكان يجول يصنع خير, أقام الموتى الجسديين معطيا لنا رجاء قيامتنا من الأموات في يوم الحساب العظيم, متحننا على الأرملة فأقام لها أبنها , و متحننا على مريم ومرثا فأقام لهم أليعازر الذي أنتن في القبر, و متحننا على يايرس فأقام له أبنته ,
كما أقام موتى الخطية , والمحكوم عليهم بالرجم, متمثلا بخلاص الخاطئة الممسوكة في ذات الفعل , فخلصها من أيدي راجميها ,بأنه أوضح لهم خطاياهم , وبدون نقاش فوضعها أمامهم وهو ينبشها في التراب أمامهم حتى انفض الجمع من حولها , وقال لها بكل حنان : أدانك أحد........وأنا أيضا لا أدينك أذهبي ولا تخطئي.
إذن المسيح جاء بنوع جديد من الآيات والمعجزات فيها تتجلى المحبة والرحمة والخير, وليس الرعب والقتل والتخويف والإرهاب.
لأن به كمال الناموس من شريعة جسدية لينبوع روحي.
لهذا وبعد هذه المفاهيم الروحية والتي تتناسب مع حرية الإنسان وحقوقه في هذه الحياة لينتصر ظافرا بالحياة الأخرى في السماويات.
لهذا موت الإنسان أو إعدامه تكفيرا عن خطاياه , ليس هو السبيل للصلاح في ظل شريعة جديدة هدفها الخلاص الروحي وليس الجسدي.
فحكم القصاص الجسدي يقفل الطريق أمام التوبة والرجوع عن حياة الخطية, ليجعل من السارق معوق يصبح عبئ على المجتمع , فبدلا من صلاحه يتحول لحاقد على المجتمع ومنتقم منه ,والزاني لا رجعة له بحكم الرجم حتى الموت.
كما يوضح هذا اللنك المرفق:

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_6289000/6289068.stm

لنصنع من البشر خائفون من أحكام الشريعة وليس مقتنعون بحياة الصلاح والتوبة ومحبة الله وكل خلقه, لنرتد من الكمال!!, إلى الشريعة الجسدية مرة أخرى تاركين الروحانيات متمسكين بالجسديات.
الخوف من الموت والقصاص يصنع تدينا ناقصا , فيتحول الإنسان من خائف لله إلى خائف من المشرّعين , وأصحاب الفتوى,فبدلا من البعد عن الخطية محبتا في الله لنتقرب له من خلال أرواحنا وأيضا أجسادنا لنعبد الله بالكمال لمحب الكمال...
تجد هؤلاء الذين يخافون العقاب الجسدي والأرضي يفعلون الخطية والاستمتاع بها خفية بصورة غير معلنه ,,,فتظهر أمامنا نوع خطير من الرياء في العبادة فيجعل الإنسان من نفسه أشبه بقبور مبيضة من الخارج وداخلها عظام أموات وكل نجاسة!!!.
بعد كل هذا أضم صوتي لكل من يطالب بإلغاء عقوبة الإعدام لأنها ضد طبيعة الكمال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع


.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح




.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran