الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صاحبات الاخرين

نهى محمود

2007 / 7 / 16
الادب والفن


اذا كان الكلام من فضة .. فالسكوت من ياقوت
هي قناعات " الكاتب شحاتة العريان"
أراه كثيرا لاشهر طويلة أثناء ترددي على ميريت أرقبه خلف جريدته
لا يترك ورقة ملتبسة في زي جريدة إلا ويختفي خلفها .. كنت اظنه مهتما بقراءة الصحف غير الحكومية فقط .. وأردت ان اختبر ذلك انتهزت فرصة فريدة لخواء يده من مطبوعة يتصفحها واخرجت من حقيبتي بعض الصحف القومية بسرعة سألني " غيه دي.. قلت له
تناولها مني واختفى خلفها
سفاحي الجرائم المتسلسلة ومجرمي الحرب وحدهم أكثر البشر صمتا لذا فالأدباء أكثر خلق الله وداعة وبإيماني هذا أسمعه يتحدث .. وحقيقة طال إنتظاري
أنه يقرأ الجريدة ويرقبنا من فوق نضارته ولا يتحدث
وأخيرا تجاذبت معه اطراف الحديث .. كنت اتحدث عن اني لا أحب نجيب محفوظ او بمعنى اوضح "لا أعرف أن اقرأه كل ما يكتبه عكس ما اصدق اختلف معه ولا اشعر بالمتعة التي ينشدها القارئ من كتاب .. أكره النهايات الحزينة المبررة ونجيب محفوظ يمنحني دوما نهايات بنت كئيبة يغرقني بها كختم إنساني غصب عن عيني
لكن حماس شحاته العريان له زعزع يقيني قليلا بشان قراءتي له .. كان الدهشة الثانية او الحوار الثاني وهو يتحدث بولع عن الشوارع القاهرية القديمة واخبره اني لا أعرفها .. أترجم نظرة الإستغراب الشديد في عينيه إلى ضرورة حصولي على خريطة لمصر
وتبقى كل حكايا شحاته العريان الصامتة مشوبة بغموض لا احتمله .. أحب الكلمات تلك التي تترجم طلاسم البشر امامي
وهكذا أخترت طريقتي المفضله ان أراه حين اقرأه .. لم استطع الحصول على روايته الاولى " دكة خشبية" التي قرأت عنها نقدا كثيرا حازت فيه على إعجاب الكاتب لكني حصلت على " صاحبات الأخرين" استغرقت قراءتها شهرا كاملا لقصور مني .. كنت استمتع باكتشاف - عالم الاديب الصامت- أرقبه والمحه بين سطوره واعرف مبررا لصمته- هو اختيار البوح مع الاوراق بذكرياته وأفراحه ومخاوفه .. هناك حيث المساحة الملائكية البيضاء التي نملئها بأفكارنا لنكثف لحظات فانية ونجمدها
أختار لبطله اسم- شهاب - ذلك الذي يحمل ايقاع يشبه شحاته
يحب الشوارع القديمة وتبقى في روحه بصمات للصداقة التي ولت ايامها .
والحنين لمملكة زائلة لملك لم يسكن قصر الحكم يوما .
رغم الغرهاق الذي اصابني من قراءة - صاحبات الاخرين - بفعل مواطن الحنين الشديدة داخلها واستقبالي لها كتجربة مست كياني وتطابقت معه إلا انني استمتعت بها
تلك التجربة الثرية الثرثارة لاديب لا يعرف أن يتحدث عنه إلا صمته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل