الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحن الشرقيين نمارس الديمقراطية فى الحياة الحزبية

عبدالله مشختى احمد

2007 / 7 / 19
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


رغم ان الحياة الحزبية قد دخلت الى منطقتنا منذ عقود مضت منذ بدايات القرن التاسع عشر وقد مرا الازمان وكثرت وتعددت الاحزاب بايديولوجياتها المختلفة من بداية المد الماركسية فى المنطقة وانتهاء بظهور الاحزاب الديمقراطية ومن ثم الاشتراكية واخيرا الصحوة الدينية باحزابها المختلفة من حيث التوجه والتكتيك والموحد فى الاهداف والنتائج, وقد كان لكل حزب منهجه ونظامه الداخلى فى كيفية تسيير اموره وممارسة نشاطاته سواء كانت علنية او سرية ومما نود ان نبحث عنه هل كانت الممارسات الحزبية لاعضاء بلك الاحزاب داخل الحزب تتسم بالديمقراطية الصحيحة ؟اذا تمعنا فى تاريخ الاحزاب فى المنطقة خاصة بعد الخمسينيات حيث تكاثرت المصائب وخلفت احداث الحرب العظمى الثانية اكوام من المشاكل المعقدة وتوجهت الشعوب نحو المطالبة بالاستقلال من بقايا وترسبات الاحركة الاستعمارية وكان الهدف الاسمى لمعظم الاحزاب هو التخلص من الاستعمار واثارها عند تسلمها السلطة فى الدول التى نالت الاستقلال فمنحت قدرا كافيا من الحرية والديمقراطية لقواعدها لممارسة النقد وتشخيص السلبيات التى كانت ترافق مسيرة تلك الاحزاب سواء كانت تقود السلطة او كانت خارجها .
ومع تقدم ومرور الزمن وتعقد الحياة السياسية تغير النمط الديمقراطى لمعظم الاحزاب السياسية فى التعامل اليومى مع قواعدها وجماهيرها شيئا فشيئاالى ان وصلت الى ما نحن عليه فى ايامنا هذه حيث اصبحت الاحزاب بمثابة مؤسسات تنتظر الربح والخسارة كالمؤسسات التجارية فاذا كانت تنتظر الانتخابات تتودد للقواعد وتقترب منها وتنفذ بعضا من مطاليبها وتستجيب لقلة من من طروحاتها كى تصل الى مبتغاها الا وهو الوصول الى السلطة واستلام سدة الرئاسة فتتجمد الحماسة والتودد يوما بعد يوم , ولا تبقى للقواعد سوى الانصياع الكامل لتوجهات القياداة كيفما كانت حتى ولو كانت مخطئة فى هذه التوجهات , ومجال النفد وتشخيص السلبيات والممارسة الديمقراطية تضيق منافذها نوعا ما وحتى اذا مورست فتبقى كل الطروحات القاعدية مجرد افكار لا تتجاوز الهيئات الوسطية لهذه الاحزاب , واذا اخذنا العراق الحالى او الجديد كما نسميه كنموذج واحزابها العديدة التى ابثقت بعد انهيار النظام الفاشى عام 2003 نرى بان معظم هذه الاحزاب افقد روح الممارسة الديمقراطية فى صفوفها بحيث ليس هناك للقواعد غير الانصياع لاوامر القادة وتنفيذ ما يأمرون بها وما يقررونها فى اجتماعاتهم وحلقاتهم دون الاستعانة برأى القواعد واذا ما فعلت يوما فانها تفعل ذلك للاستهلاك الاعلامى لكى لا يتولد اليأس والاحباط فى صفوف القواعد الحزبية ,واذا ما حاول احد ما من الوفاء بمبادئه والحرص على مصلحة حزبه او قضيته الوطنية او القومية ان يظهر استياء او نقدا لاية جهة قيادية فان الله سيأخذ منه وسوف يبهم بشتى التهم من فوضوية او الخيانة او العمالة لجهة اخرى او يهمل ويهان فى احسن الاحوال لانه تجاوز خطا احمر لايمكن له ان يتجازظها لانه لم يصل الى تلك المكانة المرموقة التى تؤهله لان يبجاوز الخطوط المرسومة لكل انسان يكون منتميا للحزب المعنى .
ان الاحزاب الان كما اسلفنا امست مؤسسات ضخمة توازى فى ثقلها واعملها اكبر بكثير من السلطة او بديلها فى اغلب الاحيان او تصير مسيطرا وعاءقا لممارسة السلطة لصلاحياتها حيث تتدخل فى شؤونها وتعرقل مسيرتها فى تطبيق القوانين ، وان الاحزاب الان وفى عصرنا الحديث بمثابة مؤسسات تمثل مصالح نسبة معينة وقليلة من اعضائها وليس كل قاعدتها بل مجموعة من المتنفذين الذين تجمعهم المصالح والعلاقات او القوة حول القياداة ، الاحزاب تمثل هذه الفئة فقط دون غيرها من حيث الامتيازات والدعم المادى والمعنوى والبقية هم يمثلون القطاع الواسع او الاساس الذى يعتمد الاحزاب عليهم لا ناقة لهم ولا جمل سوى التطبيل والتزمير لشعارات تلكم الاحزاب وحتى فى حالة منح اتيازات الى اعضاءه فان الاحزاب تقوم بفرز الذين تشملهم هذه الامتيازات كالتعيين او الايفادات والزمالات الدراسية تعتمد على اختيار من هم من ذوى النفوذ او المراكز سواء كان داخل الحزب او خارجه او الاعتماد فى الاختيار على درجة القرابة من هذا القيادى او ذاك فى الحزب وليس على الابداع والكفاءة او الاخلاص او الخدمة النضالية اعتمادا على المثل القائل اذا ما عندك درهم ما تسوى درهم اذا لا تملك احدا بين القادة فلن تعتبر محظوظا او كفوءا هذا هو معيار التقييم والكفاءة والخبرة لدى الاحزاب الشرقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة