الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العمليات التفجيرية في المغرب هي تسييس الإرهاب أم ترهيب السياسة والمواطن؟
الحيداوي احمد
2007 / 7 / 17الارهاب, الحرب والسلام
إن تصريح السيد وزير الداخلية بالتهديدات الإرهابية المحدقة بالمغرب، تأتي في ظروف تتسم بحلول صيف ساخن، واستعداد الحكومة بمغادرة مقاعدها أمام فضائح مالية واستغلال النفوذ و سنوات من الجمود. في وقت تتصاعد احتجاجات المعتقلين الإسلاميين ، وانتظامهم فيما يسمى السلفية الحركية بتوجهها السياسي، ونشر معاناتهم في صفحات بعض الجرائد المستقلة من تعذيب واغتصاب وهضم حقوقهم، أمام مسمع ومرأى الأحزاب والجمعيات الحقوقية ودعاة الديمقراطية ودولة الحق والقانون،وكذالك دعوة العلماء لفتح الحوار بمشاركة جميع مكونات المجتمع السياسي والمدني و الشعب المغربي . وذلك انطلاقا من نقل جلسات المحكمة وعموميتها،بما أن هناك جهات توصف بالعليا حسب الصحف عملت على تثبيت كاميرات داخل قاعة المحكمة في مقابل منع الصحافة الوطنية والدولية بتصوير وتسجيل أطوارها، التي يطلب بها جل المعتقلين. لكن يظهر في نظرهم أن هناك أيادي خفية تعمل لطمس الحقيقة.والوقائع تثبت ذالك من خلال مواقف الأحزاب المغربية وتصريحاتهم التي تتميز بالتحامل أحيانا وبالسكوت والتغاضي عن الانتهاكات الإنسانية ضدهم أحيانا كثيرة، ونفس الشيء بالنسبة للجمعيات الحقوقية المغربية والتي لم تسلم هي الأخرى من الضرب والتعنيف في دولة الحق والقانون. هذا التواطؤ الظاهر والخفي النابع من خلفيات سياسية عند البعض، للانتقام من حراس العقيدة الإسلامية وخدام إمارة المؤمنين في المغرب حسب تصورهم ،في الوقت الذي كان الصراع في عدم تركيز السلطات بين مؤسسة إمارة المؤمنين كسلطة لتدبير الشأن السياسي و الديني، و بين الملكية الدستورية واحتكارها جميع السلطات في شخص الملك ضد الأحزاب الاشتراكية والشيوعية والتقدمية المغربية.
أمام حالة التأهب القصوى،وبالطريقة التي يتم التسويق لاحتمال وقوع عملية إرهابية، واختيار توقيت الموسم السياحي،التي كان يعول عليه البعض. يستدعي طرح مجموعة من التساؤلات.
- أول مرة يطلب من الشعب الانخراط في هذه الحرب، بل الأكثر من هذا إشراك رجال الأعمال وأصحاب الشركات في هذه التعبئة الغير مسبوقة. ليبقى السؤال: ماهو الثمن المقدم للمنعشين الاقتصاديين والسياحيين؟.
- لماذا انتظر وزير الداخلية الإعلان عن حالة الطوارئ القصوى حتى مرت احتفالات اليهود بمدينة أسفي؟
- هل دخلنا لمرحلة تسييس الإرهاب على حساب تدبير ملفات حقيقية تهدد الساحة المغربية كقضية الانفصاليين والحركات الامازيغية والحركات التحررية في الشمال، والأمراض الاجتماعية ذات المطالب السياسية؟.
- هل فعلا التحذيرات بحالة الاستنفار تستدعي التضحية بقطاع حيوي تراهن عليه الدولة والمنعشين الاقتصاديين ومن يعيش على السياحة في المغرب ؟.
- لماذا قطاع السياحة هو المقصود بهذه العمليات الإرهابية حسب التصريحات السابقة ،إن كانت التهديدات آتية من الجنوب من جماعات الملثمين أو من الجزائر من القاعدة في المغرب الإسلامي حسب تصريحات المسؤولين؟.
من المعروف أن إستراتجية هذه الخلايا هي ضرب المواقع الحكومية ورموز السلطة،كما نتابع من خلال العمليات التي تنفد في الجزائر، وليس المواقع السياحية، كما يروج له في المغرب، وكما نقلته بعض السفارات الأجنبية التي حذرت رعاياها بالمغرب بالابتعاد عن الأسواق والاكتظاظ في الشوارع والمحلات الفاخرة؟.لماذا التحذير يأتي دائما من سفارات الدول التي تتزعم الحرب على الإرهاب في العالم دون السفارات الأخرى؟
- اليس التركيز على استهداف المواقع السياحية يجعلنا أمام نصف الحقيقة مقابل واجب انخراط الشعب بكل مكوناته ضد الإرهاب بدون فهم ما يجري في الواقع؟.
- هل تصريح وزير الداخلية هو رد فعل ضد الغليان التي تعرفه سجون معتقلي السلفية الجهادية، من قضية الحوار؟
- أم محاولة قطع الطريق على المنظمات الحقوقية الأوربية التي تبنت قضية المعتقلين الإسلاميين والوقوف على نوعية التهم، منذ حضور البرلمانية الأوربية والاجتماع مع اسر المعتقلين تحت إشراف جمعية النصير؟.
- هل يمكن اعتبار تصريح وزير الداخلية حملة انتخابية لتذكير الجميع بخطر الإسلاميين في حالة فوزهم؟.
فمسالة تبادل المعلومات الاستخابراتية حول هجمات إرهابية،تقليد قديم بين الأجهزة،حيث نجد من خلال معلومات متطابقة ، أن الاستخبارات المغربية كانت على علم بأحداث 16 مايو مند شهر مارس 2003 من أجهزة خارجية، حيث كان يروج في الكواليس احتمال تعرض المغرب لهجمات إرهابية على شكل قضية أسني بمراكش. أما العمليات الإرهابية الأخيرة 11 ابريل وقعت في فترة استنفار شبيهة بما نعيشه اليوم.
وتحذيرات الوزير باحتمال تعرض المواقع السياحية لضربات إرهابية، تذكرنا بأحداث 16 مايو 2003 الأليمة، والتي مازلت ألغازها عالقة لمدة أربع سنوات. مجموعة من علامات الاستفهام تواجهنا كلما حاولنا النبش في الذكرى المؤلمة، التي يبقى غموضها حاجز سميك أمام انخراطنا في هذه الحرب.
عند قراءة بسيطة لهذه الأحداث نجد أن كثير من المعلومات المدونة في المحاضر تتناقض مع بعضها البعض ،بل أحيانا تطرح إشكاليات حقيقية عن صحة بعضها عند كل متتبع لهذا الملف،الذي أصبح الغوص فيه" كاطبوا من الطابوهات" لايقل أهمية في معارضة الحملة المسعورة على الإرهاب حسب العقلية الأمنية،التي تأمرنا بالانخراط الكلي،دون تمكيننا من فهم صحة الوقائع.
- حسب الرواية الرسمية جل انتحاريي 2003 تركوا الدراسة في سن مبكرة.وان المهام التنظيمية وحتى اللوجستيكية موزعة حسب الأشخاص لا حسب الاختصاصات.أما المخططين فإلى يومنا هذا لم تعرف هويتهم. وأول المعضلات هي دائرة التخطيط للعمليات الإجرامية.حيث أن المواقع التي استهدفت هي مواقع لليهود بمدينة الدار البيضاء 3من أصل 5 مواقع.
- إذن لماذا هذه المواقع؟و من اختارها؟وما الهدف من ضرب مواقع ليهود مغاربة دون سقوط ضحايا منهم،في حين كانت الإصابات بين المغاربة بليغة من قتلى ومعطوبين ؟.
- إن المعلومات المدونة على شكل اعترافات محمد العمري تظهر أن عبد الفتاح بو اليقضان، هو الذي عمل على تحضير المتفجرات،رغم عدم اختصاصه وضعف مستواه التعليمي. ويبقى الاستغراب هو:
كيف أن الدائرة السوداء التي خططت للعمليات لم تذهب بعيدا، مع أن الفندق كان من الممكن ولوجه من طرف الانتحاريين، ليقوموا بالعمليات الانتحارية من الداخل كزبناء الفندق، بما أنهم استرخصوا وجودهم في الحياة،وأرادوا أن يضربوا بقوة؟.من الصعب أن يفهم ألمراء على أن الذين خططوا لهذه العمليات كانوا يتوخون نتائج أكثر مما حصل.
- نلاحظ أن محمد العمري هو الفاعل الثاني بعد المدعو بنتاصر المعروف" بمول السباط "، ذلك أنه سيسهر على ملازمة الانتحاريين إلى آخر وقت، وهو حلقة الربط بينهم وبين "مول السباط" حيث هذا الأخير ينقل التعاليم من الحقيبة السوداء. ومع هذا يفاجئنا تصرف محمد العمري في عدوله عن الانتحار رغم دوره الأساسي في السهر على الإشراف والتنسيق بين أفراد الخلية، وليس لقناعته، التي لانعلم عنها أي شيء. ومعه كذالك رشيد جليل والطاوسي وياسين الحنش.
- إذن لماذا تراجع العمري في آخر لحظة ؟هل دوره هو الإشراف على إتمام العملية؟ و هل الانتحاريين الذين نفذوا العمليات بالصورة المعروفة كانوا مخدرين؟ ما السر في تراجع الآخرين بما أنهم تشبعوا بنفس الأفكار؟ آو ليس لهما نفس القناعات ونفس المبادئ ونفس الأفكار الإجرامية؟ أم أن الباقين كانت مهمتهم في مرافقة الانتحاريين ودفعهم للقيام بالعملية فقط؟.
ما سر انتحار زوجة العمري، التي كانت تآزره في محنته حتى انتحرت بالطريقة المبهمة،ليبقى انتحارها علامة استفهام؟.
- أما المعروف بمول" السباط" المدعو بنتاصر الذي يعتبر الحلقة الرئيسية في أحداث 16 مايو2003، قتل أثناء التحقيق، ليبقى السؤال هل موته في التحقيق ليس نتيجة التعذيب؟ وان كان العكس، فلماذا إذن مات؟ وهل أهمية "مول السباط" تجعل المحققين يتهاونوا في موته حتى تضيع الحقيقة؟.
- عندما نسمع الرواية الرسمية نجدها تتكلم عن تجارب لتفجيرات، تدريب في فنون القتال، تدريب على الأسلحة بشتى أنواعها ، كل هذا ليقوم الانتحاري بتفجر نفسه، فلماذا هذه التداريب بما انه سيفجر نفسه في آخر المطاف؟و لماذا لم يتعلم وضع المتفجرات أي التفخيخ؟.
- القول أن الانتحاريين ينطلقون من فكرة محاربة الطاغوت،نجد الأماكن التي تمت فيها العمليات ليست مباني حكومية، وبالتالي نجد كل الضحايا من عامة الشعب؟.
هل الضربات الإرهابية المقصود منها قتل أفراد الشعب المغربي فقط والطبقة الشعبية على الخصوص؟.
- حسب نفس المصادر الرسمية نجد الجماعة المقاتلة المغربية متهمة بالقيام بهذه العمليات ،مقابل هذا الاتهام لانجد من الانتحاريين عنصرا واحدا ينتمي لهذه الجماعة الوهمية،حيث المنتمين للجماعة المقاتلة المغربية حسب تعريف المخابرات المغربية ،أفرادها تدربوا في البوسنة والشيشان وافغنستان، هؤلاء الجنود لم يستطيعوا القيام بعمليات تتناسب مع تكوينهم،كل ما نجد ه أسماء متهمة بالضلوع في عمليات انتحارية لا تقدم ولا تأخر،بل الأدهى من هذا هناك أدلة قاطعة على اتهام أشخاص بانتمائهم إلى هذه الجماعة، بتهم ملفقة كما هو مدون في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.
كقضية الصحافي الحيداوي عبد الفتاح الذي يعتبر احد قادة الجماعة المقاتلة المغربية، كما جاء في جريدة العالم الناطقة باسم حزب الاستقلال في المغرب، في العالم الأسبوعي العدد 20674 ليوم السبت والأحد 10 و11 مارس2007. هذا القائد الذي يسقط عليه تعريف الجماعة، حيث لم يغادر المغرب قي حياته،ولم يسبق له العمل في الخدمة العسكرية، ولن يستطيع القيام بتدريب رياضي او شبه عسكري نتيجة عملية جراحية أقعدته مدة سنة.هذا نموذج القائد في المغرب كما نقلته العالم.كما انه كان عضو ناشط في الشبيبة الإسلامية، وسنه لم يتجاوز 11 سنة بمعنى تلميذ في المرحلة الابتدائية،كما هو مدون لدى( ف و ش ق).
- الغريب من كل هذا نجد أعضاء الجبهة المقاتلة المغربية،مختبئين كالفئران رغم ما نسمعه عنهم من تدريب على الأسلحة واستعمال القنابل اليدوية وصنع المتفجرات،أي كل ماله علاقة بقوة التدمير، ويبقى الإشكال نصدق من؟. فلا يمكن هذا الخطير أن يصبح حملا وديعا؟.
فالحملة الإعلامية المنخرطة في الدعاية،أتت بعكس غرضها،حيث عامة الشعب وصل إلى قناعة أن ربط ما يقع عندنا من عمليات إرهابية بلهاء، لايمكن أن تكون لها امتدادات خارج المغرب، وخصوصا مايسمى القاعدة في المغرب الإسلامي، فنوعية العمليات بين البلدين مختلفة اختلاف الشرق مع الغرب.
- مقابل هذه الدعايات نجد عمليات فردية أحيانا محكمة التخطيط والتنفيذ،كقضية قتل اليهودي المغربي بالدار البيضاء يوم 11شتنبر 2003 رميا بالرصاص. والجريمة النكراء في حق رئيس المعقل بأسفي بالرصاص،والجريمة البشعة في قتل الدبلوماسيين بالرباط. هذه الجرائم المعزولة والتي لا تمتد ملابساتها إلى أية جهة إسلامية، والتي لم نسمع للجماعة المقاتلة المغربية عمليات شبيهة.
مع العلم أن جل الشبكات التي ثم تفكيكها يصرح السيد وزير الداخلية أن لهم مخططات لضرب مواقع حكومية وعسكرية،وفي كل عملية نجد أن المهدد هو الطبقة الشعبية التي تعاني من الأمرين، في حالة الاستنفار وفي حالة وقوع كارثة إجرامية،بمعنى في حالة الاستنفار نكون مشبوهين أو متهمين بالإرهاب، وفي حالة وقوع تفجيرات نكون إما ضحايا أو جرحى أو معتقلين.أما الحديث عن سيارة مفخخة فقد أشارت إليها جريدة الأحداث المغربية بعد تفجيرات 11 ابريل 2007.
من واجب الدولة أن تحذر الشعب المغربي من هجوم إجرامي محتمل، والجهة التي تتربص بنا،وان تحافظ على امن المواطن ،وعلى المواطن أن يحافظ على امن الدولة،والدفاع عنها حبا في هذا الوطن، وليس إرضاءا لحكامه الذين مازالوا يتعاملون بنصف الحقيقة، أمام معادلة تسييس الإرهاب واسترهاب السياسة والمواطنين.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مونت كارلو الدولية / MCD البث المباشر – أخبار دولية, أبراج,
.. ريبورتاج فرانس24: سوريون يعودون إلى بلادهم بعد انهيار نظام -
.. هدى قطان تكشف لـCNN أبرز تحدٍ واجهته في مسيرتها.. وهذا ما قا
.. ما حقيقة توغل الجيش الإسرائيلي في عمق سوريا على بعد 25 كلم م
.. المبعوث الأممي إلى سوريا: الغارات الإسرائيلية في سوريا تدعو