الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصير القادة/هل من يتعض؟

ميثم محمد علي موسى

2007 / 7 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مصير القادة/هل من يتعض؟
يموت البعض من القادة شامخاً ، ويموت ألآخر ذليلاً وجباناً. ويعني الموت تجدد الحياة أو ولادة جديدة للشامخين فيُذكرون على مرّ التاريخ كرموز للبطولة وألخير ومثال للقدوة . ويموت البعض ألآخر حتى قبل أن يموت ، رمزاً للشر ولايذكر ألا مقروناً باللعنة . لكن كتبة التاريخ لاينصفون دائماً!

صلب المسيح صار رمزاً ، وقتل جيفارا مازال ينفخ روح الثورة في صدور الملايين ألى يومنا هذا ، وغاندي مازال حياً في ذاكرة الهند كمحرر ، والليندي يذكر كرجل مبدأ ، رفض أن يستسلم للأنقلابيين ألذين ارادوا سلب السلطة عبر السلاح بقيادة بينوشيت ، لاعبر صناديق ألاقتراع ، و قاتل وكان يعلم ان موته محتم. بينوشيت مات ذليلاً مهاناً !
أما نيرون فلا يُذكر ألا مقروناً بحريق روما.
هتلر النازي ألذي تسبب في قتل ألملايين من البشر عند ما اراد السيطرة على اوربا في الحرب ألعالمية الثانية ، مات ميتتة غامضة.
والحجاج بن يوسف الثقفي ، يُذكر مقروناً بالموت والعنف وبمقولته الدموية ( ..ارى ان رؤساً قد اينعت حان وقت اقتطافها.. )
لمع من حياة القادة ونهاياتها
في كثير من بلدان الغرب( وبعض الدول النامية ) يكون الطريق مفتوحاً لقادتها السابقين لممارسة حياتهم العادية ، يتقاعدون أو يقومون بأنشطة ذات طابع سياسي وأجتماعي على المستوى ألوطني أو ألعالمي.

جون ميجر رئيس وزراء بريطانيا ألاسبق وجد نفسه محالاً على التقاعد وله من العمر انذاك أربع وخمسين عاماً فغرق في عالم التجارة مختفياً عن الساحة السياسية.

عام 1889 أعلن الرئيس ألامريكي يومها ( جروفر كليفلند ) وهو يغادر ألبيت ألابيض ((أنتظروني بعد أربع سنوات)) ، وبعد أربع سنوات حقق نبؤته فعلاً وأعيد أنتخابه رئيساً. وسيذكر التاريخ أنه اول امريكي يترك البيت الابيض ليعود أليه مرة أخرى منتصراً ، عن طريق الانتخاب لا الانقلاب.
ميخائيل جرباتشوف ، الرئيس السوفيتي ( الروسي) ترك كرسي الرئاسة عن عمر يناهز الستين ومازال يمارس انشطة ذات طابع أجتماعي وسياسي . بل كلنتون رئيس امريكا السابق كذكلك . فقد سلم كرسي الرئاسة وكان له من العمر خمس وخمسين عاماً ويكرس كل طاقاته من اجل مستقبل زوجته هاليري السياسي ، ومحاربة مرض ألايدز. مرة صرح : أذا كان الرئيس بوش ألابن يعتلي سدة ألرئاسة بعد بوش ألاب مكرراً التجربة الامريكية الاولى بعد قرنين من الزمان ( الأب جون آدمز رئيس الولايات المتحدة من 1797 وحتى 1801 وألابن جون كوينسي آدمز 1825 وحتى 1829) فاني سأكون أول زوج ورئيس سابق لزوج ورئيس لأمريكا . الرئيس ألاب بوش يعتبر الآن واحداً من أهم ألافراد في أكبر الشركات الاستثمارية المتنفذة وذات ألانشطة المبهمة (!) كارتل كروب ، والتي تمتلك المليارات !
ألرئيس ألامريكي تيودور روزفلت (1901-1909) شعر بضجر شديد من ألبيت ألابيض ، وأقنع وزير دفاعه هوارد تافت للترشيح للرئاسة ، وقد خلفه فعلاً ، لكنه ندم فيما بعد وأقترح عليه التنازل عن كرسي ألرئاسة ، وخاض ضده صراع عنيف في الانتخابات اللاحقة ، مما أدى ألى فوز منافسهما الديمقراطي ودور ويلسون.
جيمي كارتر سلم كرسي الرئاسة الامريكية عن عمر يناهز السادسة والخمسين ومنذ انتهاء رئاسته والى اليوم يكرس جهوده لمحاربة الديدان والامراض الطفيلية في غينيا ، وينشط على الصعيد الدولي لحل النزاعات القائمة بين الدول ، وخاصة الافريقية.
رئيس وزراء النرويج السابق ( كروهارلم برونتلاند ) كان ألى وقت غير بعيد رئيساً لمنظمة الصحة العالمية. رئيس وزراء هولندا السابق ( كوك) غادر مباشرة ألى مكاتب شركة النفط البترولية الملكية الهولندية (شل) .
ليونيد بريجينيف (1906-1982) السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفياتي المنحل ( من 1964 وحتى موته ) عاش حتى أواخر أيامه كقيصر ( شيوعي !). في سنواته ألاخيرة كان مثل مومياء محنطة ..مات موتاً طبيعياً وشُيع معززاً مكرماً خلافاً لسلفه خروشوف ألذي أزيح عن منصبه وعاش منعزلاً ذليلا . ولايُذكر خروشوف ألا وضربات ألحذاء على منصة ألامم المتحدة ، أما بريجينيف فيكاد أن يكون منسياً..
شاه ايران محمد رضى بهلوي مات مهاناً ، مطروداً من قبل أكثر حلفائه بالامس (على رأسهم امريكا) حيث رُ فض ان يعالج حتى من السرطان فيه الولايات المتحدة . ولم يكن هناك من هو على استعداد لاستقبال ( الطاووس الملكي ) سوى سادات مصر يومها..ومات فيها دون أن يأسف عليه أحد ، ولم يشفع له تاجه الذي كان مرصعاً بأغلى جواهر العالم.

نابليون 1769-1821 القيصر والدكتاتور الفرنسي مات منفياً في جزيرة سانت هيلانة في 05-05-1821 عن عمر يناهز 51 عاماً. كان يعتقد أن نابليون مات مريضاً بالسرطان ، غير أن ألبحوث ألحديثة تبين أنه مات نتيجة لوجود نسبة مرتفعة من الزرنيخ في جسمة ، مايدل أنه مات مسموماً.
أما دكتاتور أوغندا عيدي أمين دادا (1925-2003) فكان حكمه دموياً بمعنى الكلمة. سيطر على الحكم عام 1971 بأنقلاب عسكري مؤسساً واحداً من أعتى ألانظمة الدكتاتورية في القرن العشرين ، والذي لم يفقه دموية سوى النظام العراقي البعثي السابق بقيادة صدام حسين. عيدي أمين دشن عهده بأعدام كل قادة ألجيش الذين لم يساندوه . وهناك قصص تقشعر لها ألابدان تروى عنه . يشاع انه كان يحتفض ببعض رؤس معارضيه الذين اعدمهم مجمدة ليضعها على طاولة الطعام أذا كان لديه ضيوف من وزن عال. وكما فعل صدام ويفعل رؤساء الدول العربية والمتخلفة لم يبخل عيدي أمين على نفسه بالألقاب بدءاً ( بالرئيس مدى الحياة) وحتى ((ملك أسكتلندا))!! عام 1979 عاد الرئيس الاوغندي السابق ميلتون أوبوته ألى ألحكم بمعونة تنزانيا ، فهرب عيدي أمين ألى ليبيا ! في نهاية 1980 أنتقل ألى ألعربية ألسعودية ، ليموت فيها في منفاه ميتة الكلاب في أغسطس 2003.
وهذا غيض من فيض !

في العراق
بعد أنقلاب 1963 الدموي حولت طريقة القتل البشعه محمد حسين الرضوي (سلام عادل) الى بطل ورمز وطني ، تماماً كما تحول محمد باقر الصدر فيما بعد على ايدي نفس البعثيين الى رمز لقوة الشهادة وتحدي الطاغية.
الزعيم عبد الكريم قاسم تحول الى رمز ، وقاتليه تحولوا الى لعنة. فقاسم رفض توزيع السلاح على الشعب لحمايته ، وكان يأمل حقن الدماء ، فمات مرفوع الرأس وظل في ذاكرة العراقيين حياً. وقد يتم انصافه يوماً!
تظل تسمية الزعيم عبد الكريم قاسم بأبو الفقراء لازمة ابدية في ذاكرة العراقيين ، مهما اختلف الناس في حكمه وتقييمه ، وسيخلده التاريخ كأنظف رجل سلطة ، أما صدام فسيُذكر على مر التاريخ كقائد دموي قتل من شعبه مالم يفعله أي سلطان أو ملك أو قائد في حياته ، و سلب شعباً كاملاً لاحريته وماله بل وحياته لعقود ، واستباح وولديه وشلته اعراض الناس وممتلكاتهم ..سيُذكر كمشعل للحروب والعدوان ، وسيذكر زمنه كأكثر ألازمان رعباً بالنسبة للعراقيين ، وجيرانهم .. سيُذكر كلعنة. سيُذكر بالقائد الذي هرب وولديه القاتلين ليلقى القبض عليه في حفرة ذليلاً هارباً رعديداً، وهو الذي كان اسمه يرعب الحجر..
مصير القادة العرب
ترى أي مصير ينتظر القادة العرب؟ دكتاتوريَ هذا الزمان؟ ومن سيخلفهم على عروشهم؟ كيف ستكون نهاية قذافي ليبيا؟ وهل سيحل سيف العرب محل أبيه؟ ومن سيحل محل شاويش اليمن والرئيس الازلي له علي عبد الله صالح؟ أبنه أيضاً؟ من سيخلف حسني مبارك في مصر ؟ وهل سيحتذي بنموذج ألأسد في سوريا ، فيخلف ابنه ؟ وهل يظل بن علي يحكم تونس حتى يبدأ بالخطو نحو القبر ، فيبرز اليه بن علي ثان مكرراَ مافعله هو نفسه مع بورقيبة؟ ورئيس السودان؟ وبقية الرؤساء والملوك والسلاطين العرب؟
وهل فيهم من يتعض؟ أم أن دروس التاريخ لاتفهم ، بل لاتقرأ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة