الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تناقض سافر:شكل الدوله الحديث ونمط العلاقات المتخلف

عبد العزيز الخاطر

2007 / 7 / 18
المجتمع المدني



المؤشر الحقيقي والدال على شكلية الدولة في منطقتنا الخليجية والعربية بوجه عام هو نمط العلاقات السائد في مجتمعاتنا . في الظروف الطبيعية لسيادة الدولة الحديثة تكون هذه العلاقات أفقية الى حد كبير خاصة بين أفراد الشعب ولا تعتمد كثيراً على التكوينات التاريخية لما قبل قيام الدولة الحديثة كما حدث في أوروبا حيث اختفت طبقات في أو اندمجت في إطار جديد بعد قيام الدولة واتخاذ مبدأ المواطنة كمفهوم يقوم على المساواة في الحقوق والوجبات وبالتالي اتخذت العلاقات النمط الأفقي الدال والمؤشر على تلك المساواة ومن تلك التكوينات التاريخية التي اندثرت أو اندمجت كما أشرنا طبقة النبلاء والبرجوازيين وحتى رجال الدين والكنسية لما لهم من تأثير كبير وتميز في تلك الحقبة من تاريخ تطور قيام الدولة العصرية في أوروبا الحديثة . في حين اقتصرت العلاقات العاموديه على مسؤوليات الدولة ومن يمثلونها ضمن الإطار القانوني فمن يحتل منصبا سياسيا مثلاً تبقى علاقاته مع أجهزتها وأفرادها علاقات عاموديه يحددها القانون ولا ترتكز بالتالي على أي بُعد تاريخي أو عائلي أو يتعلق بمركز اجتماعي . هذه المقدمة أراها ضرورية لفهم إشكالية وجود الدولة مع بقاء التكوينات التاريخية التي أشرت إليها ، ونظراً لقوة وصلابة هذه التكوينات التاريخية المتمثلة في القبيلة والعائلة او الطائفه ونظراً كذلك لعدم التطور السياسي لهذه المجتمعات أسوة بغيرها من المجتمعات الحديثة بشكل تتحول معه هذه التكوينات وتنخرط ضمن مشروع الدولة الذى من المفروض ان يقوم على أسس ثابته كالدستور والمواطنة والمساواة واستقلال القضاء تصبح الدولة هي الجانب الأضعف في هذه المعادلة فيصددم الصالح العام بقوة التكوينات التاريخيه الموجوده سلفا والتى لم تستطع الدوله هضمها وتمثلها نظرا لشكليتها كما اشرت . من الضروره بمكان ان تكون الاولويه لدولة الدستور فالبون شاسع بين دولة الدستور ودولة ماقبل الدستور . لذلك ينبغي ويظل مطلباً مُلحاً أن لا يطغى هذا الجانب على جانب الدولة الدستوريه . لقد عانى الغرب قبل ذلك امتلاك أصحاب المكانة الاجتماعية من نبلاء أو رجال الكنسية للدولة ولكنه استطاع أن يتمخض عن مشروع متطور لحل الإشكالية بين الجانبين بما يحفظ المكانة الاجتماعية لأصحاب تلك التكوينات القانونية والسلطة للدولة وذلك من خلال إقامة الدولة أو المملكات الدستورية ، وهو تطور كبير في تاريخ الفكر السياسي جعل من أوروبا مجتمعات متقدمة لا يتخاصم الماضي فيها مع الحاضر ولا تتقاتل فيما بينها ولا تلعن تاريخها رغم بشاعته وقسوته فانتظمت العلاقات الأفقية بين أفراد الشعوب وارتبطت بسلطة الدولة ارتباطاً قانونياً يحدده الدستور وتتداوله الأحزاب . إن الأمثلة كثيرة في عالمنا العربي بالذات الدالة على هشاشة الدولة أمام التكوينات التاريخية الماضوية التي تريد أن تظل حيوية رغم تطورها وعدم تقليل قبضة الامتيازات التي تمتلكها ، ولا تعني المسميات هنا سواء كانت مملكات أو جمهوريات أو غير ذلك دليلاً على تحقيق أي تقدم في هذا المجال فكلنا في اعتناق الفكر القروسطي " شرق " إن مشروع الأمة المستقبلي مرهون بشكل كبير بضرورة الخروج من إشكالية الدولة – القبيلة – أو الدولـــــــــة – الطائفة – بالسرعة الممكنة نحو دولة المواطنه وإلا ستظل هذه الدول دولاً هشه تحمل في طياتها بذور فناءها حتى ولو أعطيت حق الفيتو .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما مرتبطا بتنظيم القاعدة با


.. -العربية- في مخيمات النازحين الأيزيديين بالعراق.. موجات حارة




.. ما مدى خشية تل أبيب من إصدار المحكمة قرار باعتقال نتنياهو وغ


.. الجزء الثاني - أخبار الصباح | الأمم المتحدة تعلق مساعداتها إ




.. أطفال فلسطينيون يطلقون صرخات جوع في ظل اشتداد المجاعة شمال ق