الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول نداء اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين

معتز حيسو

2007 / 7 / 18
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها



أطلقت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين في سوريا مجدداً نداءاً يدعو لتوحيد الشيوعيين السوريين ، بعد فشلها في المحاولة السابقة من الوصول إلى أية نتائج ايجابية . ولم تأتي اللجنة الوطنية في محاولتها الأخيرة بجديد ، فهي تدعو مجدداً إلى التنبيه من الخطر الداهم على سوريا ، وعلى ضرورة وحدة الشيوعيين ( الرسميين ) بكونها المكون الوحيد للوحدة الوطنية في مواجهة المخططات الأمريكية ، والتباطؤ في انجاز هذا التوحيد رغم عدم توفر الشروط الذاتية التي لا تنسجم ولا تعبر عن الشرط الموضوعي المناسب للتوحيد ، يساهم في تسريع انجاز المخططات الإمبريالية – الصهيونية . إن التوحيد المفترض يقوم على أساس تشكيل مجلس تشاوري مركزي يمثل بالتساوي كافة الفصائل الشيوعية لتنقية الأجواء بين الشيوعيين وتطوير العمل المشترك مع الحفاظ على الاستقلالية التنظيمية للمشاركين ، ويتشكل المجلس بالانتخاب المباشر أو بالتوافق على أن يبحث لا حقاً تعميق الديمقراطية في اختيار الممثلين على مختلف المستويات .
ـــ إن ما جاء به إعلان اللجنة الوطنية يعاني جملة من الإشكاليات :
1- كان الإعلان شكلانياً في تناوله لموضوع التوحيد وانحصر في تحديد أشكال ( الانتخاب ، التمثيل ... ) مبتعداً عن تناول مهمات المرحلة الراهن .
2- في ظل أزمة التناقض القائمة بين الفصائل الشيوعية الرسمية لم يتناول الإعلان آليات توحيد الشيوعيين السورين على أساس الحوار الديمقراطي ، بل قدم دعوة توحيد وهمية تفتقد إلى المقومات والدعائم السياسية التي تشكل مقدمات موضوعية لأي عمل سياسي يقوم على فكرة التجمع الديمقراطي.
3- لم يوضح الإعلان مفهوم وشكل ومضمون وأسباب الدعوة إلى الوحدة الوطنية التي يريد تحقيقها من خلال توحيد الشيوعيين السوريين ، إضافة إلى أنه لم يحدد دور القوى السياسية المعارضة ،ليبقي المعني في الوحدة الوطنية (أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ).
4- إن ضرورة التوحيد أياً كانت أشكالها ومضامينها لا تحددها الرغبات الإرادوية ، ونضوج الظروف الموضوعية بمستوياتها المختلفة والمتباينة لا يعني بالمطلق إن أصحاب الدعوة الذين يعانون من عدم توفر الظروف الذاتية الناضجة يمثلون حقيقة الإرادة الجمعية للمجتمع السوري (الغائب والمغيب عن الفاعلية السياسية ) ، بسبب القطيعة بين الأحزاب الشيوعية الجبهوية وبين القاع الاجتماعي نتيجةً لسياسات هذه الأحزاب المتناقضة مع مصالح الطبقات الاجتماعية المهمشة والمفقرة .. نتيجة لعدم تمثل مهماتها التاريخية المعبرة عن الواقع الموضوعي الملموس ، لتبقى المعبر الموضوعي عن مصالح النخب القيادية في سياق تحالفها الطبقي التبعي والمرتهن ، إضافة إلى أشكال العلاقة البينية للفصائل الشيوعية الرسمية القائمة على تناقض المصالح الشخصية و التخوين العقائدي والادعاء بامتلاك الحقائق المطلقة ، مما يحد من نجاح أي عمل مشترك أو توحيدي . وتزداد علاقة الأحزاب الشيوعية الجبهوية تناقضاً مع الأحزاب السياسية المعارضة الموجودة خارج إطار الجبهة .
5- لقد غاب عن الإعلان التحديد السياسي المعبر عن مضمون وحدة الشيوعيين .
6- غابت عن الإعلان الرؤية الطبقية المحددة لشكل ومضمون الوحدة المزمع القيام بها ، وبالتالي غاب العامل الطبقي المحدد للموقف السياسي الذي يفترض أن يكون تعبيراً عن مصالح (الطبقات العمالية ،الفلاحية ،والفئات الكادحة ) ، ليتجلى بوضوح تغييب الموقف من المهمات الداخلية أمام إظهار العداء للمشروع الأمريكي /الصهيوني وفق آليات يغيب فيها الترابط الجدلي بين الداخل والخارج .
7- بقدر ما يعبر الواقع الراهن عن ضرورة توحيد قوى اليسار تحديداً والقوى السياسية الحاملة لمشروع التغيير الوطني الديمقراطي عموماً ، فإن فكرة التوحيد الشكلانية والتكتيكية كما وردت في نص الإعلان لا تساهم في تجاوز الخلافات والتناقضات السياسية الراهنة بين الأحزاب الشيوعية الرسمية ، بل تؤكد التناقض القائم بين الأحزاب الشيوعية الرسمية وبين المشاريع السياسية الوطنية / الديمقراطية لقوى المعارضة .
8- إن الواقع الراهن المتسم موضوعياً بتفاقم حدة التناقضات الإجتماعية في ظل شروط دولية تعمل على تكريس مشاريع الهيمنة الخارجية وسيطرة سياسية شمولية داخلية ، يعبر عن الضرورة الموضوعية لتحالف قوى اليسار في سياق انجاز مشروعها السياسي الذي تحقق من خلاله الفئات والطبقات المضطهدة مشروعها الديمقراطي / الاجتماعي / والذي يفترض إن ينطلق من صياغة المهمات المعبرة عن الواقع الراهن ديمقراطياً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسعى لمنطقة عازلة في جنوب لبنان


.. مسؤولون عسكريون إسرائيليون: العمليات في غزة محبطة وقدرة حماس




.. ما أبعاد قرارات المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر الخاصة بالضف


.. صحيفة إسرائيلية: نتنياهو فقد السيطرة ما يدفعه إلى الجنون وسق




.. ما أبرز العوامل التي تؤثر على نتائج الإنتخابات الرئاسية الإي