الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في قلب الاعصار ...ثانية

ريبين رسول اسماعيل

2007 / 7 / 19
القضية الكردية


في قلب الاعصار ليس عنوان فيلم سينمائي من انتاج هوليود، بل هو التقرير الذي اصدرته منظمة هيومان رايتس ووتش عن وضع حقوق الانسان في اقليم كردستان والذي فضح بشكل واضح الممارسات التي تقوم بها الاجهزة الامنية الكردية من انتهاكات واضحة لحقوق الانسان والمساجين من ضرب وتعذيب وانتهاك لكرامة الانسان واعتقالات عشوائية تحت مسمى الاعتقال والحجز الاحترازي. هذا التقرير المكون من (49) صفحة من الحجم الكبير يسلط الضوء على احد اكثر الانتهاكات لحقوق الانسان الموجودة في الاقليم، وهو الحجز من دون محاكمة لمدد قد تصل في بعض الاحيان الى اكثر من خمس سنوات، من دون ان يكون للمتهم حق توكيل محامي او رؤية عائلته.
حقيقة ان هذا التقرير لم يصدم الواقع الكردي الذي نعرفه ونختبره يوميا وندعو لمعالجته دون ان تكون هناك استجابة لدعواتنا، ولكنه شكل صدمة للدول والاحزاب الصديقة التي كانت تردد كالببغاء ما كان يردده حكومة اقليم كردستان عن ان الاقليم اصبح جنة على الارض، واعطى ذريعة قوية لمن يعادون التجربة الكردية في المنطقة، و وضع حكومة الاقليم في وضع دولي معقد لايحسد عليه.
وبما ان القيادة الكردية مهووس بنظرية المؤامرة وتعيش على وقع انغامها ودفن راسه في الرمال كي لا يرى الواقع الكردي المأساوي من انتهاكات مستمرة لحقوق الانسان. وبعد صدور التقرير، ظهرت هنا وهناك بعض الاصوات النشازة التي اتهمت مرة المنظمة المذكورة بالظلم، ومرة بعدم الدقة، ومرة اخرى بأن هناك ايادي اجنبية تريد تشويه صورة الاقليم، دون ان يذكروا الايادي المحلية التي ساهمت حقا في تشويه صورتنا امام العالم المتحضر، والذي هو بلا شك، اياديهم.
الجزء الثاني من تقرير بعد الاعصار صدرت من قبل اللجنة الخاصة المشكلة من قبل مجلس الوزراء في شهر ايار للبحث في وضع المساجين والسجون الكردية، وهو خطوة في الاتجاه الصحيح، وان كان متأخرا. التقرير المكون من (7) صفحات من الحجم الكبير، يذكر حقائق مريعة لم تكن موجودة في الجزء الاول الصادر من قبل هيومان رايتس ووتش، بل ان التقرير الكردي الخاص، اشد قسوة من التقرير الدولي، حيث يشير التقرير الى ان هناك اكثر من (700) سجين في سجون الاقليم تم سجنهم واعتقالهم من دون امر قضائي ومذكرة اعتقال، وان البعض منهم مضى على اعتقاله اكثر من (7) سنوات ولم يتم بعد توجيه اية تهمة اليهم لنقص في الادلة، رغم ان البعض منهم مشتبهون بالضلوع في اعمال ارهابية، الا ان هناك بعض السجناء ممن سجنوا او اعتقلوا بسسب الاقتتال الداخلي اواسط التسعينات من القرن الماضي وما زالوا موجودون في السجون دون ان تغلق ملفاتهم.
التقرير يشير بشكل واضح الى ان هناك نقص كبير في توفير الادوية والرعاية الصحية وانتشار بعض الامراض بين السجناء وعدم السيطرة على تلك الامراض بشكل مناسب، مما وضع السجناء في وضع انساني صعب ومعقد، والى عدم ملاءمة بعض السجون كون ان بعضها كان مدرسة قبل ان تتحول الى سجن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العالم الليلة | إسرائيل توسع عملياتها في رفح.. و-الأونروا- ت


.. العالم الليلة | ردود فعل ساخرة حول دعوة نصر الله فتح البحر أ




.. -الأونروا-: 450 ألف شخص نزحوا قسرا من رفح.. والشوارع خالية م


.. فلسطينيو الداخل يتظاهرون في ذكرى النكبة للمطالبة بعودة اللاج




.. نصر الله يدعو لبنان إلى -فتح البحر- أمام اللاجئين السوريين