الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول سؤال العلمانية: الفصل بين الدولة والدين ضرورة ديموقراطية..

خالد ديمال

2007 / 7 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن الديموقراطية ليست مطية سهلة يمكن تحقيقها بسهولة، كما أنها ليست انتقالا متسارعا من دون هدف، أو آليات مرحلية شكلية، بل ميلا جديد، لكنه عسير حقا،"فمن دون الديموقراطية ، ومن دون التعددية ،لا نهضة ، ولا وحدة ، ولاتقدم". والهدف المباشر من الديموقراطية هو إيجاد أحسن صيغة ممكنة لحل مشكل الحكم، وذلك بجعل الحاكمين خاضعين لإرادة المحكومين، أو مضطرين للخضوع لها خضوعا منظما ومقننا.
إنه تحول مطلوب من الديموقراطية خوضه، في أصعدة متعددة، في الفكر، والمعتقد، ثم تحول في الوعي، والذي عماده الأساس الفصل بين الوحدانية الإلاهية في مقابل التعدد في ميدان الحكم والسياسة.
هوانتقال تاريخي، لكن من مميزاته أنه يقوم بإحلال الولاء للفكرة ، وللبرنامج السياسي محل الولاء للشخص، وللمؤسسة عوض الأفراد.
هو تحول بما يفيده من حماية الحقوق الأساسية للإنسان ، وحماية كرامته ، وأيضا سيادة الشعب ، واعتباره مصدر السلطة،إلا أن هذا الإنتقال لا يوفره ، و يضمن استمراره سوى القانون الوضعي وليس الإلاهي ، وكذلك المجتمع المدني.
فالقانون الوضعي ، والذي يعد في مرتبة العقد الإجتماعي خلال مرحلة تاريخية معينة، والذي يراعي واقعا اجتماعيا معينا، في زمن معين ، ومكان معين،لا يضعه سوى الناس الذين يطبق عليهم ، بما يعنيه ذلك من مراعاته لحاجيات هؤلاء ، في حين أن القانون الإلاهي من ضمن الصفات التي يأخذها ، وتنطبق عليه،" أنه ثابت ، وأبدي ، وكلي، أي انفلاته من إعادة النظر، وبالتالي التعديل"..
إن المحدد الأساسي الذي ينبغي أن يأخذه الدين هو بقاؤه في إطار الإعتقاد الشخصي ،لأنه عندما يتحول إلى عمل سياسي يصبح وسيلة للنيل من حرية الإنسان،ولإجباره على الخضوع والإستسلام، كما يصبح وسيلة لقهر الآخرين.

وبقدر ما تجسد الدين سيفا منتصبا لصد الطغيان والظلم في مراحل تاريخية معينة، بل وابتكاره صيغا تجنح نحو العدل والمساواة، فإن هذه الميزة لم يكتب لها الإستمرار، وبالضبط عندما سخر الحكام الدين لتأبيد أوضاع معينة تروم الإستبداد، وإلى الحكم الفردي..
إذن، الديموقراطية في أحد مظاهرها، وتعابيرها، هي حق من حقوق الإنسان في الإعتقاد، والتعبير، والتنظيم، و إبداء الرأي ، والمشاركة، واتخاذ مواقف نابعة من القناعة، وصادرة عن الضمير..
كما أن من معاني الديموقراطية تزكية التعدد، والإختلاف، وأن يكون الحوار، وليس القمع، وسيلة التعامل، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإحتكام إلى المقاييس ذات الطابع العقلاني في بناء العلاقات، وكذلك المواقف..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah