الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف وتعقيب

سمير إبراهيم خليل حسن

2007 / 7 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعليقات مختلفة على موقع "أهل القرآن" وعلى موقع "دروب" وفى رسآئل وردت إلىّ. منها يسأل ويشارك فى توسيع ٱلمفاهيم ٱلتى وردت فى مقال "ٱلإنسان خليفة للّه وٱبن له". ومنها يغضب ويستنفر ويستنكر قولى عن ألوهة ٱلإنسان.
ٱلتعليق هو لون من ٱلمشاركة فىۤ أفكار ٱلمقال وحفز على ما يأتى من تعقيب عليه. ولما كانت ٱلأجوبة طويلة ومتشعبة رأيت جعلها فى مقال أعقّب فيه على مقالى ٱلسابق وأعرض فيه لما وردنى وما جاۤء فى تعليقات محاورة وأخرى مستنكرة. وفى ٱلتعليق أسس للحوار ٱلذى يزيد مقدار ولون ٱلعلم وٱلمعرفة لدى ٱلمحاورين فتتحسّن مفاهيمهم وتتطور.
أماۤ أن تكون ٱلتعليقات لون من أشراط رقيب متسلط يظنّ أنّ رأيه وإيمانه هما حقّ مقصور عليه فهذا هو زعم كلّ سلطة طاغوت. وهو ما لم أكن أتوقعه من أصحاب موقع "أهل القرآن". فقد طلبوا حذف ٱلمقال عن موقعهم وهم ٱلذين يزعمون أنهم يتبعون كتاب ٱللّه من دون أقوال ٱلسلف وأحاديثهم. وقد تزرّعوا فى طلبهم ٱلحذف بقولهم عن (حساسية موقعنا الذى يهاجمه الخصوم بالباطل فكيف بهذا المقال الذى يناقض معتقداتنا القرآنية؟). ولم يغفلوا ٱلقول عن ٱستطاعتهم ٱلرّد: (من الممكن بسهولة الرد على ما قلت) ولكن لم يردّوا بحجّة أعلنوها بقولهم: (نرفض الدخول فى جدل يمس آيات الله تعالى ويدخلنا فى دائرة التعرض لمعتقدات اهل الكتاب وهو مخالف لمنهج الموقع وشروطه)!. وهى حجّة لا تختلف كثيرا عن حجّة إبليس ٱلساقطة:
"قال أنا خير مِّنهُ خَلَقتَنِى مِن نَّارٍ وخلَقتَهُ مِن طِينٍ" 76 صۤ.
وهم فيما جآء لهم من عذر فى طلبهم حذف ٱلمقال أظهروا سلفية لا تستطيع صبرا على حوار. وكانوا بطلبهم أكثر تمسكا بمواقف ومفاهيم ٱلسلف من أىِّ جماعة سلفية أخرى.
ذكرت هذا ٱلأمر عن أصحاب موقع "أهل القرآن" ليكون تحذيرا من زعمهم بموقف لهم ضد ٱلسلفية. فهم لا يحاورون ولا يقبلون فكرا مختلفا. وهو ما يظهره قولهم لى: (وبعض ما تكتبه مفيد ولكن بعضه يخالف شروط النشر عندنا ويناقض ما نؤمن به. وكما تعرف فلسنا موقعا مفتوحا للجميع، ولكنه للقرآنيين وأصدقائهم الذين يقتربون منهم من الفكر والمنهج ويلتزمون بشروط النشر).
وشروط ٱلنشر كما فهمت من كلامهم هى كتابة لا مسئول يمدحهم ويرفع من شأنهم ولا ينقض ما يؤمنون به حتى ولو كان تحريفه بيّنا كتمسّكهم بٱلكلمة ٱلمحرّفة "قرآن".
وبفعل مسئوليتى ٱلشخصيّة ٱلتى لا تقبل بأشراط ولا بإكراه وبفعل ٱعترافى بحقهم فيما يملكون فقد ٱستجبت لطلب ٱلحذف وحذفت معه جميع مقالاتى عن موقعهم وهاجرت عنهم بسبب طلبهم إلغآء مسئوليتى عمّاۤ أقول وأتبع كما يوجهنى قول ٱلروح ٱلقدس:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنَّ ٱلسَّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كلُّ أولـٰۤئك كان عنه مسئولاً" 36 ٱلإسرآء.
أتابع بمسئوليتى ٱلشخصيّة فأقول مجيبا لمحاور يطلب وسعًا فى ٱلمفاهيم أنّ ما رأيته فى كتاب ٱللّه ٱلقرءان عن ٱلمصلوب هو شبيه وليس عيسى. وأظنّ أنّه "ٱبن ٱلهلاك" يهوذا ٱلإسخريوطى كما سُمىّ من قبل عيسى وهو ٱلذى ضاع ذكره من بعد ٱلصلب. أما ٱسم ٱلضعف وٱسم ٱلخيانة فهما من أسمآء إبليس وأبنآئه. وفى كتاب ٱللّه بيان لمسألة ٱختفآء عيسى:
"إِذ قالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَىٰۤ إِنِّى مُتَوَفِّيكَ ورَافِعُكَ إِلىَّ ومُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذينَ كفروا" 55 ءال عمران.
فقد رفع ٱللّه عيسى إليه ولم يٌصلب ولم يكن ضعيفا ولا خآئنا. وهو ٱلمثل ٱلمؤيّد بٱلروح ٱلقدس ليكون به مثلا للناس فى كيف يكون ٱلإنسان إلٰها.
أما ٱلناس فقد جعلوا عيسى هو ٱللّه وثالث ثلاثة "ٱلأب وٱلابن وٱلروح ٱلقدس". وهذا ما قال عنه ٱلقرءان أنّه "كفر" للحقِّ وجهل به. فٱللّه أعلن أنّه جاعل فى ٱلأرض خليفة وعندماۤ أراد تسوية ٱلخليفة نفخ فى ٱلبشر ٱلوحش من روحه فصار ءادما. ثمّ بعد أطوار من ٱلرّسل وٱلأنبيآء ضرب ٱلمثل على ٱلخليفة ٱلكامل بتأييده عيسى بٱلروح ٱلقدس وهو ٱلقرءان. وهو ماۤ أفهمه من قول عيسى ٱلمعروض فىۤ إنجيل يوحنا:
"وأَمَّا متى جآء ذاكَ رُوحُ ٱلحقِّ فهو يُرشِدُكُم إلى جميع ٱلحقِّ لأنه لا يتكلَّم من نفسه بل كلُّ ما يسمعُ يتكلَّمُ به ويخبركم بأُمورٍ أَتيةٍ. ذاك يُمجِّدُنى لأنَّهُ يأخُذُ مِّما لى ويخبركم" يوحنا 16.
فقول عيسى عن "روح ٱلحقِّ" ٱلذى يرشد إلى جميع ٱلحقِّ: "أنّه يأخذ ممّا لى ويخبركم" يبيّن أنّ ٱلروح ٱلقدس ٱلمؤيّد به من دون ٱلناس هو ما جآء إلى محمّد تنزيلا من ربِّ ٱلعالمين وهو ٱلقرءان. وهذا يبينه قوله "ممّا لى". فٱلقرءان نزل على قلب عيسى من دون ٱلناس ومن دون إذن له بنسخه ونشره. وثُبِّتَ به فؤاده ليكون مثلا للناس على خلافة ٱبن ٱلإنسان وألوهته. وهو نسخة ٱختبارية للروح ٱلقدس فى ٱلإنسان قبل نشرها وإعلانها وٱلإذن بنسخها ونشرها. ثمّ نزل ٱلروح ٱلقدس مرّة أخرى كنسخة قابلة للنسخ على قلب محمّد وثبِّتَ به فؤاده وأُخرج منه نسخة مخطوطة أُعلن عنها وبُلِّغت للناس. وقد نشرت ٱلنسخة مع إذن للناس بحقّ وحرية تنزيل ما فيها من منهاج فى قلوبهم وتثبيت أفئدتهم به فتكون لهم به ٱلخلافة وٱلألوهة كما كانت فى ٱلمثل عيسى:
"يَٰۤأيُّها ٱلَّذين ءَامنوا لا تَسئَلُوا عَن أشيآء إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم وإن تَسئَلُوا عنها حِينَ يُنَزَّلُ ٱلقرءانُ تُبدَ لَكُم" 101 ٱلمآئدة.
وهذا عن تنزيل ٱلقرءان فىۤ أنفسهم وهو ٱلروح ٱلقدس. وبتنزيله يتغير ما بأنفسهم وتكبر ٱستطاعتهم على ٱلإدراك وٱلعلم وٱلفهم وٱلعقل وٱلقول. وبه تكون لهم ٱلقدرة علىۤ إنارة ما بقى فى ظلمات ٱلجهل فيعبدون ٱللّه وحده ولا يشركون معه ءابآءهم وحكامهم وكهنوتهم. وبٱلنور تكون لهم ٱلخلافة فى ٱلألوهة. فٱلقول "نور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض" هو تعريف لٱسم ٱللّه من بين ٱلأسمآء ٱلحسنى.
وأضرب مثلا على ٱلروح ٱلقدس فى عيسى من دون إذن بنسخه وفى محمّد مع إذن بنسخه. ومثلى عليه هو فى تنزيل منهاج على كومبيوتر من قبل مايكروسوفت بواسطة ٱلانترنيت من دون إذن لصاحبه بنسخه ونشره. فما تنزّله على هذا ٱلكومبيوتر من منهاج يكون أثره مقصورا عليه. وعندما تأذن مايكروسوفت بنسخ ذلك ٱلمنهاج على قرص CD وتوزعه على ٱلناس يكون لكل منهم حرية تنزيله فى كومبيوتره وٱكتساب قدرة ٱلمنهاج بتنزيله.
لقد جآء منهاج ٱلروح ٱلقدس فى طورين. ٱلأول فى عيسى من دون إذن بنسخ ٱلمنهاج وٱلثانى فى محمّد مع إذن بٱلنسخ. وحتى يستطيع ٱلناس فهم هذه ٱلمسألة يحتاجون للعلم ٱلذى تأتى به أفعال ٱلنظر فى كيف بدأ ٱلخلق بما يملكون من منهاج ٱلروح ٱلمنسوخ فى ذريّة ءادم. وبعلمهم يدركون ويعلمون حاجتهم لتنزيل ٱلروح ٱلقدس لتكون لهم به خلافة فى نور ٱلألوهة.
ٱللّه واحد أحد لا شريك له ولا صاحبة ولا ولد وليس كمثله شىء. وهو ٱلذى خلق ٱلإنسان وجعله فى ٱلأرض خليفة يخلف بجميع أسمآئه ٱلحسنى ومنها ٱسم ٱللّه ٱلذى يعرّفه بأنّه نور ٱلسمٰوٰت وٱلأرض. فٱلإنسان له بهذه ٱلخلافة أن يكون ربّا وخالقا وعليما وسميعا وبصيرا وقويا ومقتدرا إلىۤ أخر ٱلأسمآء ٱلحسنى. لكن ليس من دون ٱللّه. فٱللّه خالق لكلّ شىء وٱلخليفة خالق لأشيآء كثيرة لكن تبارك ٱللّه فهو أحسن ٱلخالقين. وألوهة ٱلإنسان تظهر فى قدرته على ٱلإنارة فى ٱلحق ٱلذى ينظر فيه بفعل روح ٱللّه فيه ٱلذى جعله ينظر ويحيط ويعلم بٱلحقِّ وينيره. وبذلك لا يكون ٱلإنسان ٱلإلٰه شريكا للّه ولا معه ولا مثله. وهو ما تبيّنه أفعال عيسى ٱلمؤيّد بٱلروح ٱلقدس ليكون للناس مثلا على ٱلنور وخلافته. وعيسى ٱلمتألّه بٱلروح ٱلقدس لم يقل للناس ٱعبدونىۤ أنا بل قال لهم ٱعبدوا ٱللّه هو ربِّى وربكم.
خلافة ٱلبشر ٱلإنسان بأسمآء ٱللّه ٱلحسنى لا تكون له من دون ٱللّه. فهو خالقه وهو مَن نفخ فيه من روحه وجعله ءادما وهو ٱلذى أيّد ما فيه من روحه بٱلروح ٱلقدس وبه يتعاظم علمه فى كيف بدأ ٱلخلق ويتعاظم خلقه وبه يعلم كيف يتأله. فٱلقول ٱلعربىّ:
"ٱتخذوۤا أحبارهم ورهبٰنهم أربابا من دون ٱللَّه وٱلمسيحَ ٱبنَ مريم وماۤ أمروۤا إلا ليعبدوۤا إلٰها وٰحدا لاۤ إلٰه إلا هو سبحٰنه عمَّا يُشرِكُونَ" 31 ٱلنُّور.
لا ينفى عن ٱلأحبار وٱلرهبان خلافتهم بٱسم ٱلرّب ولكن يبيّن أنهم أرباب بتأييد ٱللّه لهم بما يخلفون. فٱلقول "من دون ٱللّه" يبيّن أنّ ٱلجاهلين من ٱلناس (وهم ينقسمون بين يهود ونصارى مهما ٱختلفت أسمآؤهم) يظنون أن هؤلآء أرباب بذاتهم من دون ٱللّه وروحه. فيعبدونهم ويشركونهم مع ٱللّه.
ٱليهود وٱلنصارى هم جميع ٱلناس (أرى فى ٱسم ٱليهود مفهوما يبيّن موقف ٱلسّلفيين ٱلأبآئيين وٱلقوميين من ٱلناس جميعهم من دون ٱستثنآء مهما ٱتخذوا من أسمآء مختلفة لأنفسهم. وأرى فى ٱسم نصارى مفهوما أخر يبيّن موقف ٱلنّصرة ٱلجماعية للطبقة وٱلطآئفة وٱلحزب من ٱلناس جميعهم وفى جميع ٱلأرض. فٱلكاثوليكية مثلا طآئفة أممية تنصر بعضها فى كلّ أمر وموقف. ومثلها ٱلأرثوذكسية وٱلبخارية وٱلجعفرية وٱلشيوعية. فٱليهود ٱسم لجميع ٱلأبآئيين ٱلقوميين وٱلدينيين. وٱلنّصارى ٱسم لجميع ٱلأمميين. فٱلاسمان لا يدلان على عبادة للّه بٱتباع لكتاب موسىۤ أو بٱتباع للإنجيل. وٱلجميع كافرون ومشركون ما لم يؤمنوا بٱللّه وٱليوم ٱلأخر ويعملون صالحا).
وهم يقولون ما يظنون:
"وقالتِ ٱليَهُودُ عُزَير ٱبنُ ٱللَّهِ وقالتِ ٱلنَّصٰرى ٱلمسيحُ ٱبنُ ٱللَّهِ ذلك قَولُهُم بأفوٰهِهِم يُضَٱهئُونَ قولَ ٱلَّذينَ كَفَرُوا مِن قَبلُ قَٱتَلَهُمُ ٱللّهُ أَنَّىٰ يُؤفَكُونَ" 30 ٱلتوبة.
قولهم هذا يأتى به فعل ٱلظّنّ وتحريف ٱلكلم عن موضعه. فهم يظنون أنّ ٱلابن وٱلولد بدليل واحد. وأمرُ إدراكهم ٱلظَّنون وكذلك كفرهم معروض فى ٱلحوار ٱلجارى بين ٱليهود وعيسى فى مقالى ٱلمعقّب عليه. فهم لا يفرقون بين مفهوم ٱلابن ومفهوم ٱلولد ويكفرون ٱلفرق بين ٱلمفهومين.
وأتابع فهمى للقول ٱلعربىّ "من دون ٱللّه" مع ٱلبلاغ ٱلتالى:
"قل يٰۤأهل ٱلكتٰب تعالوۤا إلى كَلِمَةٍ سََواۤءٍ بيننا وبَينَكُم ألاَّ نَعبُدَ إِلا ٱللَّهَ ولا نُشرِكَ بِهِ شيئًا ولا يَتَّخِذ بعضُنا بَعضًا أربابًا من دُونِ ٱللَّهِ فإن تَوَلَّوا فقولوا ٱشهَدُوا بأَنَّا مُسلمُونَ" 64 ءال عمران.
وفيه دعوة لاتخاذ ٱلأرباب من دون كَفرٍ للحق. فٱلذى يدعوا يعلم أنّ ٱتخاذ ربٍّ له من ٱلناس لا يكون إلا لمن يخلف بنور ٱللّه ويكون ٱبنا له. فلا يتخذ ربًّا مِن جاهل يظنُّ ويكفر.
ٱبن ٱللّه لا يزعم ألوهة لنفسه من دون ٱللّه لأنّه يعلم بٱلتأييد ٱلجارى فى نفسه. فهو يعلم ويقول أنّ ٱللّه هو ٱلذى جعله خليفة بٱلنفخ فيه من روحه ثمّ أيّده بٱلروح ٱلقدس. وهو يعلم أنّ ٱلبشر ٱلوحش ٱلبهيم من دون ٱلروح لا يستطيع ٱلتطور بذاته إلى ٱلعلم وٱلنور من دون روح ٱللّه. ويعلم أنّ ٱلروح هو ما قال عنه عبد ٱللّه تشارلز دارون أنّه "حلقة مفقودة" عندما لم يستطع تفسير كيف تطور ٱلبشر من وحش بهيم إلىۤ إنسان ينظر ويفكر ويعلم فينير. فٱلابن يعلم أنّ تلك ٱلحلقة ٱلمفقودة هى نفخ ٱلروح فلا يشرك نفسه مع خالقه ولا يكفر بذلك ٱلحقِّ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف المقاومة الإسلامية بمسيّرة موقع بياض بليدا التابع لل


.. 52-An-Nisa




.. 53-An-Nisa


.. 54-An-Nisa




.. 56-An-Nisa