الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألأنبياء الحقيقيين

بطرس بيو

2007 / 7 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



إذا سألت رجل الدين ما هي المنافع التي حصلت عايها البشرية من الأنبياء التقليديين يجيبك أنهم عرفوا الناس على الله و حثوهم على التحلي بالفضائل و منعوهم عن المنكر. يؤكد العهد القديم أن الله خلق الإنسان على صورته. فإذا تفحصت أوصاف الله كما تصوره الأديان السماوية تجد أن العكس هو الصحيح. فالله حسب هذه الأوصاف هو أناني، غيور، منتفم ، حقود و ماكر و هذه أوصاف إنسانية تتعارض مع وصف الله بالكمال. فالواقع أن الإنسان هو الذي خلق الله على صورته. أما التحلي بالفضائل فإن التعصب الأعمى الذي غرسه الأنبياء في نفوس اليشر جعلتهم وحوشاً كاسرة ضد من يخالف دينهم فبدأت الحروب الدينية منذ ظهور أول دين توحيدي و هو اليهودية. ففي العهد القديم يأمر الله بني إسرائيل الإستيلاء على جرش و القضاء على كل من فيها من رجال و نساء و أطفال رضع (العهد القديم – كتاب أيشوع – الفصل السادس – آية رقم 21) و تتكرر أفعال إجرامية كهذه في العهد القديم بمباركة إلهية. ثم أتت المسيحية و رغم أن المسيح أوصى أتباعه أن يحبوا أعدائهم و يديروا الخد الأيمن لمن يلطمهم على الخد الأيسر إستعملت الكنيسة أقسى العقويات على الذين يخالفوتهم في الدين كمحاكم التفتيش و الحروب الدينية. ثم جاء الإسلام فسيطر المسلمون على الأقاليم الممتدة من حدود الصين إلى أواسط فرنسا مروراً بشمال أفريقيا تحت راية الجهاد وأطلقوا عليها صفة "الفتوحات" و خيروا الأقوام الذين سيطروا على بلادهم بين إعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو الموت و لما كان السواد الأعظم من هذه الأقوام معدمين لم يكن لديهم أي خيار سوى إعتناق الإسلام.

و الآن لنتسائل ما الذي فعله هؤلاء الأنبياء لتحسين أحوال البشر؟ فمنذ أن بشر النبي داود بالتوحيد قبل أريعة آلاف سنة حتى أوائل القرن الثامن عشر كان الإنسلن يعيش بمستوى لا يرقى كثيراً عن الحالة البدائية ثم تحرر الناس من سيطرة الدين في الغرب و أخذت العلوم تنشط و إرتفع المستوى المعيشي للبشر إرتفاعاً سريعاً يصورة مذهلة حتى وصل إلى مستواه الحالي و كان الفضل في ذلك إلى الأنبياء الحقيقيين من أمثال كاليليو و نيوتن و آيتشتاين و موزارت و بيتهوفن و دافنجي و أنجيلو و ملتون و شكسسير و غيرهم من القدماء و المحدثين من العمالقة الذين تسلقوا على أكتاف بعضهم البعض ليروا أبعد من من سبقهم ، كما يدعـون هم بأنفسهم فقد قال نيوتن إنني كالقزم الذي يتسلق على أكتاف العمالقة ليرى أبعد منهم. و هؤلاء إستمدوا نبوغهم و عبقريتهم من نبوغ و عبقرية الله و إرتفع الفنانون و الأدباء بالروح الإنسانية قريباً من جماله و عظمته.

قد يرد رجل الدين على ما جاء أعلاه بأن الحياة الحقيقية هي ليست الحياة التي نعيشها على هذه الأرض و إنما الحياة الخالدة التي تأتي بعدها. هذا ما قيل لهم من قبل الأنبياء التقليديين و إذا سألتهم عن الدليل يجيبون "الأيمان". أي أننا يجب أن نؤمن بما قيل لنا تاركين عقلنا و منطقنا في إجازة. ثم من هو النبي إبراهيم الذي يجب أن نصدق كل ما يقوله لنا؟ يصف المعجم البريطاني إبراهيم (*) Unscrupulous Liar” "كذاب مستهتر".

و من الطبيعي لا يمكنني أن أدعي بأن عقل الإنسان كامل شامل. فكما قال عمانوئيل كانت "لا يمكن لعقل الإنسان أن يستوعب سوى العالم المنظور فإذا تعداه يدخل في متناقضات مستعـصية الحل". كلما أستطيع أن أدعـيه أنه لو كان العالم المثالي الموعود هو أضغاث أحلام فقد ضيع رجل الدين المشيتين. و في نظري أن الطريق السليم الذي يجب أن يتبع هو التعامل مع الناس بالمحبة و الإحترام بصرف النظر عن من هو هذا الإنسان و ما هو لونه أو قوميته أو دينه أو معتقداته. و بذلك يكون قد أرضى الله.

Encyclopaedia Britannica – 15th Edition – Micropaedia – Vol. 1 – P. 36C (*)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة الأردنية تقر نظاما يحد من مدة الإجازات بدون راتب لمو


.. حرب غزة.. هل يجد ما ورد في خطاب بايدن طريقه إلى التطبيق العم




.. حملة ترامب تجمع 53 مليون دولار من التبرعات عقب قرار إدانته ف


.. علاء #مبارك يهاجم #محمد_صلاح بسبب #غزة #سوشال_سكاي




.. عبر الخريطة التفاعلية.. كيف وقع كمين جباليا؟