الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصطفى عنترة إعلامي وباحث جامعي يتحدث عن -ميثاق أكادير2-

مصطفى عنترة

2007 / 7 / 29
المجتمع المدني


جاء "ميثاق أكادير" الصادر في غشت 1991 في ظل ظرفية سياسية متميزة مرتبطة في بعض جوانبها بطبيعة التحولات الكبرى التي شهدها العالم وانعكاساتها على المغرب سواء في بعده المحلي أو الإقليمي.

وتكمن قيمة هذا الميثاق في كونه أسس للميلاد الرسمي للحركة الأمازيغية كما يقول الدكتور وعزي، كما حدد دفتر مطالب الفاعل الأمازيغي، أكثر من ذلك شكل "ميثاق أكادير" وثيقة سياسية أطرت السلوك السياسي لهذه الحركة في سنوات التسعينات من القرن الماضي وذلك إلى حدود المأزق الذي وصلت إليه تجربة مجلس التنسيق الوطني بين الجمعيات الأمازيغية والانتقال إلى التنسيق الجهوي.. فـ"ميثاق أكادير" كوثيقة تاريخية، يؤسس من موقعه لمرحلة الولادة (أي مرحلة المطالب) وهي محطة جد هامة في مسار الحركة الأمازيغية.

شخصيا لم أطلع بعد على "ميثاق أكادير 2"، لكن سبق للصديق الدكتور حنداين أن ناقش معي هذا الموضوع بمناسبة مشاركتي السنة الماضية في لقاء دولي حول العمل الأمازيغي نظمته تنسيقية تامونت ن فوس بالعاصمة السوسية.
أعتقد أن الحركة الأمازيغيـة في حاجة إلى ميثاق جديد على شاكلة "ميثاق أكادير" يحدد مطالبها ويوحد تصوراتها في حدود واقعية ومعقولة ويؤطر فعلها السياسي خاصة في ظل التطورات السياسية الهامة التي تعيشها البلاد.

ومن هذا المنطلق أسطر مجموعة من الملاحظات:
ـ أولا أن الميثاق الأول الصادر في 5 غشت 1991 يعكس في مضامينه بعض المطالب الثقافية والسياسية التي كانت تشكل انتظارات الفاعل الأمازيغي؛
ثانيا أن الساحة الأمازيغية عرفت مجموعة من المبادرات، ذلك أنه بالرغم من قيمتها الثقافية والسياسية فإنها لم تستطع أن توحد عمل الفاعلين داخل الحقل الأمازيغي؛
ـ ثالثا أن التطورات الهامة التي عرفتها المسألة الأمازيغية بعد "خطاب أجدير" وإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية واختيار الأبجدية الرسمية لكتابة اللغة الأمازيغية..، أصبحت تستدعي من الفاعل الأمازيغي الوقوف قصد تقييم المرحلة وبلورة تصورات جديدة تأخذ بعين الاعتبار هذه التطورات.

ومن هنا أعتقد أن " ميثاق أكادير 2" أو "ميثاق أكادير مكرر" أو ما شابه ذلك من التسميات يجب أن يتناول في مضمونه المطالب الجديدة للحركة الأمازيغية، أي المطالب التي تشكل، اليوم، أساس تحركات الفاعل الأمازيغي. وهي مطالب تهم ملكية الأرض، الاستفادة من الثروات التي تزخر بها بعض المناطق التي يتكلم أهلها باللسان الأمازيغي، الماء، توفير وتنمية البنيـات التحتية، الحكم الذاتي في منطقة الريف..إلخ.
فهذه المطالب تعد استمرارا للمطالب التقليدية المدرجة في "ميثاق أكادير" الصادر في غشت 1991 على اعتبار أن هذه الأخيرة تعكس الوضع السياسي الذي كان يعيشه المغرب والذي لم يكن يسمح للفاعل الأمازيغي بالمطالبة مثلا بتقسيم الثروة أو السلطة.

إن "ميثاق أكادير2" بالرغم من القيمة السياسية والثقافية والنضالية التي قد يحملها مضمونه، فإن تأثيره سيبقى محدودا إذا لم يتوفر على عامل الإجماع الحقيقي داخل الأطراف الفاعلة والأساسية داخل الحركة الأمازيغيـة. غياب هذا العامل كان وراء محدودية مجموعة من المبادرات، كما أن المراقبين والمتتبعين للشأن الأمازيغي يعطون أهمية لهذا العامل لكون وجوده سيمنح لأية مبادرة سلطة حقيقة.

وهذا الأمر يقتضي، في نظري، تنظيم ندوة وطنية أو ندوات جهوية تتوج بتنظيم مناظرة وطنية، تشارك فيها كل الفعاليات الفردية والجماعية الأمازيغية وتطرح فيها كل القضايا المرتبطة بمستقبل الأمـازيغية بكل شفافية وديمقراطية في أفق الخروج بميثاق موحد يرسم معالم المرحلة السياسية ويحدد استراتيجية العمل ويضع الآليات النضالية الكفيلة بترجمة أهداف الميثاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين